Saturday, May 2, 2009

كتاب لعنه جماعه الامه القبطيه الارعابيه 3

الإستيلاء على كرسى البابوية

 

بازاحة الانبا يوساب الثانى عن كرسى البابوية بعد رحلة من النزاعات والصراعات دامت سنوات .. اسدل الستار عن فترة حكم الانبا يوساب بنهاية مازالت ألغازها تبحث عن اجابات الى يومنا هذا .. ومازال بقلوب ومشاعر بعض ممن عاصروه احساس بالذنب والمرارة والألم والتقصير فى حق هذا الرجل الذى ظلم كثيرا ولم تنصفه الكنيسة الحاليه ولا رعاياها .. ويذكر ان عدد ليس بالقليل من الاقباط النصارى المعاصرين لتلك الاحداث فقدوا الثقة والولاء لكنيستهم وفضلوا ترك البلاد والهجرة للخارج عن الاعتراف باى راهب يعتلى كرسى البابوية بعد يوساب الثانى .. ومازال ابنائهم الى الان بالولايات الامريكية يتناقلون عن ابائهم ويعتقدون ان بابا الاقباط النصارى يوساب الثانى ظلم كثيرا وان كل من جاء بعده ليس له الحق ولا الشرعية لاعتلاء كرسى البابوية ولا يعترفون بالصفة الكنائسية لرجال الدين الذين تولوا حكم الكنيسة بعد يوساب الثانى .. بل ومنهم من اسس كنائس قبطية غير خاضعة للكنيسة القبطية بمصر ومنشقين عنها ..وبغياب الأنبا يوساب الثانى خلت الساحة لجماعة الامة القبطية الاجرامية المتطرفة ذات النفوذ فى غفوة القانون والسلطات عن جهل او تجاهل .. ليفقد رجال الكنيسة القبطية من الحرس القديم عهد الانبا يوساب الحماية التى تمكنهم من اتمام عملية ترشيح بطريريك جديد خلفا للانبا يوساب فى جو من الامان دون تهديدات شباب جماعة الامة القبطية الجامعيين تلامذة رهبانها القابعين بأديرة مشبوهة .. بعضها سحب الاعتراف به والبعض الاخر فى مجاهل الصحراء بعيدا عن العيون .. ولكن لم تصفى لهم الامور بسهولة رغم تهديداتهم الاجرامية لارغام رجال الكنيسة على تنصيب احدهم .. وتمسك كبار السن من رجال الدين الاقباط النصارى بتعاليم وقوانين الكنيسة القبطية .. وفتح باب الترشيح .. دخلت الكنيسة بعدد من رجال الدين كبار السن ورشح اتباع الجماعة ثلاثة من رهبانها من الشباب الجامعين المتحمسين والمسممين بتعاليم الجماعة العنصرية الارهابية المتطرفة .. وعلى راسهم الأب متى المسكين (الذى عزله الانبا يوساب قبل اختطافه بخمسة أشهر والذى اتهم فى حادثة الاختطاف ) .. والراهب انطونيوس السريانى ( الملقب حاليا بالانبا شنودة واحد تلامذة الراهب متى المسكين المخلصين ) .. والراهب مكارى السريانى ( الانبا صموئيل فيما بعد )) وهو ايضا احد تلامذة متى المسكين فى دير السريان .. واستبعدوا الثلاثة من قبل رجال الكنيسة القبطية الذين اظهرو تمسكهم بتعاليم وقوانين الكنيسة بكل قوة .. لان قوانين الكنيسة لا تنطبق على اى من الثلاثة .. حيث ان تعاليمها وقوانينها تشترط ان يكون البطريرك من كبار السن وأمضى سنوات طويلة فى سلك الرهبانية حتى يليق بتلك المكانة الروحانية ويكون ايضا جديرا بالمسئولية عن رعايا الكنيسة ورجالها .. شأن كل بطاركة الكنيسة السابقين البابا يوساب الثانى والبابا مكاريوس الثالث وقبله البابا يؤانس التاسع عشر وايضا البابا كيرلس الخامس وجميعهم بلا استثناء كانوا من كبار السن منذ ان انشئت الكنيسة القبطية الى نهاية عهد الانبا يوساب الثانى .. وبممارسة الضغوط وبمساعدة اصوات رجال الدين المواليين للجماعة تم اصدار لائحة 1957 وتشترط ان يكون المرشح قد تجاوز 15 عام فى الرهبانية .. لتعطى الفرصة للراهب متى المسكين وآخرين من جماعة الامة القبطية للترشيح والفوز .. ومرة اخرى استبعد الراهب متى المسكين حيث اسقطت السنوات التى عوقب فيها وطرد اثنائها من سلك الرهبانية .. وبذلك اصبحت مدة رهبانيته أقل من 15 عاما .. كل تلك الاحداث والكنيسة القبطية تحكمها لجنة كنائسية ومازال الصراع قائم من قبل رهبان الكنيسة ورهبان الجماعة لتنصيب بطريركا جديدا خلفا للأنبا يوساب .. وتدفع الجماعة بالراهب مينا المتوحد من تلامذة رهبان الامة القبطية المخلصين والمعلمين لتعاليمها .. وهو أيضا معلم الراهب متى المسكين والأب الروحى له والذى تتلمذ الأخير على يده فى دير مار مينا بمصر القديمة والذى سحب الاعتراف به وطرد الرهبان منه .. ورغم انطباق شرط عدد سنوات الرهبنة 15 عاما حتى بعد اسقاط السنوات التى طرد منها الراهب مينا المتوحد وتلاميذه وسحب الاعتراف بالدير .. ولكن كان هناك من هم أحق واصلح منه لهذا المنصب من منظور رجال الكنيسة وقوانينها .. وبأصرار وتصميم من جماعة الامة القبطية ولأول مرة تعمل الكنيسة بالقرعة الهيكلية لاختيار بطريركا .. ولم يسبق فى تاريخ الكنيسة ان استعانت بتلك الطريقة لاختيار بطريركا لها على مر عصورها .. حيث ان مبدا القرعة الهيكلية يهوديا لم تقره الكنيسة فى تلك الاحوال ولم تعمل به من قبل لاختيار البابا .. وكانت ان طبق نظام القرعة كوسيلة مكر وخداع حيث دفعت بالاصوات لصالح الراهب مينا المتوحد دون اى اعتبارات اخرى لصفات كهنوتية رغم وجود عدد من المرشحين من رهبان الكنيسة من هم احق منه ولم يتلوث تاريخهم الرهبانى مثلما حدث بتاريخ الراهب مينا المتوحد من عقوبات وصلت لحد الطرد من الاديرة .. ولتنتهى تلك الصراعات الطويلة على منصب البابوية لصالح الراهب مينا المتوحد .. ليفاجأ كل من عرفوه وعاصروه بالدير بتنصيبه بطريركا للكنيسة الارثوذكسية القبطية .. وبذلك استقرت الامور للجماعة المنحرفة عقائديا والعنصرية وليصبح الراهب مينا المتوحد الانبا كيرلس السادس بابا الاقباط النصارى وسط ذهول كل من عرفوه من رجال الكنيسة القبطية .

وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد سابقا ) كرسى البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 فى تاريخ الكنيسة وكان ذلك يوم 10 مايو 1959 .. وليصبح ايضا الواجهة واليد المنفذة لكل افكار ومبادىء جماعة الامة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بألأديرة .. وخاصة اديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وايضا لان موقعها هى الأقرب للمقر البابوى من حيث المسافة اذا قورنت بالاديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والتى استخدمت هى ايضا لاغراض أخرى لخدمة اهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة قرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على افكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الامة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة .. وبدأت الجماعة فى ترسيخ كنيستها الجديدة بافكارها واساليبها الشيطانية بمراحل هادئة واعية مدبرة بمكر ودهاء رهبانها بالأديرة بعد ان اطمئنوا واستقرت لهم الأحوال ولنبدأ اولا بالتعرف على البابا كيرلس السادس الذى خلف البابا يوساب الثانى بعد حروب وصراعات طويلة طاحنة .

 

·        البابا كيرلس السادس

ولد بابا الاقباط النصارى رقم 116 والملقب بالأنبا كيرلس السادس فى 8 اغسطس 1902 باحدى قرى ابو حمص بمحافظة البحيرة بمصر وكان اسمه عازر يوسف عطا .. وكان ممن التحق بمدارس الارساليات الأجنبية مع بعض اصدقائه من الاقباط النصارى واستفاد كثيرا بامكانياتهم وتعلمه للغات .. لم يكن له اهتمامات دينية ولكن شأن كل الاقباط النصارى الذين يترددون على الاديرة مع عائلاتهم فى الاعياد والمناسبات فى رحلات تنظمها الكنائس لرعاياها للتواصل مع آبائهم من رهبان الأديرة لأخذ النصح والارشادات والبركات وتقضية بعض الاوقات التى تربطهم روحانيا بكنيستهم ورجالها .. فى ذلك الوقت كانت هناك اختراقات محدودة لافكار واهداف جماعة الامة القبطية اجتذبت عدد قليل من رهبان الأديرة .. ولكن فى نطاق السرية والحذر حيث كان كبار رهبان ومسئولى الأديرة على جانب كبير من الحزم فى التعامل مع معتنقى ومروجى افكار تلك الجماعة بطرده من سلك الرهبانية وابعاده عن الدير .. لذا فان عدد الموالين للجماعة كان لا يتعدى العدد القليل من الرهبان ببعض اديرة الوجه البحرى وخاصة محافظة أو مديرية البحيرة ذلك الوقت منشأ أفكار تلك الجماعة .. وانبهر عازر يوسف عطا وبعض من زملائه من الشباب المتميز علميا وثقافيا بافكار بعض الرهبان القليلين المنتمين روحانيا لفكر تلك الجماعة .. ووجدوا منهم صورة ايجابية طموحة غير هذا الشكل النمطى المستضعف من الرهبان والطبقة الكهنوتية .. انجذبوا لاراء الرهبان المتمرسين فى اتقانهم لفن ادارة الحوار والاقناع .. انسحروا بطموحاتهم وأفكارهم واهدافهم التى تسعى لانشاء كنيسة قبطية عظيمة للرب بأرض مصر ترضى طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية .. سره ورفقائه ان يبادروا بالالتحاق بتلك الجماعة وحضور دروسهم .. كانت تلك الزيارات للأديرة والالتقاء بمرشديهم ومعلميهم من الرهبان القليلين بصورة متقطعة غير متواصلة على فترات متباعدة .. حيث كان عازر يوسف عطا قد أنهى تعليمه وألتحق بالعمل فى مجال السياحة شركة كوكس للسياحة .. وانقطعت لفترة صلته بمرشديه وآبائه الروحانيين ومعلميه من الرهبان القليلين الذين تاثروا بفكر تلك الجماعة المحظورة من قبل الكنيسة .. وروجوا لتعاليمها واستغلوا وجودهم بالأديرة وثقة الزائرين بهم لجذب عدد من الاقباط النصارى خاصة من المتعلمين الطموحين البعيديين عن الامور الدينية والتى يسهل عليهم اقناعهم والتأثير فيهم لجهل هؤلاء الشباب امثال عازر يوسف بالمسائل الدينية .. وعمل عازر يوسف عطا فى احدى كبرى شركات الملاحة المعروفة فى ذلك الوقت .. ولنشاطه وطموحه استطاع فى سن صغيرة ان يكسب ثقة رؤسائه فى الشركة وان يحتل مركزا مرموقا ومكانة متميزة فى السلك الوظيفى بين زملائه ورؤسائه بشركة الملاحة الكبرى .. حتى تمكن فى فترة قصيرة ان يستحوذ على ثقة المسئوليين الكبار بالشركة الذين بدورهم اعتمدوا عليه فى كثير من الامور الادارية بها من فرط ثقتهم فى قدرته وألمامه بخبايا العمل وادارة الشركة .. وهى مهارات قيادية اكتسبها وبرزت ايضا فى شخصيته .. وركزت اهتمامات قيادات الجماعة وعيونهم عليه والمتابعين لاحواله وأحوال اعضاء الجماعة من الشباب العلمانيين .. ورغم انشغاله بتبعات ومسئوليات الشركة التى اخذت الكثير من وقته لكن افكار تلك الجماعة وعلاقاته القوية بمعلميه كانت قد استحوذت على كثير من فكره وقناعاته .. فأصبح يغتنم الفرصة فى الاجازات القليلة للتردد على مرشديه ومعلميه من رهبان الاديرة المنتمين لتلك الجماعة .. وكانت تلك اللقاءات تتم بصورة انفرادية بعيدا عن سمع كبار مسئولى الأديرة حتى لا تتسرب اليهم وشايات تؤدى الى طرد الرهبان .. فكانت تلك الدروس محاطة بسرية تامة حتى تشبع بمناهج وتعاليم وأساليب قيادات جماعة الأمة القبطية للوصول الى اهدافها .. وفى اثناء تلك الفترة حدث كثير من التغيرات فى سلوكيات حياته اليومية حيث اصبح يميل الى العزلة والحد من الاختلاط والعلاقات الاجتماعية مع زملائه بالعمل .. وامتدت بوادر مرحلة الاعتزال لتصل الى منزله فأصبح لا يميل للحديث ومخالطة اهله واقربائه والمقربين منه .. ويفضل الوحدة عن الجلوس معهم .. وكانت تظهر من بعض تعليقاته نقد أو رفض بعض الأمور الخاصة بالكنيسة و الاقباط النصارى .. وحتى لا يلفت اليه الأنظار فضل الصمت .. حيث لمس بفطرته الذكية عدم استجابة المحيطين به من الاهل والاصدقاء لآراء تلك الجماعة التى كانت تتناثرها الألسن على انها غريبة ومرفوضة عقائديا وغير مقبولة من أقباط ذلك الوقت .. وحتى لا يثير الشبهات عن اعتناقه لتلك الافكار كان يفضل الوحدة والابتعاد عن مجالسة المحيطين به حتى لا تستفزه الآراء بالأدلاء على مكنون صدره من تغيرات فى منهجه العقائدى .. استمر سنوات قليلة على هذا النهج .. ليقرر فجأة الرحيل الى حياة الرهبانية والصحراء طالبا الوحدة والعزلة .. تاركا موقعه المرموق فى الشركة وسط ذهول كل من عرفه وحسده على تلك المكانة التى كان يتمتع بها فى هذا السن الصغير .. وتلك الفرص والحظوظ الرائعة التى لازمته .. ولم تستطع معه المحاولات من اهله ورفقاء العمل أن تثنيه عن قراره .. ويمضى تاركا وظيفته ومكانته وبيته وكل من عرفهم وذهلوا وفوجئوا بقراره وليودعوه لحياه جديدة اختارها فى سبيل اهداف وأفكار تملكت من كل كيانه .. ويمضى ليقضى عاما داخل أسوار الدير .. ليتم ترسيمه فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية الملحقة بدير السيدة العذراء فى 25 فبراير 1928 .. وصلوا عليه صلاه التجنيز ( الصلاه الجنائزية الخاصة بالأموات والرهبان ) لتنتهى حياته السابقة .. ويحذف اسم عازر يوسف عطا ليصبح اسمه الرهب مينا البراموسى وتنقطع صلته بحياته الأولى ..

 

مضى الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) ثلاث سنوات فى الدير أظهر فيها ولاءا كبيرا وطاعة لقوانين الرهبنة والتزام كبير لادارة الدير وقياداته .. واستطاع ان يجمع بشخصيته القيادية عددا كبيرا من رهبان الدير حوله .. وتسلل الي عقولهم بأفكار جماعة الامة القبطية العنصرية ولكن فى سرية تامة لمن يطمئن لهم كلية بذكائه الفطرى .. حتى اجتذب حوله مجموعة من الرهبان فى لقاءات واجتماعات انفرادية ليلقنهم دروس فى تحليلات وشرح افكار الأمة القبطية حول الكنيسة واحوال الاقباط النصارى وأهدافها .. كما كان حريصا على الالتقاء ببعض الشباب وخاصة المثقف البعيد عن الامور الدينية من زوار الأديرة مع عائلاتهم كما حدث معه سابقا .. و بثقافته وتميزه العلمى عن كثير من الرهبان فى العلوم الدنيوية التى تلقاها فى مدارس الارساليات وكذلك العلوم الدينية التى تلقاها فى الأديرة استطاع ان يؤثر بقوة فى عدد من زوار الدير من العلمانيين بفطرته الذكية وشخصيته المؤثرة فى الآخريين وحيث انه الأقرب والأكثر فهما لهم ولطموحاتهم عن غيره من رهبان الدير البسطاء .. حتى أصبح له مريدين داخل وخارج الدير .. الأمر الذى استوقف ادارة الدير .. ورغم محاولته الظهور بمظهر الزاهد فى الأمور الدنيوية الملتزم بقوانين الدير وعدم اعطاء الفرصة لأن يمسك أحد من مرشديه عليه أى أخطاء أو ادانة .. الا ان أدارة الدير لمست في تلك الشخصية القيادية طموحات خفية لا تتناسب وحياة الرهبنة .. لذا رأت ان ترشيحه أسقفا تتناسب وشخصيته لما يتمتع به من صفات قيادية ومؤثرة فى الآخريين .. وبالفعل تم ترشييحه ورسامته لدرجة كهنوتية فى يوم 18 يوليو 1931 .. وحاول معه الأنبا يؤانس أسقف البحيرة والغربية تكرارا اقناعه لقبول منصب أسقف الا انه رفض بشدة المناصب القيادية الكنائسية .. مصرا ومفضلا عليها حياة الرهبنة .. الامر الذى أوقع الكثير فى حيره من أمره ... لكن لم يختلف عليه أحد ولم ينكر عليه تميزه وأخلاصه للكنيسة القبطية وهذا ألامر الأهم والأجدى .. وفشلت معه المحاولات المتكررة من قيادى الكنيسة فى اقناعه بمنصب أسقف والذى يتمناه من هم اكبر منه سنا ومكانه كهنوتية .. وكعادته أصر على رفضه فهو أعلم منهم بحاله وقناعاته وطموحاته وانتمئاته الفكرية لجماعة الامة القبطية المتطرفة والتى لا يستطع البوح بها فى تلك الظروف .. ولكن ادارة الدير رفضت عودته تحت ادارتها حيث غلبت شخصيته القيادية فى التأثير على مجموعة ليست بالقليل من رهبان الدير اتخذوه أبا روحيا لهم أكثر من انجذابهم وولائهم لمرشديهم ومعلميهم من رهبان الدير .. كل تلك الاحداث ولم تنقطع صلته ولا تلقيه التعليمات من معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الامه القبطية والتى كان يغتنم الفرص لرؤيتهم والالتقاء بهم وتلقى اوامرهم واطلاعهم على احواله مع زملائه بالدير وابلاغهم عن الاعضاء الجدد من رهبان الدير المنضمين لافكار الجماعة .. وكان ذلك اثناء زيارات احدهم أو اتباعهم للدير وفى المناسبات الدينية .. ورغم رفض ادارة الدير عودته وعدم التراجع عن قرارها .. لكنه كان أكثر اصرارا منهم على أن يستمر فى سلك الرهبانيه .. ولم ييأس وقرر الانتقال الى أحد أديرة سوهاج .. ليبدا ويعيد الكرة من جديد بأظهار الولاء والطاعة لقيادات الدير والالتزام بقوانينه .. لتكون تلك الفترة بدير سوهاج من العلامات الهامة فى حياته .. حيث استطاع بعض رهبان الدير من قياداته المتمرسين فى الامور الكهنوتية واسرارها وبحكم خبرتهم وعلمهم ان يكشفوا عن الكثير من ملامحه الشخصية المستترة وتعرية حقيقته والكشف عن بعض انتمئاته الفكرية

 

فى سوهاج تكررت نفس تفاصيل تجربة الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) فى دير السيدة العذراء .. حيث اعيدت الكرة بتفاصيلها واذا بالراهب مينا يجمع حوله مجموعة من الرهبان فى جلسات وحوارات اشبه بالسرية .. وكان ان حدثت العديد من المشاكل داخل دير السيدة العذراء لرفض ادارة الدير عودة الراهب مينا .. الأمر الذى اثار الكثير من علامات الاستفهام حول شدة ولاء تلك المجموعة من الرهبان له لدرجة تمردهم على قرارات الدير بشان الرهب مينا .. واذا بمجموعة من الرهبان بدير سوهاج ( دير الانبا شنودة المسمى باسم احد الرهبان القدامى والذى اختار الأنبا شنودة حاليا نفس الاسم ) يلتفون حول الراهب مينا مظهرين ولاءا شديدا له .. ألامر الذى اخذ بمسئولى الدير لمحاولة تحليل مقومات هذا التأثير الذى يتمتع به الراهب مينا .. ولم يكن بالعسير على كبار رهبان الدير بسوهاج المتمرسين فى المسائل الكهنوتية واسرارها ومداخلها ومخارجها وخباياها على كشف سر استحواذ الراهب مينا البراموسى على عقول و نفوس تلك المجموعة من الرهبان حتى باتوا مطيعين منفذين لكل أوامره فى فترة وجيزة .. ومن خلال جلسات انفرادية له مع قيادى الدير وتفحصهم لاسلوبه فى الحوار والردود والاستماع وجدوه على درجة عالية جدا من التدريب على درب من دروب السحر .. وهو استخدام العين فى التأثير على المتلقى والمستمع .. والنفوذ الي نفسه والاستحواذ عليه واضعافه للتمكن منه والسيطرة على فكره وقراراته دون ان يشعر بتلك المراحل .. وهى طريقة معروفة فى السلك الكهنوتى واستخدمها كهنة اليهود قديما ومازالوا .. ولها علومها وخطواتها وتدريباتها .. وهى التى استخدمها الراهب راسبوتين فى السيطرة على الكنيسة الارثوذكسية لقيصرة روسيا وحتى على قصورها .. وهى من كتب السحر المتوارثة عن اليهود وكهنة المعابد الوثنييين حيث لهم عدة طرق من دروب السحر فى السيطرة على اتباعهم .. وايضا سحرة التنويم المغناطيسى .. واستخدام العين فى السحر هو مدرسة من مدارس ابليس عندما يعجز على تشويه الحقائق والتصدى لها ..وهى احدى محاولات الشعوذة فى تزيين الباطل والتلبيس على العامة فى رؤيتهم للأمور .. و تقتصر على نوعية معينة من الاشخاص القليلين جدا لهم صفات شخصية و قدرات معينة لا تتوافر فى الآخريين .. وهناك اشخاص معروفين تاريخيا برزت قدراتهم الشخصية فى استخدام العين للتأثير على المحيطين بهم .. واصباغ هالة من الرهبة والخوف من صاحبها ..ولا تملك النفس غير الطاعة والانسياق لاوامره ليس بدافع الحب ولا الولاء لمبادئه ولا الاقتناع بافكاره ولا لدماثة صفاته وكرم خلقه.. وانما ضعفا من النفوس فتساق معصوبة الأعين لاترى الا من خلال هذا الشخص .. حتى تبدو كلماته وكانها تخرج من عينه فتبعث فى النفس خوف ورهبة تتملك منها وتعميها عن رؤية الحقائق.. ولا يكون له نفس التأثير على الذين لم يروه أو يعاصروه ..وينتهى هذا التأثير بمجرد انقطاع هذا الشخص وغيابه او اختفائه .. ومن هؤلاء الاشخاص الذين يتمتعون بقدرات خاصة لها تأثير السحر ومميزة لشخصياتهم .. جمال عبد الناصر وهتلر والراهب راسبوتين والانبا شنودة الحالى .. نظراتهم تسبق اقوالهم فى التأثير .. وتحيط المستمع لهم بسلاسل حتى يصبح كالمشلول نفسيا لا يملك الا الاقتناع والطاعة دون الخوض فى السؤال عن تفاصيل الموضوع المطروح او ابداء استفسارات تعرقل مسيرة هذا الاقتراح او الهدف المعلن .. وكان الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا ) قد تلقى تدريبات فى هذا المجال من السحر على ايدى رهبان جماعة الامة القبطية المتقنيين لكل علوم السحر المتوارثة عن اليهود ومن كتب العهد القديم والمتمرسين فى كافة انواعها ومازالوا .. ولهم مراجع فى هذا الشأن واكاديميات لتعليمها بالأديرة الحالية لرجال الكنيسة القبطية الحاليين .. ليس فى مجال العين فقط ولكن كل دروب السحر ومدارسه .. وبمنتهى القوة اتخذت ادراة الدير بكبار رهبانها قرارات حازمة شديدة اللهجة بمراجعة الراهب مينا البراموسى ونهيه عن استخدام السحر باعتباره كفر ومخالف للتعاليم المسيحية ومدرسة شيطانية لا تليق براهب يبحث عن رضا الرب .. ومؤكدين على تحريم المسيح للسحر وخاصة بما يتعلق بالعين عندما رأى شرور اليهود تنفث من عيونهم .. وطالبوا الراهب مينا بالتوبة والتراجع عن استخدام تلك المهارات الشيطانية .. ورغم ابدائه للاستجابة واخذه بالنصيحه الا انهم لم يطمئنوا لمصداقيته واعتبروا محاولته استمرارا فى المكر والخديعة للبقاء اطول وقت بالدير ..والتى قد يكون لها الاثر السىء على قوانين ورهبان الدير ..تم ايقافه وعزله لفترة لمراجعة اتجاهاته والتوبة عن تلك السلوكيات المرفوضة عقائديا .. ولم يكن قد استكمل الخمس سنوات الاولى فى تاريخه الرهبانى واللازمة لتقرير ما اذا كان يصلح للاستمرار فى سلك الرهبانية او استبعاده .. وخرج الراهب مينا البراموسى من الدير لقضاء فترة عزلته هاربا الى مكان مهجور بعيد عن الأعين فى منطقة تل الطواحين بمصر القديمة لا يرتاده الا الخارجون على القانون فى المجتمع .. وتبعه عدد من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة ..

 

·        السحر الأسود

لم تكن المرة الاولى التى يتهم فيها رجال ورهبان الكنيسة القبطية بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم مسيحى الرومان الكاثوليك اقباط مصر بممارسة السحر وكان ذلك قبل الفتح الاسلامى لمصر .. واعتبر مسيحى الرومان المسيحية القبطية مزيج من المسيحية وطقوس الديانة الفرعونية الوثنية القديمة .. لذا وصلت حروب الرومان للاقباط لحد الابادة .. وكانوا يروا الشر كل الشر بقاء اتباع للكنيسة القبطية تحت اسم المسيحية .. وكان المسيحيون الرومان يروا فى الرهبان القدامى والمنتمين للديانة القبطية فئة ضالة وان منشأ رهبانيتهم مؤسسها الشيطان حيث كانوا يسكنون قبور الفراعنة وبقايا معابدهم ومساكنهم ومغاراتهم القديمة .. وكان الرومان المسيحين يرون تلك الاماكن الوثنية ملعونة بنص العهد القديم منذ ان عاقب الله فراعنة مصر .. ويعتبرون بقاء الاقباط النصارى سواء رهبان او قديسين أو غيرهم فترات طويلة فى تلك الاماكن بعيدا عن توافر الماء للاستحمام والطهارة يجعل ابدانهم نجسة عرضة لالتباس الشياطين لهم .. وكانوا ينكرون على الاقباط النصارى حبهم وولعهم بكل ما يمت الفراعنة الوثنيين .. حتى اختياراهم للاسماء الفرعونية والعادات والاعياد والمناسبات الفرعونية .. حتى احتفالاتهم بعروس النيل اسوة بافعال الفراعنة وكلها امور كان ينكرها مسيحى الرومان وحرمها الاسلام منذ فتح مصر .. ويروا فى اختيار الاقباط النصارى للاسماء الملعونة مثل رمسيس وهو فرعون مصر عهد موسى وعدو الله وكذلك اسماء آلهة الفراعنة الوثنين مثل ايزيس وحورس وغيرها جرأة على الله وتحدى له وحب للفراعنة يطغى على مسيحيتهم .. حتى انهم كانوا يبنون الاديرة القبطية فوق المعابد الفرعونية واماكن تواجدها ..ويحتفظون بالكثير عن اسرار السحر المتوارث عن الفراعنة وكذلك خرائطهم والنبش فى قبورهم واحياء لغتهم واستخدامها فى التخاطب بينهم .. والتماس الرزق فى العمل فى آثارهم والتفاخر باالانتماء الى الفراعنة الملعونين حتى انهم استبدلوا كلمة مسيحيين بلفظ اقباط من فرط ولعهم بالفراعنة الكفرة والمشركين ..وما زال الى الآن هذا المعتقد من مسيحى الكنائس المسيحية خارج مصر .. ومازالت تلك نظرة مسيحيهم لاقباط مصر وكنائسها .

 

ولم تكن ايضا المرة الاولى الذى يتهم فيها الاقباط النصارى ذاتهم رهبان آخريين منهم بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم الاقباط النصارى انفسهم مؤسس الرهبانية الاب انطونيوس فى القرن الثالث والرابع الميلادى بانه كان أول من ابتدع مبدا لاهوت المسيح وادخله ضمن عقيدة الكنيسة .. حيث كانت هناك مذاهب مسيحية لاتؤمن بفكرة لاهوت المسيح وكانت لهم انجيلهم وكانوا يسمون بالمسيحين المصريين الاريوس وكانوا يحكمون كنيسة الاسكندرية .. وباختراق اتباع الراهب انطونيوس قديما للكنيسة تم نقل فكرة لاهوت المسيح عنه وترسيخها على الاعتقاد الذى عليه كنيسة الاقباط النصارى الى الآن .. حيث طلب اساقفة الاسكندرية من الراهب انطونيوس عام 350 م ان يخرج من عزلته ومغارته ويحضر الى الاسكندرية للحديث الى الاقباط النصارى واقناعهم بلاهوت السيد المسيح .. وهذا مافعله فخرج من مغارته بالصحراء وكان عمرة مائة عام واستقبله اتباعه بالاسكندرية الذين كانوا يترددون عليه ومهدوا له ومكث ايام قليلة بالاسكندرية .. قيل انه سحر الناس بخطبه وكلامه واقنعهم بلاهوت المسيح على المفهوم القبطى الآن .. وان مرجعيته لم تكن اعتمادا على الانجيل بل من كل كلمة خرجت منه واعتبروها قيلت بروح القدس على لسانه واتخذوها دستورا لحياتهم وكنيستهم الى الآن .. وانه كان سببا فى انقسام الكنيسة وقتها وانشقاق كنائس اخرى ارثوذكسية رفضت مقولته وتعاليمه .. وعودة للراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) .. والمسمى بالانبا كيرلس فيما بعد بعهد عبد الناصر .

 

ترك الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) الدير .. واختار مكانا مهجورا معزولا عن الناس بعيدا عن اعين السلطات والمتلصصين والمتطفلين ... مكانا يسمى تل الطواحين بمصر القديمة .. وهذا المكان كان لا يرتاده الا الخارجين عن القانون فى ذلك الوقت .. هرب اليه الراهب مينا واقام به مع مجموعة من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة .. واصبح اتباعه يترددون عليه واجتذب اليه مجموعة من شباب الجامعات وظل على التواصل مع اعضاء الجماعة والالتقاء بمعلميه من قيادات جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا الذين كانوا يقومون بزيارات سرية له وزملائة ومدهم بالتوجيهات والتعليمات .. واصبح لكل من الراهب مينا وزملائه تلامذه ومريدين افتتنوا باعمال السحر الشيطانية وتأثيراتهم على النفوس .. حتى ذاع صيت المكان بوجود رهبان يقيمون واصبح كثير من الاقباط النصارى يترددون على المكان مفتتنين باقوالهم وأفعالهم .. وكان من المترددين من خريجى الجامعات افتتنوا بفكر الراهب مينا واهداف الجماعة وأصبحوا من تلاميذه ومن اشد المنتمين والمخلصين لاهداف الجماعة ومنهم القمص مكارى السريانى فيما بعد .. والأنبا مينا الصموئيلى فيما بعد .. والراهب متى المسكين وجميعهم من اشهر شخصيات الكنيسة القبطية واعمدة هامة فى استبدال تعاليم وقوانين الكنيسة القبطية واستبدالها بتعاليم جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا والعنصرية المتطرفة .. وجميعهم بذلوا الجهد بكل الاساليب الشيطانية للاستحواذ على عقول وقلوب اقباط مصر وترسيخ مفاهيم وتعاليم جماعة الامة القبطية ليصبح الاقباط النصارى اكثر انتماءا لها عن انتمائهم للمسيحية .. والأخير الراهب متى المسكين اخلص تلامذه الراهب مينا البراموسى .. هو سعد عزيز خريج كلية الصيدلة وكان يملك صيدلية بمدينة دمنهور .. وكان قبل تاثره بفكر الجماعة وتتلمذه على يد الراهب مينا البراموسى من اشد المولعين بالفكر الشيوعى .. والراهب متى المسكين هو الذى سيصبح معلم نظير جيد ( الانبا شنودة البابا الحالى ) .. والأب الروحى له .. ويستمر الراهب مينا البراموسى الذى عوقب بايقافه لفترة عن الاستمرار كراهب بالاديرة هو وزملائه وتلاميذه فى التأثير على مريديهم واجتذاب اتباع واعضاء جدد لجماعة الامة القبطية .. وظلو فترة بهذا المكان الذى ذاع صيته واصبح الى الآن مزار للاقباط ..

 

ساهم الرهبان داخل الاديرة وخارجها والمنتمين لفكر جماعة الامة القبطية العنصرية فى زيادة عدد الاعضاء والتاثير على الكثير من الاقباط النصارى .. كما اصبح منهم من يتقلد مناصب ادارية وقيادية داخل الاديرة .. وايضا تأثر بعض رجال الدين من ذوى المكانة الكهنوتية الكنائسية بفكر تلك الجماعة الضالة مما كان له تأثير كبير على اتباعهم .. واصبح لهم نفوذ داخل الكنيسة بمساعدة اصحاب النفوذ من العلمانيين المسيطرون على المجلس الملى والشئون المالية للكنيسة ..ومارسوا كل الضغوط على قيادات الكنيسة حتى اصبحوا يتحكمون فى عزل البطاركة ونفيهم الى الاديرة كما فعل أوائل رهبان الجماعة القدامى عندما نفوا بابا الاقباط النصارى كيرلس الخامس الى دير البراموس التابع لهم بوادى النطرون ومساعده الأنبا يؤانس الى دير الانبا بولا بالصحراء الشرقية .. ثم اعلان العصيان بقيادة القمص سورجيوس احد اعمدة الجماعة على البطريرك يؤانس وعدم الاعتراف به عهد الملك فؤاد .. ثم ترشيح الانبا مكاريوس والانقلاب عليه عندما رفض تطبيق تعاليمهم ولكنه لم يتحمل ضغوطهم فترك البطريركية واعتزلها الى الدير .. وقيل انهم ارغموه على التنازل عن كرسى البابوية ونفوه اجباريا الى الدير .. ثم جاءت مرحلة البطريرك الجديد الانبا يوساب الثانى ..ووضحت ملامح اختراق فكر جماعة الامة القبطية للكنائس من الدروس التحريضية لنشر مفهوم العداء والكراهية لكل من هو غير منتمى لكنيستهم .. والتربص بمصائب الآخريين والفرح بالمكاره التى تحل عليهم مثلما يحدث الآن عندما تقرع الاجراس فرحا كلما حلت مصيبة أو سوء بالمسلمين وصدق الله تعالى فى قوله :

(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)  لم تعد تكفيهم ان تقرع اجراسهم يوم الاحد .. بل كلما نزل بالمسلمين السوء تجدهم من شدة غبطتهم وفرحهم يزغردون باجراسهم فى أى يوم وبأى وقت .. غير قادرين على اخفاء أو تأجيل مشاعر الشماتة والحقد ( عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .. أبادت كهنتهم المحبة والمسيحية من قلوبهم وكنائسهم .. أخرسهم الله وأخرس أجراسهم وسلط عليهم جنود أولى بأس شديد ... اللهم آمين

وما أن ارتقى رهبان تلك الجماعة العنصرية مناصب قيادية بالأديرة حتى فتحوا أبوابها لعودة جميع مواليهم من الرهبان الموقوفين والمطرودين .. وتم ترسيم رهبان جدد من اعضائهم .. فدخل الراهب مينا البراموسى وتلاميذه احد الاديرة .. وتم قبول وترسيم تلاميذه رهبان بالدير .. ثم انتقل وتلاميذه الى دير مار مينا بمصر القديمة وكان ان اطلق على نفسه الراهب مينا المتوحد ( واسم مينا هو احد ملوك الفراعنة الوثنيين الاوائل وهو مينا موحد القطريين ) .. وأصبح يمارس كامل حريته فى تلقين الرهبان دروس عن فكر تلك الجماعة وينمى قدراتهم المعنوية للتأثير على العامة من الاقباط النصارى .. وتدريبهم عن كيفية استخدام امكانياتهم للوصول بالجماعة الى تحقيق اهدافها .. وزادت زيارات قادة الجماعة من الرهبان القدامى من معلمى الراهب مينا للدير لالقاء دروس توعية بما يخص خطط الجماعة وهيكلتها ونشر تعاليمها .. واخرى تخصصية فى سبل وطرق التأثير على العامة واجتذابهم للانضمام لهم .. وايضا فى كتب السحر من متوارثات اليهود والعهد القديم .. ولكن الانبا يوساب وقف لهم بكل ما استطاع من قوة وقام بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة .. وانتقل الراهب مينا مع تلاميذه ومن بينهم الراهب متى المسكين والذى كان يسمى وقت رسامته الراهب متى الصموئيلى الى دير الانبا صموئيل بوادى القلمون بجوار مدينة مغاغة بالمنيا .. حيث اشد حصون وقلاع جماعة الامة القبطية المتطرفة والتى يظهر ملامحها العنصرية الى الآن بمحافظة المنيا خاصة .. حيث منهم جماعة جنود يسوع .. و تم ايقاف هذا الدير ايضا من قبل الانبا يوساب الثانى .. وكان قد انضم الى تلامذه الراهب متى المسكين نظير جيد ( الانبا شنودة حاليا ) .. وكان ومعلمه اقرب التلاميذ الى الراهب مينا ( عازر يوسف عطا ) .. حيث فاق نظير جيد معلميه فى كل اساليب المكر والدهاء والعنصرية .. مما جعله يحظى بشخصية مميزة لدى جماعة الامة القبطية مثلما يحظى بتلك المكانة معلميه الراهب متى المسكين والراهب مينا المتوحد .. ويحاول نظير جيد الاعتراف به كراهب ويفشل فى الحصول على موافقة قيادات الكنيسة التى علمت بحقيقة انتمائه للجماعة ورفضهم لمسلك معلميه المتطرف ..وتجرى الصراعات والنزاعات والحروب بين اتباع تلك الجماعة الاجرامية وبين قيادات الكنيسة القبطية المواليين للبابا يوساب .. وتمضى الاحداث كما استعرضناها ابان حكم البابا يوساب للكنيسة وتنتهى فترته بنهاية مأساوية له .. و,تجرى تفاصيل اختيار البابا الجديد خلفا ليوساب الثانى وكما استعرضناها .. حتى يتم ترشيح الراهب مينا ( عازر يوسف عطا سابقا ) من قبل الأنبا أثناسيوس احد اعمدة جماعة الامة القبطية .. ويتم تنصيب الراهب مينا المتوحد بطريركا للكنيسة القبطية بعد فترة طويلة من الصراعات ويصبح البطريرك رقم 116 للكنيسة القبطية ويلقب بالبابا كيرلس السادس .. وتبدأ جماعة الامة القبطية بحكم الكنيسة القبطية الارثوذكسية بمصر من عهد عبد الناصر بالخمسينات الى يومنا هذا .. لتمر باخطر مراحلها واعمالها الاجرامية بالمكر والوقيعة واشعال الفتن بين اعدائهم والحاق الضرر بهم والشماتة فى مصائبهم .. واحداث لا يمكن تصور مدى خطورتها واجرامها الى يومنا هذا.ء


--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment