عودة الأبن الضال
استطاع بطريرك الاقباط النصارى كيرلس السادس ان يحقق انجازات وقفزات ونجاحات لفكر جماعة الامة القبطية المتطرفة وتنفيذ كل توجيهات وتعاليم اسياده من رهبان الجماعة بكل تفان واخلاص وسيطر سيطرة كاملة على الكنيسة ورعاياها ماعدا اجزاء صغيرة بالوجه القبلى .... كما بذل الجهد لاستعادة العلاقات مع الكنيسة الاثيوبية محاولا ترسيم اساقفة لها وبطريركا كما كان الحال خلال العصور الماضية .. وساعده فى ذلك بطانته وتلاميذه المخلصين لفكر الجماعة والتفاف الاقباط النصارى وافتتانهم به وبرجال الكنيسة ... ولكن بشكل غير متوقع لجميع المحيطين والمقربين منه .. حدث تغيير مفاجىء فى منهجه الفكرى .. ولاسباب مجهوله تمرد على افكار الجماعة ونبذها واصبح من اشد الكارهين لها .. فكانت مرحلة ردة عن افكارها وتعاليمها واصرارا منه على مخالفة توجيهات قيادات الجماعة محاولا استرجاع قوانين وتعاليم الكنيسة والاستقلال بها بعيدا عن افكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وبذل الجهد لتصحيح كل ما اقترفه فى حق رجالها الذين نفاهم وابعدهم عن مكاناتهم الكهنوتية بعد الانبا يوساب .. احد رجال الكنيسة المشلوحين حاليا والذى كان من المقربين له قال ان تمرد بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس على فكر جماعة الامة القبطية لم يكن فجائيا .. ولكن كانت تنتابه اوقات يخلو فيها الى نفسه ويشعر بندم شديد لما اقترفه فى حق الكنيسة وتعاليمها وموالاته لجماعة متطرفة مرتدة بعنصريتها عن المسيحية و خارجة عنها .. ولكن سرعان ماكان ينفض تلك المشاعر ويعود الى حالته وولائة بعد كل زيارة يقوم بها لرهبان الجماعة فى الاديرة .. ولكن تلك المرحلة فى سنواته الاخيرة كانت غريبة فى غموضها لكل المقربين منه .. كانت تنتابه حالات حزن شديد واحساس بالذنب لمخالفته الكثير من التعاليم المسيحية واحلالها بتعاليم الجماعة .. وكان يحاول من خلال موقعه تغيير كل المفاهيم والاوضاع التى سادت الكنيسة والتى ساهم بالامس بكل جهده فى تعميمها وترسيخها .. وشهدت سنوات حكمه الاخيرة قرارات ذهل لها تلاميذه واتباعه .. وحدث ان تمرد عليه الكثير من تلاميذه وبطانته بتوجيهات من قيادات الجماعة ورهبانها .. ولكن بشخصيته المعهودة فى التحدى والاصرار والقوة فى اتخاذ القرارات أرغم رجال الكنيسة على تطبيق وتنفيذ تعاليمه وقام بعزل المخالفين لاوامره واسترجاع بعض الكهنه القدامى من منفاهم بالاديرة وقام بترسيم بعضهم اساقفة على المحافظات .. واصدرت التعليمات من قبل رهبان جماعة الامة القبطية لتلاميذه وبطانته وكل الكهنة المواليين للجماعة والمسيطرون على مقاليد حكم الكنيسة بالتصدى له بكل قوة ومخالفته .. وتزعمهم الراهب انطونيوس السريانى ( الانبا شنودة بابا الاقباط النصارى الحالى ) ومعلمه متى المسكين .. حيث اظهر الراهب انطونيوس السريانى معارضة قوية لاوامر بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس ورفض بقوة ترشيحة وتعيينه لبعض الاساقفة .. بل واظهر خلاف حاد معه بالكنيسة اثناء ترسيم بابا الاقباط النصارى لاحد الاساقفة .. واستنكر الراهب انطونيوس هذا الاختيار ورفض الاعتراف بالمراسم وحضورها .. واعتبره كيرلس السادس تحديا له وتتدخلا فى سلطاته و خروجا عن الولاء له ومخالفا لتعليماته .. ولكن الراهب انطونيوس السريانى ( بابا الاقباط النصارى شنودة حاليا ) كان اشد ولاءا لقياداته رهبان جماعة الامة القبطية .. واعتقاده واخلاصه لتعاليم الجماعة العنصرية المتطرفة أكثر وأشد من اخلاصه لتعاليم المسيحية .. لذا رفض وبكل قوة الانصات والانصياع لاوامر كيرلس السادس .. وكان الراهب انطونيوس قد فاق اساتذته ومعلميه اخلاصا لفكر تلك الجماعة المنحرفة عقائديا المتطرفة العنصرية .. وانضم له معلمه الراهب متى المسكين والذى بدوره انشق عن معلمه كيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد قبل ان يصبح بابا للكنيسة ) .. وقاد الاثنين جبهة معارضة قوية ضد بابا الاقباط النصارى وخروجا عن تعاليمه .. وكان الراهب انطونيوس السريانى اسقفا للتعليم من وقت ان عينه كيرلس السادس بهذا المنصب وابلى الراهب انطونيوس بلاءا حسنا فى نشر وترسيخ فكر الجماعة العنصرية المتطرفة فى عقول كل تلك الاجيال المعاصرة والى وقتنا هذا حيث انه مازال اسقف التعليم بالكنيسة ويشرف بنفسه على ترسيخ كل الافكار العنصرية المخالفة للتعاليم المسيحية والكارهة والمعادية لكل ماهو غير قبطى ارثوذوكسى .. وبدأ الصراع يشتد بين الاثنين بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس المرتد عن فكر الجماعة والراهب انطونيوس السريانى الموالى لتعاليم الجماعة والمخلص لها .. وينقلب السحر على الساحر ويتذوق كيرلس السادس من نفس الكأس بل ويتجرعه والتى اذاقها لبابا الاقباط النصارى السابق له يوساب الثانى .. ومثلما يقال كما تدين تدان .. وتمضى الاحداث اكثر سخونة وغرابة ..
· تمرد شنودة
واصدر بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس تعليماته واوامره بمنع الراهب انطونيوس السريانى ( بابا الاقباط النصارى شنودة حاليا ) من القاء دروس الاحاد او محاضرات فى الكلية الاكليريكية والتى كانت تخرج تلامذة ومعلمين لفكر جماعة الامة القبطية .. ولكن الراهب انطونيوس السريانى اصر على وجوده فى منصبه كاسقف للتعليم تنفيذا لاوامر رهبان الجماعة ورفض مغادرة قاعات التدريس فى الكلية الاكليريكية او التوقف عن دروس الاحاد واصدار الجريدة القبطية التى كان يشرف على تحريرها .. وازداد اصرار كيرلس السادس على الزام الراهب انطونيوس السريانى بتنفيذ اوامر بابا الكنيسة .. وتم اخراجه من القاعات بالقوة من قبل العاملين تنفيذا لاوامر بابا الكنيسة والذين كانوا يجهلون الكثير عن تفاصيل وسياسات رهبان تلك الجماعة ..ولكن الاخير كان اشد اصرارا وتحديا لتعاليم بابا الاقباط النصارى واكثر ولاءا لرهبانه بالاديرة فخرج بتلاميذه الى فناء الكلية واستكمل محاضراته خارج القاعات فى تحدى سافر لتعاليم البطريرك .. وقاد جبهة معارضة قوية من قساوسة وبطانة كيرلس المواليين لفكر الجماعة وقاد تلك الحملة معه معلمه الراهب متى المسكين .. واشتدت حدة الصراع ومرة اخرى كاد ان يحدث شرخ وانشقاق بالكنيسة .. وقام بابا الاقباط النصارى بكل تحدى واصرار للقضاء على فكر تلك الجماعة المتطرفة وانتزاع شرورها وتواجدها من الكنيسة ..ومحاولة منه لاستعادة صفاء ونقاء الكنيسة واتباعها اصدر قرارات جريئة وغاية من القوة على اثرها جرد الراهب متى المسكين وتلاميذه وعلى رأسهم الراهب انطونيوس السريانى من مكانتهم الكهنوتية .. والذين لجأوا للاقامة مع بعض رهبان جماعة الامة القبطية بمنطقة صحراء القلمون بالمنيا .. ولم تكن لقيادات جماعة الامة القبطية والتى اتت بكيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد سابقا ) على رأس كنيسة الاقباط النصارى لينقلب عليهم .. ولم يكن لرهبانها ليتركوا له الحكم ولا ان يتراجعوا بعد ان حققوا تقدما وخطوات مصيرية فى تاريخ الجماعة .. وبخطوات سريعة جادة اصدروا اوامرهم للمواليين لهم والذين كانت لهم السطوة والاغلبية بين رجال الكنيسة .. اصدرت لهم الاوامر بالامساك بمقاليد حكم الكنيسة وانتزاع سلطات البابا والاحتفاظ به كواجهة ورمزا فقط للكنيسة وعصيان اوامره وتنفيذ كل التوجيهات والتعليمات التى تصل لهم من رهبان جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا .. كما اصدرت الاوامر لكل الرهبان ورجال الكهنوت الموقوفين والمطرودين والمشلوحين من قبل بابا الاقباط النصارى بسرعة العودة الى مناصبهم بالكنائس والامساك بزمام الامور .. واعادة عزل ونفى الاساقفة ورجال الدين الذين عينوا من قبل كيرلس السادس .. وبسرعة عاد الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) وامسك بقوة بزمام الكنيسة وكانت تلك السنوات الاخيرة من حياة كيرلس السادس بابا الكنيسة شاهدة على خلافات حادة داخل الكنيسة يقال انها شهدت تصفيات جسدية لبعض رموز الكنيسة بالستينيات بكثير من محافظات الوجه البحرى ومنها محافظة الدقهلية والتى شيع ابنائها احد رموز كنيستهم دون ان يدروا بتفاصيل تلك الخلافات الداخلية والصراعات المميتة بين الرهبان .. ورفض الراهب متى المسكين العودة لمنصبة والدخول فى صراعات لا يعرف مداها ولا يأمن على نفسه منها وخاصة انه كان اكثرهم علما بمدى ذكاء معلمه كيرلس السادس واكثرهم معرفة بطبيعته واصراره وقوته وعناده فى تحدى الظروف المحيطة بها للوصول الى اهدافه .. وخاصة ان كيرلس السادس كان من اقوى اتباع جماعة الامة القبطية واخلاصا لها واكثرهم معرفة بادق اسرارها وتفاصيلها .. لذا فضل الراهب متى المسكين ان ينأى بنفسه بعيدا عن تلك الخلافات ويترقب التطورات عن بعد وينظر لمن ستميل كفة حكم الكنيسة له حرصا على امنه وحياته .. وذهب معه من تبقى من تلاميذه ممن راق لهم موقفه واسلوبه فى التعامل مع الاحداث .. وانتقل بهم لوادى الريان بالفيوم باحد اماكن الاقباط النصارى البعيدة عن العمران .. ولم يستسلم كيرلس السادس واستغل التفاف شعبه من رعايا الكنيسة حولة ومخافة بطانته واعوان الجماعة من افتضاح امرهم .. وارسل الى متى المسكين يحذره تحذيرا شديد اللهجة ملقبا اياه بالراهب متى المسكون ..مطالبا اياه بالابتعاد وتلاميذه عن الكنيسة ظنا منه انه المخطط والمحرك الاساسى للراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) .. ومؤكدا على ضرورة التزامهم وطاعتهم لاوامر بابا الكنيسة والعودة وتلاميذه الى احد الاديرة التى تحت ادارته .. وكان يطلق على الراهب متى المسكين لفظ متى المسكون اى مسكون بالشياطين والشرور هذا اللقب الذى اطلق عليه عهد الانبا يوساب الثانى .. وكان كيرلس السادس يرى الشر كل الشر فى الراهب متى المسكون وتلاميذه ويصفهم بان الشياطين تلبست اجسادهم من فرط انعزالهم بالاماكن المهجورة والبعيدة عن الماء والطهارة وانقيادهم لرهبان جماعة الامة القبطية الاكثر منهم قذارة ودناسة .. وامام رفض الراهب متى المسكين الانقياد لاوامره والاحتماء برهبان جماعة الامة القبطية .. قام كيرلس السادس بكل تحدى واصرار بالتجريس بمتى المسكين وتلاميذه ونشر قرار فى جريدة الاهرام الصحيفة الاولى بمصر يجرد الراهب متى المسكين وتلاميذه من رتبتهم الكهنوتية ومن انتمائهم الى الرهبانية .. وكانت صفعة ذكية منه على وجوه رهبان جماعة الامة القبطية حتى يضيع على بطانته المواليين لهم فرصة تكتم الحقائق واخفاء خبر تجريد هؤلاء الرهبان المواليين لهم عن رعايا الكنيسة .. الامر الذى اخاف الراهب متى المسكين وتلاميذه وبدعم من الجماعة قام بشراء 30 فدان بالساحل الشمالى والبعيدة عن عيون الكنيسة والاقامة بها .. وامام اصرار كيرلس السادس على انقياد متى المسكون وتلاميذه لاوامره .. ظنا منه انه مازال المدبر الرئيسى لخطط ومؤامرات يتزعمها تلاميذه وعلى رأسهم انطونيوس السريانى .. وزاده يقينا بحقيقة تلك المؤامرات التى يحيكها الراهب متى لمناصره اوليائة من رهبان الجماعة معرفة كيرلس السادس الجيدة لطبيعة واغوار نفس الراهب متى المسكين وتلاميذه حيث كان يوما ما معلمهم وادرى الناس وفهما لطبيعة كل منهم ... لذا لم يدخر الراهب متى جهدا وفضل الاستسلام واظهار الطاعة والتوجه للاقامة بدير الانبا مقار على امل ان تتبدل الاحوال ومراقبا عن بعد كل التطورات التى تمر بها الكنيسة .. بينما اظهر الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة فيما بعد) كل التحدى لبابا الاقباط النصارى مما زاد من اسهمه وولائه لدى رهبان الجماعة ..واصبح الممثل لزعامة حقيقية وابرز نجوم المعارضين لكيرلس السادس والمنافسين له .. حتى انه بجبهته القوية المعارضة لبابا الاقباط النصارى استطاع ان يسلبه الكثير من سلطاته ونفوذه ..و كعادته غير مهتم بما يقال او يثار حوله .. المهم والاهم الوصول بالجماعة لتحقيق كل اهدافها .. وتمضى الاحداث لمراحل اكثر عدوانية وشراسة واصرارا من بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس على تصحيح مايمكن اصلاحه فى الكنيسة وتدارك الاخطاء التى أدت الى هجرة اعدادا من الاقباط النصارى الارثوذكس خارج مصر .. وحفاظا على رعايا الكنيسة خارجها والتى يطلقون عليها اقاصى المسكونة ببلاد المهجر انشأ الكنائس ومنها اول كنيسة قبطية باستراليا فى يناير 1969 .. ولم تشفع له انجازاته لدى جماعة الامة القبطية التى حققها اثناء حكمه للكنيسة لصالحها ومنها انشاء الاديرة مثل دير مار مينا على مساحة 50 فدان .. ومرة اخرى وكالعادة كلما اصطدمت مصالح الجماعة مع الكنيسة اشتدت النزاعات والصراعات بين رهبان جماعة الامة القبطية والتى تمثلت فى المواليين لها من كهنة الكنيسة يتزعمهم الراهب انطونيوس السريانى وبين بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس المرتد عن فكر ومنهج جماعة الامة القبطية والذى بذل الجهد اخر سنواته للتكفير عما اقترفه فى حق اباء الكنيسة السابقين له ونفيه للكثير منهم وتحويل الاديرة الى سجون ومعتقلات واقامات جبرية لاعداء فكر جماعة الامة القبطية ولكل مخالف لسياسة ادارته للكنيسة بدعمه للجماعة .. وكذلك مما اقترفه فى حق الكنيسة و الاقباط النصارى من استبدال تعاليم الكنيسة بتعاليم الجماعة القبطية الفاسدة والعنصرية وتخريج اجيال ومعلمين متشبعين بالعنصرية والافكار المرتدة عن المسيحية ونشرها بين الاجيال وتعيين ثلاث اسقف لها اشهرهم عنصرية ومكر ودهاء وخروجا عن تعاليم المسيح الراهب انطونيوس السريانى ( الانبا شنودة الحالى ) .. والذى اصبح فيما بعد ألد اعدائه ويد وعقل رهبان الجماعة القبطية للاطاحة به والاستيلاء على كرسى البابوية لصالحها .. ولم تسعف الايام بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس ولا العمر للتكفير عما اقترفه فى حق مصر من خيانة رعاياه وعمالتهم مع الصهاينة اعداء الوطن ارضاءا لكنيستهم والتى ادت بمصر الى نكسة 1967 .. وتشهد ايامه الاخيرة كم من الحزن والاحساس بالذنب انتابته ووحدة وغربة عن كنيسته والمحيطين به .. وتشهد الاحداث تغيرات مفاجئة باعلان وفاة عبد الناصر وانتقال السلطة الى نائبه محمد انور السادات .. وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة على رهبان وقيادات جماعة الامة القبطية المسيطرة على الكنيسة .. حيث كان عبد الناصر سندا ودعما لهم بتجاهل سلطاته المتعمد لكل ما ارتكبوه من مخالفات قانونية لانتزاع شرعية الكنيسة من بابا الاقباط النصارى يوساب الثانى باوائل الخمسينات .. وكذلك دعمه لاصحاب النفوذ والمناصب من الاقباط النصارى المقربين منه والمواليين لفكر الجماعة قلبا وقالبا .. بموت عبد الناصر فقدت الكنيسة بقيادات الجماعة زعيما سلمها مناصب هامة بالدولة وخاصة بالخارجية وائتمنهم على اسرارها ليمارسوا عليه الضغوط وابتزازه لتقديم دعما ماليا لها اقتطعه عبد الناصر من خزينة الدولة لتمويل وبناء كاتدرائيهم القبطية الفاخرة وانشاء كنائس واقتطاع الالاف من الافدنة ومنحه لهم لاقامة الاديرة .. مات زعيم الامة الذى عرفوا كيف ينتزعوا منه كل ما ارادوه لترسيخ وجودهم وسيطرتهم على الكنيسة القبطية .. مات عبد الناصر فى توقيت انقلاب بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس على مبادئهم وافكارهم وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذى رسمه وعينه كيرلس السادس بها .. وتولى الحكم ألد اعدائهم انور السادات الذى كان يمقت الراهب متى المسكين وفكره وتلاميذه وكان يلقبه بالراهب الشيوعى .. كما كانت الجماعة المسيطرة على مقاليد الحكم بالكنيسة تخشى من استعانة بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس بالسادات للتدخل فى تفعيل سلطاته لضمان استقرار الكنيسة .. وزاد كهنة الكنيسة المعارضين لكيرلس السادس قلقا وكذلك رهبانهم من قيادات الجماعة من تولى السادات الحكم والذى اشيع عنه انه كان احد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين ألد اعدائهم على مستوى مصر والاخير على مستوى تصنيفهم لاعداء الكنيسة .. وشبهات حول توجهاته السياسية المخالفة للفكر والمنهج الناصرى اللادينى فى الحكم .. ولاول مرة اصبحت جماعة الامة القبطية امام خطر حقيقى يهدد امنها وتواجدها ومن الممكن ان يسلبها نفوذها وينزع عنها كل النجاحات والانجازات التى حققتها وقد تجعلها هباءا منثورا .. وكان على جماعة الامة القبطية بقيادة رهبانها باديرة الصحراء الغربية المحركين الاساسيين للسلك الكهنوتى الحاكم للكنيسة القبطية ان يتخذوا اجراءات وتحركات سريعة فعالة وحازمة لتخطى تلك المرحلة الخطيرة من مراحل جماعة الامة القبطية ...
· الموت بالجملة
بموت عبد الناصر اصبح الامر لايحتمل اى تأجيل لاى قرارات تخدم مصالح ووجود جماعة الامة القبطية .. وكان لابد لهم من اخذ خطوات اكثر سرعة وجرأة من تلك التى حدثت عهد الانبا يوساب الثانى .. الامر فى هذه المرة يختلف .. البابا المراد انتزاعه كيرلس السادس هو احد كبار المعلمين والمروجين لفكر الجماعة سابقا .. وكان اليد العليا لرهبان الجماعة وابرز واهم الشخصيات التى اخلصت لها .. وهو اعرف الموجوديين بكل الامور والاسرار التى تخص فكر الجماعة ومخططاتها واهدافها وكل ما يخفى على الآخريين .. البطء فى اتخاذ قرارات لازاحة بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس وكذا بابا اثيوبيا المعين من قبله سوف يتيح الفرصة لحدوث تطورات بالكنيسة لا تتفق مع اهداف الجماعة وقد تودى بها .. وما أن مر على موت عبد الناصر سند الجماعة والمتغافل والمتجاهل بسلطاته عن افعالهم عدة شهور حتى اعلن فى وقت متقارب خلو كرسى البابوية فى كل من مصر واثيوبيا .. اعلن وفاة بابا كنيسة الكرازة المرقصية الارثوكسية بالاسكندرية .. بابا الاقباط النصارى كيرلس السادس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 عن عمر يناهز 68 عاما ورحلة رهبانية مثيرة بكل العجائب والاحداث الغريبة والافكار والتنقلات عبر البلاد وبين الاديرة والخرابات بتل الطواحين والاماكن المهجورة .. رحلة من العمر اخلص في كل مراحلها لافكار وانتماءات متناقضة كل التناقض ومختلفة بكل تفاصيلها وولائها واهدافها وحتى فى صحبتها .. رحلة من العمر اثبت بذكائه وقدراته تميزه بشخصيته القيادية فى كل مراحلها .. رحلة عمر اشبه برسم بيانى تقوم عليه دراسات لتحليل مسارات خطوطه من ارتفاعات مفاجئة لانخفاضات مدوية لانتقالات وقرارات غير متوقعة مفاجئة اذهلت كل من عرفوه .. وفى كل فترات العمر بذل واعطى كل ما يستطيع رغم كم الاختلافات العقائدية والمنهجية لاسلوب الحياه بكل فترة ..حتى اسمائه تعددت .. ببداياته العلمانية اشتغل بشركة كوكس للسياحة وشركات الملاحة الكبرى وابلى فيها بلاءا حسنا واغتنم اعلى المكانة الوظيفية فى اقصر وقت واصبح من قيادى الشركة وكسب ثقة رؤسائه وامسك بمقاليد الادارة بها وهو مازال فى سن صغيرة دون الثامنة والعشرين .. وانتقل بشكل مفاجىء وبقرارات مصيرية اتخذها بتصميم واصرار لحياة الرهبانية رادما بالتراب على كل سنواته العلمانية ليولد من جديد كراهب باسم جديد ويعلن وفاة عازر يوسف عطا ليصبح الراهب مينا البراموسى .. ويبذل كل مالديه من مهارات ليتألق ويلمع نجمه ويخطف الاضواء من رهبان فاقوا عمره اضعاف .. وتمضى حياته العجيبة بين الاديرة والعقوبات والمؤامرات والاحداث الغريبة والصحبة الاكثر غرابة .. ويتغير اسمه الى الراهب مينا المتوحد .. ثنم تنتقل به الاحداث وتتغير قوانين الكنيسة وتعاليمها والتى فصلت بمقاييسه لتختاره لمهمة رسمت خصيصا له ..ليفاجىء الجميع ويذهل كل من عرفوه باختياره بابا الاقباط النصارى خلفا ليوساب الثانى وليصبح اسمه الانبا كيرلس السادس .. ويخلص كعادته بكل كيانه فى سبيل قناعاته وافكاره وولائه ويحقق لجماعة الامة القبطية اغلى منالها واهدافها وانجازاتها .. ودون مقدمات ينقلب على مبادئها وتعاليمها ويخلص بكل عقله وقلبه لفكرة محاربة تلك الجماعة والقضاء على كل نفوذها .. وتشهد نهايته كم من الغموض وسط نزاعات وصراعات داخلية انقلب فيها على تلاميده واطاحوا هم به .. وفى وقت مقارب يرحل بابا اثيوبيا الذى عينه كيرلس السادس ورسمه بطريركا لاثيوبيا .. ونستكمل الاحداث
اثار تزامن موت كل من جمال عبد الناصر وبابا الاقباط النصارى بمصر كيرلس السادس وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذى عين من قبل كيرلس السادس كثير من الاستفسارات والألغاز .. ولكن احدا لم يتوقف عندها .. ايا ان كانت الاجابة هذا ماحدث بالفعل .. اصبح كرسى البابوية بكنيسة الاقباط النصارى بمصر خاويا بموت صاحبه دون مقدمات لاى تدهور فى صحته .. وحتى لو كان الامر طبيعيا فهل يعقل ان يتزامن بخلو كرسى البابوية باثيوبيا وموت صاحبه هو الاخر الموالى للبابا كيرلس .. وعلى فرضا انا القدر اختارهما بنهايه غامضة نجهل تفاصيلها فى وقت واحد متقارب .. هل صدفة ان يتزامن موتهما بغياب عبد الناصر .. ان كل المعاصرين والمقربين من مراكز حكم الكنيسة يعلمون جيدا ان الامر كان اقرب الى احداث مسبقة مدبرة ومخطط لها من قبل رهبان الجماعة .. ومن اباء الكنيسة المشلوحين حاليا والذين كانوا مقربين جدا من احداث الكنيسة والذين ايضا ارتدوا عن تعاليم جماعة الامة القبطية يؤكدون على وجود يد للراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) ومعلمه متى المسكين (او المسكون كما كان يلقبه كيرلس السادس ) فى تلك الاحداث التى انهت فترة حكم كيرلس السادس للكنيسة القبطية .. لكن الاكيد ان نهاية حكمه انتهت بموته فالامر لم يكن يحتمل عزله ولا نفيه بالاديرة حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الاقباط النصارى دامت الى وقتنا الحالى .. كما ان ذكائه الحاد وخبرته ومهاراته فى حياكة المؤامرات والتعامل معها لا تسمح ببقائه على قيد الحياه ولا يمكن ان يأمن له رهبان جماعة الامة القبطية معلمية واساتذته والاكثر منه حنكة ودهاء .. انقلب على افكارهم وتعاليمهم وعلى تلاميذه فأطاحوه بكل قوة ويسر وأفرغوا الكنيسة منه وخلت لهم الامور .. واعيدت الكرة .. وفتح بابا الترشيح لاختيار البابا الجديد للاقباط .. لكن تلك المرة كانت تختلف عن سابقتها عهد اختيار خلفا للبابا يوساب .. الامر والوضع مختلف تماما .. الان لا منازعات الا قليلة لا تذكر ولا تحتسب .. مقاليد الحكم تلك المرة بيد الجماعة .. وكل المرشحين من اشد المنتمين والمخلصين لها من تلاميذها .. والخلاف تلك المرة للافضلية فى الاختيار وليس فى الانتماءات .. وكلاكيت ثانى مرة اعيد ترشيح الراهب متى المسكين ( تلميذ كيرلس السادس ومعلم الانبا شنودة الحالى ) .. واذا به يستبعد لنفس السبب بعد استبعاد سنوات عزلة وايقافه من سلك الرهبانية وملفه الاسود فى خلافاته مع البطاركة السابقين وانخفاض شعبيته .. وبقوة رشح الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) ورغم ان عمره كان 48 عاما اصغر بكثير ممن هم احق منه .. ورغم خلافاته القوية مع البابا السابق كيرلس السادس وايقافه وتحديه له والعقوبات والنزاعات التى شهدها المقربين من كهنة الكنيسة وايضا عدم استكماله لسنوات الرهبنه المطلوبة وهى 15 عاما .. وبرغم ظهور اسباب كثيرة من بقايا تعاليم الكنيسة تستبعده .. الا ان القوانين غيرت وفصلت بمقاييسه لتختار بحيلة القرعة الهيكلية اشرس تلامذة جماعة الامة القبطية وا كثرهم عنصرية ليكون بابا الاقباط النصارى خلفا لكيرلس السادس .. ويتم فى نوفمبر 1971 عهد الرئيس محمد انور السادات ترسيم الراهب انطونيوس السريانى ليكون الانبا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقصية الارثوذكسية القبطية بمصر .. وتبدأ اكثر فترات حكم الكنيسة عنصرية واجراما وكراهية لكل ماهو غير قبطى وصياغة كل المؤامرات والحيل والمكر بكل من صنفوه ووضعوه تحت بند اعداء الكنيسة القبطية بالقائمة السوداء لحد يوصف بانه تشكيل عصابى قبطى ابعد مايكون عن روح المسيحية وتعاليمها وقيمها .. ومع شنودة الثالث ( نظير جيد سابقا ثم الراهب انطونيوس السريانى لاحقا ) نبدأ معه رحلة ولايته.
--
mohamed chehata
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment