Friday, May 1, 2009

كتاب لعنه جماعه الامه القبطيه الارهابيه - 2

الصراع داخل الكنيسة

 

شهدت فترة حكم الانبا يوساب الثانى مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة القبطية والجماعة المنحرفة الاجرامية المسماه بالامة القبطية .. صراعات تفوق كل الاحتمالات كان لها اسوأ الاثر على الكنيسة و الاقباط النصارى واحدثت انشقاقات وتصدعات تسببت فى خروج بعض الاقباط النصارى عنها وانضمامهم الى كنائس الملل المسيحية الاخرى .. حيث وجدوا بعض الروحانيات المسيحية التى افتقدوها فى كنيستهم الام بعد ان شاعت بها المؤامرات والخطب التحريضية والكراهية لغير القبطى من قبل اعضاء تلك الجماعة المندسين والتى فاق عددهم الكثير .. ورغم هذا الجو المشحون بالصراعات لم ييأس الانبا يوساب واعوانه بل ظلوا على منهجهم فى محاولة استعادة روحانيات الكنيسة والمحافظة على اتباعها والتصدى بكل مالديهم من قوة لافكار تلك الجماعة .. ولم يكن نهج تلك الجماعة اقل قوة واصرارا على التمسك بافكارها واهدافها ولم تكن لتتراجع بعد ان قطعت مسافات طويلة حققت فيها نجاحات و قفزات سريعة للوصول للهدف من منظورها .. واشتدت ضغوط اتباع تلك الجماعة على قيادات الكنيسة بكل السبل ومن كل الجوانب .. محاولين مساومة بطريرك الكنيسة الانبا يوساب الثانى وحاشيته على التصافى بينهم وترك المنازعات التى تضر بالكنيسة و ان يحتفظ بمكانته البابوية بكل رجاله بصورة شكلية ويترك لهم حكم وادارة الامور بها .. على ان تنحصر مهمته ورجاله فى الاهتمام بالامور الروحانية للكنيسة من صلوات واقامة القداس والاعياد وغيرها .. وهى الامور التى تميز بها .. ورفض الانبا يوساب لانه لا يجب ان تكون هناك امور وقوانين اخرى مخترقة تحكم بها الكنيسة من رؤيته غير قوانين وتعاليم المسيحية الارثوذوكسية القبطية والتى دامت قرون منذ ان صيغت على لسان القديس تيموثاوس بابا الاسكندرية سنة 381 م اى فى القرن الرابع الميلادى .. حين وجهت له اسئلة واصبحت كل اجابة خرجت من فمه هى قانون للكنيسة القبطية والتى اصبحت تسمى بقوانين القديس تيموثاوس .. والتى حكمت بها الكنيسة القبطية كل تلك القرون الى ان تولاها الاب يوساب .. ورفض بكل قوة المزايدة على تلك القوانين او اختراقها بافكار عنصرية هدامة .. وكان المجلس الملى فى ذلك الوقت مخترق من العلمانيين غير رجال الكنيسة من المتأثريين بافكار جماعة الامة القبطية .. امثال ابراهيم فهمى وحبيب باشا والمنياوى باشا ونخبة من ذوى المناصب والمال واصحاب الاحزاب السياسية الذين يدينون لافكار الجماعة بالولاء والتى بفضلها تمتع كثير منهم بالامتيازات ووصلوا لما هم عليه .. وكانوا يديرون الاوقاف الخاصة بالاقباط النصارى ويتحكمون فى الامور المالية الخاصة بدعم الكنيسة .. من رواتب ومصروفات لرعايا الكنيسة من رجال الدين واتباعها الاقباط النصارى الفقراء والمحتاجين .. مارسوا الضغوط المالية وحدثت نزاعات بينهم تعدت اسوار الكنيسة .. وفسرت خارجها على انها خلافات كنائسية خاصة بامور ادارية ومالية .. واحاطت تلك الخلافات تعتيم شديد على وجود افكار تلك الجماعة ... ولم يتزعزع الانبا يوساب ولم يسلم لهم مقاليد حكم الكنيسة .. واعتبر تلك الضغوط المالية هو المنهج الشيطانى الذى يمارسه ابليس منذ الازل لافتتان الناس والضغط عليهم بقبول مناهجه والانصياع لاوامره .. وزاده موقفهم وضغوطهم المادية على الاصرار على العمل بقوانين الكنيسة وحث اتباعها على العمل بمقولة ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) .. وان التبرعات والصدقات التى يدفها الاغنياء للفقراء هو واجب دينى وفريضة ربانية غير مشروطة ولا خاضعة للاهواء ولا وسيلة لاى ضغوط او تقديم اى تنازلات دون اى وجه حق .. وحث اتباع الكنيسة على الصبر على تلك المحن والغمة التى ابتليت بها الكنيسة القبطية .. واستمر على نهجه بمساعديه المخللصين لتعاليم كنيستهم فى تطهير الكنائس والاديرة من اتباع تلك الجماعة المضللة .. غير مبالى بأى ضغوط .. وقام بسحب الاعتراف ببعض الاديرة التى تدار من قبل رهبان تأثروا بتلك الافكار المنحرفة عن المسيحية .. ولم يكن هذا بالشىء الجديد فقد سبق واصدر المجمع المقدس قرارا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حين كان يقيم به فى ذلك الوقت البابا كيرلس السادس مع تلاميذه وانتقالهم احد اديرة وادى القلمون بجوار مدينة مغاغا بالمنيا وكان يسمى وقتها بالقمص ( مينا المتوحد ) وكان يقيم بالدير معلما لتلاميذه ومنهم الراهب (متى المسكين ) وسحب الاعتراف بالاديرة واخرج منه الرهبان .. والبابا كيرلس السادس هو الذى سيأتى فيما بعد خلفا للبابا يوساب الثانى !!!!!!

وكان مع قيام ثورة يوليو ان ازداد الفكر المعادى للغرب ..و جندت اجهزة الدولة الاعلام بكل مؤسساته والمناهج التعليمية والخطب الثورية لترويج و ترسيخ مفهوم العداء لكل ماهو غربى من مؤسسات وانتماءات وذيول استعمارية واعوانهم من اليهود .. فكانت ازهى مراحل جماعة الامة القبطية وفرصتهم الذهبية بكل مقايسها وابعادها للعمل بمقولة ( اطعن عدوك بعدو لكما ) مستغلين عداء الحكومة المصرية للوجود الاجنبى .. وهم بافكارهم المنحرفة عن كنيستهم يكنون العداء للاثنين .. للحكومة وللاجانب .. الحكومة كدولة غالبيتها مسلمة وللاجانب بارساليتهم وكنائسهم واناجيلهم المختلفة .. وكذلك اليهود ألد اعداء الجماعة المسئولين عن صلب يسوع من منظور عقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا الى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم ومازالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل فى سلة واحدة يجب الاطاحة بها .. لذا عمل اعضاء الجماعة المميزين فى المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الاجنبى واظهار انتماءاتهم الوطنية لافكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الارساليات الاجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا فى محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتنية والملل الاخرى الى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والاسلام الذى يضمن حماية ا لكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ ان فتحت .. وحرية اتباعها باقامة شعائرهم بها فى آمان .. فكان كعادة اتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة واهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الاجنبى بمصر .. ويتمسحون فى الغرب بمسيحيتهم التى تجعلهم بمنظور الغرب اقرب اليهم من المسلمين حتى لو كانت تلك المسيحية اسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل فى جوهرها عن اختلافاتهم مع الاسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لابعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بايمانهم بالعهد القديم الذى هو لا يتجزأ عن انجيلهم .. وبذلك استطاعوا فى تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه .. وادى خروج الاجانب من مصر الى ان باعوا معظم ممتلاكاتهم باموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين اياهم عن المسلمين لما تربطهم باعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ ان درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات ارسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الاجانب عن بعض تلك الممتلكات للاقباط .. فهم جميعا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم الا انهم اجتمعوا جميعا على عدائهم للاسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الاحداث فى اثناء حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة الارثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة واساليبهم الشيطانية فى النفاق والمكر والخداع ..

مازلنا فى فترة حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة القبطية والتى بدأت فى الاربعينيات وامتدت الى مابعد الثورة .. ومازال الانبا واعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعا بكل جهد وكد للتصدى لافكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا اموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا ان يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. ومازالت ايضا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوى المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعى ذوى الاطماع والطموحات الدنيوية على تمسكهم بأفكار تلك الجماعة التى جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالاضافة الى الاقباط النصارى الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين فى وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وازالة ماعداها واسترجاع مصر القبطية المباركة .. وكانت الثورة فى بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء فى العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب اثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الاجنبى وتصفية المؤسسات والشركات الاجنبية واليهودية الممولة لاسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الارساليات واتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة فى مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الاجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذى يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لاكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية التى اعتمدت عليهم فى مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها فى الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الاجنبية الغربية الذين يحتفظ اعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية .. فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها او تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار انها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسى لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة الى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية التى لم تعتمد عليهم كلية لقرب الاسرة المالكة من الوجود الاجنبى .. بالاضافة الى جهل او تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالامور الدينية لا تعنيها .. ولا حتى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ ان فتحت مصر ابان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. ومايهم حكومة الثورة هى المكاسب السياسية والمصالح التى تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة الضالة المسماه بجماعة الامة القبطية .. وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على احداث قطار الصعيد الذى دبره اعضاء جماعة الامة القبطية والذى راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام فى تلك الفترة بين الكنيسة واتباع الامة القبطية ادى الى تدخل سافر من قبل اعضاء ورهبان تلك الجماعة فى شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الانبا يوساب الثانى .. والذى رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه فى منصبا ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتى من اعدائه انه كان زاهدا فى الامور الدنيويه .. ولكن تحديا لطموحات تلك الجماعة المدمرة للقيم والمبادىء المسيحية واحترام العهود مع المسلمين من زمن الفتح الاسلامى لمصر .. وحفظا لامانة المسئوليه عن مسيحى مصر من الاقباط النصارى .. وشهد له اقباط تلك الفترة حتى اعدائه بطيبته وصفائه مما زادته قوة رغم ضعف جسده وشيخوخته .. وزادت اعدائه من جماعة الامة القبطية الاجرامية رهبة وخوف من المجرد المساس بشخصه ..

 

·        أختطاف البابا

تفاصيل الاحداث التالية لأحرج فترة فى تاريخ الكنيسة القبطية منذ بداياتها .. فترة حكم الأنبا يوساب الثانى ... تفاصيل تعجز الكلمات عن وصف احداثها الاجرامية والدمويه بفظاعتها وقسوة منفذيها من اعضاء تلك الجماعة القبطية الضالة والمنحرفة عقائديا وأخلاقيا وقانونيا .. فترة صراع بين مردة تلك الجماعة وقيادات الكنيسة القبطية زادتها السرية عنفا واجراما .. حيث حرص كل من الجانبين على تكتم تفاصيلها .. الجماعة تمارس كل الضغوط لعزل البابا والانفراد برهبانها المنشقين لحكم الكنيسة .. مستعرضين كل قواهم ونفوذهم السياسية والمالية والحاق الأكاذيب والشائعات المغرضة برجال الكنيسة وخاصة عدوهم اللدود الراهب ملك كبير مساعدى الانبا يوساب .. محاولين بكل الوسائل اجتذاب الاقباط النصارى وصرفهم عن الولاء للانبا يوساب ورجاله .. واتهموا رجاله بالفساد ومخالفات مالية رغم ان اعضاء المجلس الملى المتحكم فى الشئون المالية للكنيسة اغلبهم من العلمانيين المنتمين قلبا وقالبا لجماعة الامة القبطية المتطرفة .. ولم يستطيعوا ان ينالوا من صفات الانبا يوساب ولا من شخصه لعلمهم بمكانته الروحانية الكبيرة فى نفوس الاقباط النصارى .. ولم يجدوا غير ان يتهموه بالضعف فى ادارة الكنيسة والتهاون فى حقوقها .. رغم انه كان من أقوى البطاركة الاقباط النصارى الذين تصدوا لأفكار تلك الجماعة وأخلصهم للأقباط .. وظل على نهجه فى تطهير الكنائس والاديرة من هؤلاء المغرضين وكان ان جرد القمص سرجيوس من رتبته الكهنوتية وهو اشهر اقطاب تلك الجماعة والشهير بمشاركته فى ثورة 1919 .. والذى حصل على حكم قضائى فى الخمسينات الصادر من المحكمة برئاسة الدكتور السنهورى لصالحه بالغاء قرار الأنبا يوساب .. حيث استغل حرج الكنيسة وتكتمها على اسباب تجريدها له من صفته الكهنوتية حتى لا يفتضح امر تلك الجماعة ونزاعاتها مع الكنيسة .. وكانت السرية والتعتيم هى نقطة ضعف الكنيسة وغلطة كبيرة تحملت بسببها الكثير من المعاناه وادت بتلك الجماعة المتطرفة لمزيد من التطرف والتمرد والقوة .. وكان رجال الأنبا يوساب المخلصين لتعاليم الكنيسة يصفون سلوكيات جماعة الامة القبطية على انها خروج صريح عن تعاليم المسيح .. ومدمرة لقيم المسيحية .. ووصفوا دعوتهم بانها دعوة لانتزاع المحبة من القلوب واستبدالها بالعداوة والكراهية .. فبدلا من ان يحبوا أعداءهم .. عادوا احبائهم وسعوا لاستبدال المحبة والوئام مع المسلمين بالعداوة والبغضاء .. وبدلا من ان يحسنوا الى مبغضيهم .. بغضوا محسنيهم من الاجانب بعد ان استفادوا من اموال ومدارس وامكانيات ارساليات الاجانب الذين احسنوا اليهم ليطعنوهم من ظهورهم .. وتتطورت الاحداث فيستبعد الأنبا يوساب الراهب متى المسكين ( معلم البابا شنودة والاب الروحى له ) بعد ان كان عينه وكيلا للبطريركية بالاسكندرية فور علمه بحقيقة انتماءاته لتلك الجماعة .. حتى ان رجال الدين كانوا يطلقون عليه لقب الراهب متى المسكون وليس المسكين من فرط انحراف افكاره .. وتم اعدام بعض كتبه والتى وصفها الكثير بأنها اقرب للشيوعية منها للمسيحية .. والتى تطورت لتكون اقرب للعنصرية لاعتناقه افكار تلك الجماعة .. وفى خمس شهور فقط من وقت عزل الراهب متى المسكين تمر الاحداث ساخنة طويله موجعة .. حيث اتخذ رهبان تلك الجماعة المنشقة قرارا بتنحية وعزل بابا الكنيسة بالقوة .. وترحيله الى احدى الأديرة مع أعوانه والاستيلاء على مقاليد الحكم بالكنيسة .. وتم اقتحام عدد من شباب تلك الجماعة للمقر البابوى وتصدى لهم رجاله العزل وتعرض بعض رجال الكنيسة للاصابات واستعان رجال الكنيسة بالسلطات .. وتكررت تلك المحاولات ولكنها باءت جميعها بالفشل حيث كانت تنتاب المختطفين حالة من الرهبة عند الوصول للأنبا يوساب ورغم شيخوخته وضعفه لم يهتز ولم يستسلم .. مما كان يضطرهم لمحاولة اقناعه باللين بالتنحى عن منصبه او الابقاء عليه وترك ادرة الأمور لهم وهو على ثباته وقناعته ألا يترك الشياطين لتحكم وتجلب الخراب .. وأظهر رجاله قدر كبير من الأخلاص والولاء له .. ولأول مرة تبلغ السلطات والنيابة بتلك الأحداث حيث قام رجال الدين بابلاغ الشرطة والسلطات عن تلك الجماعة .. ولأول مرة يتم الاعلان صراحة عن اسم تلك الجماعة ( جماعة الأمة القبطية ) .. ولم تكن الجماعة لتتراجع عن عزمها على خلع البابا .. واستغل بعض رهبان تلك الجماعة المنشقة من كبار السن والمعاصرين للأنبا يوساب حين كان راهبا معرفتهم بطباعه وشخصه .. وبذلوا الجهد لتشجيع وتدريب بعض شباب تلك الجماعة لكسر حاجز الرهبة والخوف من المساس به .. وتكررت محاولة اقتحام المقر البابوى وتم اختطاف الأنبا يوساب بقوة السلاح .. ويقال ان مختطفيه احسوا بتلك الرهبة وكانت الخطة قتلة وازاحته عن كرسى البابوية .. ولم يستطيعوا خوفا من ان تلحقهم اللعنات وتم اختطافه الى أحد ألاديرة قيل انه دير المحرق باسيوط حيث تم احتجازه لحين الانتهاء من تنصيب احد رهبان الجماعة لمنصب البطريرك خلفا عنه ليرحلوه الى احد الاديرة الاخرى او مكان غير معلوم من الاماكن القبطية .. وتسعى السلطات لحل الأزمة .. وتتزايد الضغوط على الحكومة من قبل اعضاء الجماعة ( جماعة الأمة القبطية ) من ذوى المناصب فى الخارجية مستغليين نفوذهم وعلاقتهم القوية بها .. محاولين اقناعها لتفض يدها عن المشكلة وتعتبرها امور كنائسية خاصة بالاقباط النصارى .. مما جعل الحكومة تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية حرصا منها على الاحتفاظ بصداقة ومساعدة تلك الفئة التى تقوم بدور الوسيط وهمزة الوصل مع الجهات الغربية والخارجية .. وكادت ان تقترب الجماعة من تحقيق الهدف وتولى المنصب وتجرى الرياح بما لا تشتهى السفن .. ليفاجئوا بعودة الأنبا يوساب الى مقره البابوى بعد عدة ايام من اختطافه حيث تأثر بعض رهبان الدير كثيرا وطلبوا منه العفو واطلقوا صراحه واعادوه معززا مكرما الى مقره ليتولى منصبه وسط ذهول الجميع .. ووسط بكاء ونواح رعايا الكنيسة المحبين له واستفساراتهم عن حقيقة مايحدث داخل الكنيسة .

لم يكن أمر عزله بتلك السهولة حيث ان مكانة البابا هى مكانة روحانية كبيرة وعالية جدا فى قوانين الكنيسة لا يستطيع أحد ان ينتزعها أو ان يجبر البابا على التخلى عنها .. ولم ييأس اعضاء الجماعة واعادوا الكرة بصيغة قانونية اضافوها الى قوانين الكنيسة وكانت أول محاكمة لأحد البطاركة فى تاريخ الكنيسة القبطية منذ انشائها ..وهو الأمر الذى لم يحدث الا للبابا يوساب الثانى بطريرك الاقباط النصارى .. حيث اجتمع عدد من الأساقفة ومن المجمع المقدس وأعضاء من المجلس الملى العلمانيين والأراخنة ومنهم عدد من المعزولين وبمباركة قادتهم من رهبان جماعة الأمة القبطية وقاموا بابعاده عن منصبه وعزله واستبداله بتشكيل لجنة لادارة الكنيسة وكان ذلك عام 1954 وتمضى الاحداث أكثر سخونة .

 

جرت كل تلك الاحداث بعلم وصمت السلطات والحكومة تحت استمرار ضغوط ومساومات أعضاء تلك الجماعة القبطية المنحرفة من ذوى النفوذ والتى تعتمد عليهم حكومة الثورة فى قيامهم بدور الوساطة فى أسوأ فترات علاقاتها الخارجية مع الغرب . .مما جعلتها تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية والاجرامية لتلك الجماعة القبطية تلبية لرغبة وطلب حلفائها من اعضاء تلك الجماعة .. ولا نلتمس لحكومة الثورة العذر ولكن كما ذكرنا فهى حكومة غير دينية ولا تعنيها الامور الدينية حتى لو كانت بصدد الاسلام والمسلمين فما بال بغيرهم .. ورغم استنجاد رجال الكنيسة واعوان البابا بها الا انها خذلتهم وتركت الامور للاقباط لفض المنازعات فيما بينهم بالاساليب التى يحددونها على اعتبار انها مشاكل كنائسية على ان يسعوا للوصول الى استقرار الكنيسة .. واختزلت السلطات اعمال تلك الجماعة الاجرامية فى قصر القضية على حفنة من الشباب الاقباط النصارى المتورطين فى حادث اختطاف بابا الاقباط النصارى يوساب الثانى والذى لا يتعدى عددهم اصابع اليد .. وصدرت الأوامر للصحف بعدم تناولها لتلك الاحداث وأغلق ملف جماعة الأمة القبطية .. وكأن اعضائها والمنتمين لأفكارها التى وصل عددهم لما يقارب نصف عدد أقباط مصر فى ذلك الوقت اى مايقارب المليون قد تبخروا وانتهوا بمحاكمة تلك الحفنة من الشباب المتورطين .. وورد اسم الراهب متى المسكين ( معلم البابا شنودة والأب الروحى له فى ذلك الوقت ) ضمن الاسماء التى ورد ذكرها فى التحقيقات باعتباره من المدبرين لحادث اقتحام المقر البابوى واختطاف الأنبا يوساب والرأس المحرك لهم.. وقيل انه شارك بنفسه فى العملية الأخيرة مع بعض تلاميذه .

وكانت قيادات تلك الجماعة قد استوعبت الدرس ولم يعد بمقدورها ان تعيد الكرة وترسل الأنبا يوساب لأحد الأديرة حتى لا تتكرر مأساة عودته لمقره البابوى مرة أخرى بالتأثير على رهبان الدير .. فقامت بارساله الى المستشفى القبطى وهو سليما معافى واحتجزته فى جناح خاص أعد لاقامته بالمستشفى تحت حراسة مشددة من رهبان واعضاء من تلك الجماعة بزعم انه بحاجة الى العلاج للتغطية على مجريات الأمور وفى غياب القانون جاهلا أو عن عمد .. ولكن وقفت قوانين الكنيسة عقبه والتى لا تسمح بتنصيب بطريركا جديدا فى وجود البطريرك السابق على قيد الحياة الا فى حالة اعتزاله عن كرسى البابوية بارادته ودون اى ضغوط .. كما تصدى اتباع الكنيسة من الاقباط النصارى بقوة لأى محاولة لتنصيب بابا جديد فى حياة الانبا يوساب والتى تربطهم به علاقة ومحبة روحانية كبيرة .. وخوفا من ان تفقد جماعة الأمة القبطية شعبيتها فى المجتمع القبطى فقد فضلوا ان يبقى الحال على ماهو عليه وتستمر ادارة الكنيسة باللجنة الكنائسية التى تم تشكيلها لحين شفاء البابا حسب مزاعمهم ... وتمضى الأيام طويلة ثقيلة على قيادات الامة القبطية . . والانبا يوساب بصحة جسمانية ونفسية جيدة .. والأوضاع تسير برؤية مستقبلية غامضة وخطوات مشلولة ...

 

ظل الانبا يوساب متحفظا عليه فى جناح أعد له بالمستشفى القبطى .. أعزل وحيدا تحت اجراءات مشددة من قبل رهبان جماعة الأمة القبطية ومنع مساعديه وكثير من رعايا الكنيسة وحتى أطباء وهيئة التمريض بالمستشفى من التردد عليه الا قلة من الموالين للجماعة وبحضور الرهبان .. مما دفع الكثير للاستفسار عن طبيعة مرضه وعن كل تلك الحراسة والقيود والتى فسرت لهم على انها من اجراءات الحماية اللازمة للبابا خاصة بعد الأحداث المروعة التى تعرض لها .. ولم تكن تلك التفسيرات مقنعة للكثير من رعاياه وخاصة ان اجراءات الحراسة لم تكن من قبل سلطات أمنية ولا قانونيه .. كما انها المفترض ان تلك الاجراءات المشددة من قبل الرهبان لا تفى بغرض الحماية حيث ان أغلب القائمين بها من الرهبان ورجال الدين المعروفين للكثير .. والمفترض ان تلك الطبقة الكهنوتية غير مسلحة فكيف لها ان تقوم بدور أمنى لحماية البابا .. ومرت الأيام بطيئة وليالى طويلة حالكة الظلمة لاسوأ الفترات التاريخية التى مرت بها الكنيسة القبطية وأكثرها غموضا .. البابا فى عزلته الاجبارية .. تحت حراسة اعدائه .. لا يعلم مايدور بأذهانهم ونواياهم .. وفى غياب اجراءات أمنية من قبل السلطة تؤمن له سلامته وتحميه من بطش هؤلاء المجرمين به .. لم تكن العزلة ولا الوحدة بالشىء الجديد عليه فلقد اعتاد عليها فى حياة الرهبانية ولكن ليست تحت تلك الظروف المستجدة والغريبة .. وسط بكاء رعاياه المشفقين عليه من أحداث مجهولة المعالم لا يستطيعون فهمها ولا تتبع مجراها .. التعتيم على الحقائق سمة لها .. حتى فقدوا التمييز بين رجاله والمنشقين عليه .. الأشاعات تملأ الكنائس وتتضارب التفسيرات والانقسامات .. والأنبا على حاله متماسك رافض لأجراءات عزلة الظالمة الباطلة متهما اعدائة بالقسوة والعدوان .. ورافضا لعودته كرمز للكنيسة تاركا لهم شئون ادارتها بأفكارهم وأهدافهم المدمرة الهدامة والمخالفة لجوهر المسيحية والمرتدة عن قوانين الكنيسة .. غير مبالى بتهديدات ولا أغراءات .. آملا ان تفتضح نواياهم وتهدم جماعتهم فى أوج مجدها ... ملاذه فى التضرع والدعاء .. ولايزال بصحة جسمانية ونفسية جيدة لم ينال منها أعدائه الذين كانوا يأملون فى تدهور حالته للتخلص منه سريعا .. وخابت ظنونهم .. وظلت الاحوال كما هى عليها .. البابا فى منفاه الأجبارى بالمستشفى القبطى .. والكنيسة على حالها خاوية من أكبر رموزها الدينية تدار بتلك اللجنة الكنائسية .. وكرسى البطريركية خاليا فى المقر البابوى ينتظر عودة صاحبة أو تنصيب من يعتليه .. ورعايا أقباط كاليتامى يأملون عودة ابيهم ..وقيادات الأمة القبطية مشلولة الفكر تبحث عن حيلة لتحريك الأوضاع لتغيير الأحوال .. والأمور على ماهى عليه لا جديد .. مازالت الكنيسة منقسمة برهبانها وكهنتها وجميع رموزها الكنائسية من رجال الدين .. والأوضاع تسير للأسوأ .. ونذير شؤم لجماعة الأمة القبطية يحيطها من كل الاتجاهات ويهددها بانتكاسة لخطواتها للوراء وخسائر لنجاحاتها اذا استمرت الأمور دون حراك .. والكل بالكنيسة يترقب حدوث تحريك للأحداث ..

 

بدأت أنظار العاملين بالمستشفى القبطى من الاقباط النصارى الارثوذكس تغتنم الفرصة للأطلاع على أحوال البابا وتفقد احواله .. ويؤكد كبار السن المعاصرين لتلك الفترة ان الكثير من الأطباء وهيئة التمريض التى سنحت لهم الفرصة لرؤيته يؤكدون على ان احواله الصحية كانت جيدة لا تستدعى كل تلك الفترة من الأقامة .. وان نظراته كانت بها كثير من الحزن والألم والعتاب واحساس كبير بالظلم حتى أن بعضهم طالب بعودته الى مقره البابوى .. وان السكوت على أمرة قد يصيبهم باللعنات ... مؤكدين ان حالته لا تتطلب اقامة بالمستشفى ويمكن تقديم الخدمات العلاجية له بمحل اقامته بالمقر البابوى اذا تطلب الأمر .. ورفض هذا الطلب من قبل القائمين عليه من رجال الدين .. ومارست أدارة المستشفى الضغوط على بعض الاطباء الشباب بالكف عن تلك المطالب وترك الأنبا لقيادات الكنيسة الحاليه حيث مكانته الدينية تحتاج لتلك الرعاية الكهنوتية التى تعمل لصالحه وأمنه .. ورغم ان تلك المبررات لم تكن بالكافية ولا المفهومة ولكن احتراما من الاقباط النصارى لقيادات الكنيسة أظهروا الطاعة والولاء للكنيسة وقياداتها تجنبا لحدوث مزيدا من الأضطرابات والانقسامات داخلها والتى هى بغنى عنها فى تلك الأوقات العصيبة ..

ولم يكن لجماعة الأمة القبطية بعد مرور عدة شهور قليلة ان تقبل باستمرار هذا الوضع دون ان تضع له حد ونهاية .. لابد للأمور ان تتحرك وتتبدل الأحوال والسكوت على تلك الأوضاع سوف يزيد القيل والقال والشائعات التى قد تزيد احوال الكنيسة سوءا .. كما أن الأطماع والمنازعات بدأت تظهر بقوة بين أعضاء اللجنة الكنائسية المشكلة .. وخاصة بين من هم منتمون للجماعة وبين رجال الحرس القديم من اتباع الأنبا يوساب والذى يلقى الدعم من ابناء الكنيسة ورعاياها الاقباط النصارى .. ودون مقدمات لأى تدهور فى صحة البابا يوساب الثانى .. فوجىء العاملين باعلان وفاته وسط ذهول الجميع .. ماذا حدث وكيف .. وتناثرت الأقاويل والشائعات تؤكد مقتله بالتصفية الجسدية مقتولا أو مسموما .. وان المرافقين له حرصوا على ابعاد الجميع عن رؤيته فى بداية الأمر معللين ذلك بأقامة مراسم وصلوات خاصة بمكانته الدينية استعدادا لنقله لمقره البابوى لالقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل رعاياه والمحبين له .. بينما أكد بعض الذين أختلسوا النظرة الأولى بالمستشفى على انه كان أشبه بالمخدر ( ببنج كلى ) وان مظهره ليس على حالة الموتى ولا حرارة جسده حتى بعد انقضاء الساعات الأولى من وفاته ويصرون على انها كانت اشبه بحالة غيبوبة وفقدان وعى بفعل فاعل .. بل وأكد البعض ان المرافقين له والذين توافدوا حرصوا على ان يحيطوه بعيدا عن الأنظار .. وأن نظراتهم كانت خالية من أى ورع ولا مفاجئة ولا حتى فزع .. وكانت احزانهم تبدوا مفتعلة بمشاعر أقرب للقسوة لا تليق برجال دين فقدوا رمز محبتهم .. وامام اصرار بعض من الاطباء الشباب على التحقق من حالته وتصعيد الموقف اذا استدعى الامر لجأ الكهنة بمساندة ادارة المستشفى الى حيلة بادعاء ان الامر يتطلب نقله الى مقره البابوى حتى لو كان فى حالة احتضار لاجراء المراسم التكريمية والدينية التى تليق بمكانته الدينية .. بينما عم الحزن كل الاقباط النصارى من رعايا الكنيسة ونقل الأنبا يوساب ليعيدوه جالسا ميتا على كرسى البابوية الذى انتزع منه انتزاعا .. ويؤكد البعض انه فور انقضاء مدة ألقاء النظرة عليه واقامة الصلوات والقداس وغيرها من الشعائر تم اخذه للداخل بصحبة عدد قليل من الكهنة والرهبان وتم اخفاء الجثمان فترة .. ثم خرج الصندوق محمولا لاستكمال مراسم دفنه .. وحتى المشهد الأخير تناثرت عليه الأقاويل فمن رجال الدين المواليين له أكدوا على ان المرافقين له من أعضاء تلك الجماعة بالمستشفى لم تكن لديهم الجراة على تصفيته جسديا وكان ان لجأوا مع بعض الأطباء المواليين للجماعة الى تخديره وبعد انقضاء المراسم نقل الى منفاه الأخير بأحد الأديرة البعيدة جدا بالبحر الأحمر والخاصة برهبان الجماعة .. وأشار بعض رجال الدين المشلوحين حاليا انه مازال الى الآن على قيد الحياه وانه من المعمريين تعدى المائة بسنوات .. . ومؤكدين ايضا على ان الكثير من رهبان جماعة الأمة القبطية وقياداتها الذين يديرون الكنيسة الحالية فى الخفاء مازال بعضهم على قيد الحياه ايضا يقيمون بأديرة الصحراء الغربية البعيدة وليس فقط وادى النطرون والبعض منهم باديرة الواحات .. مؤكدين على ان احدا من قيادات الكنيسة الحالية لا يستطيع اتخاذ قرارات الى بالرجوع اليهم .. وهذا يفسر هروب الأنبا شنودة واختفائه فى أديرة وادى النطرون والصحراء الغربية وقت الأزمات ..

وبنهاية فترة حكم الأنبا يوساب الثانى بتلك النهاية المأساوية .. تتوالى الأحداث الأكثر غرابة بتتطورات سريعة متلاحقة أبطالها جميعا من أعضاء تلك الجماعة .. وممن هم اعداء البابا يوساب والذى اتخذ بشأنهم قرارات بعزلهم وطردهم من الأديرة وسحب الاعتراف بالأديرة الخاصة بهم .. وظهرت نفوذ تلك الجماعة بقوة .. فلفقت الاوراق وسحبت المستندات والاقوال وتم تبرئة الراهب متى المسكين من قضية خطف البابا وحذف اسمه .. وليشهد عام 1954 عقب حادثة أختطاف البابا يوساب دخول نظير جيد سلك الرهبانية ليتخذ اسم الراهب انطونيوس السريانى بعد ان منع طيلة السنوات الماضية فى فترة حكم الانبا يوساب من الموافقة على الاعتراف به كراهب او قبوله باحد الأديرة .. والذى حارب من أجل الحصول عليه ليتهيأ لدور رسمته له جماعة الأمة القبطية فى المستقبل حيث لا تسمح قوانين الكنيسة بتعيين العلمانيين لمناصب كنائسية قيادية الا بعد ان يمكثوا عدد من السنوات فى سلك الرهبانية بأحد الأديرة .. وهذا ما لم يمكنه له الأنبا يوساب طيلة فترة ولايته .. حيث سيصبح نظير جيد خريج كلية الآداب قسم التاريخ والذى لقب كراهب بأسم ( انطونيوس السريانى ) .. والملقب حاليا بالأنبا شنودة بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية الحالية .. وبنهاية عهد الأنبا يوساب تبدأ أخطر مراحل الكنيسة القبطية ..

 --
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment