Thursday, May 14, 2009

عفوا فضيلة الشيخ ...... الكوب كله فارغ


بقلم  د/ حمدي عبيد

المشرف العام على شبكة ضد الأحمدية القاديانية

جريدة الأسبوع الجمعة14من ربيع الأخر1430الموافق 10 إبريل 2009م

في العدد626للسنة الثالثة عشر ص22

ليته سكت ... ليته لم يتكلم ... قد حسبتها زلة لسان من فضيلة الشيخ / ضياء الدين محمد المسئول عن إدارة البحوث والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية ، أثناء إجابته على سؤال الاستاذ / مصطفى سليمان الصحفي بجريدة الأسبوع حول تحقيقه عن اختراق القاديانية للأزهر بكتاب يبطل الجهاد والمنشور بالعدد " 623 " بتاريخ 20 مارس 2009 ، فكانت الصدمة في إجابة الشيخ ضياء بأن القاديانية ليست كلها كفر أو مخالفة للعقيدة ، خارقا بذلك إجماع كافة المجاميع العلمية ودور الفتوى وعلى رأسها الأزهر الشريف بتكفير القاديانية والمعروفة بالأحمدية ، والحكم بردة المنتسبين إليها ، وقد كان يستطيع الإجابة بدبلوماسية بأن إذن طباعة الكتاب كان قبل ست سنوات من توليه منصبه وسيقوم بمراجعة الأمر والتحقق من صحته, ولكن وللأسف أخذته العزة بالإثم بدلا من أن يعلن خطأ  التصريح المخالف للموقف الرسمي للأزهر جامع وجامعة ، وأخذ يهرف بما لا يعرف مطالبا الجميع بالنظر إلى نصف الكوب المليان على حد قوله ، ليمثل نموذجا صارخا على ضياع الأمانة في زمن انقلبت فيه المعايير ووسد فيه الأمر إلى غير أهله ، ومعه بدأت تباشير الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها غير المأسوف عليها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة من خلال بعث الفرق والنحل البائدة والضالة ، وتمكين بعضها بقوة القانون أحيانا ، واستقواء البعض الآخر بلجان الحريات وحقوق الإنسان الغربية حين أخر ، مع إثارة عقائد ومفاهيم أو صراع عرقيات وإثنيات تعمل جميعا على تهديد النسيج الوطني والسلم الاجتماعي وتدعو إلى إثارة الطائفية ، ومنها هذه النحلة الضالة والمعروفة  باسم القاديانية أو الأحمدية والتي حاولت منذ زمن نبيها الكذاب الميرزا غلام أحمد التسلل إلى مصر عبر مراسلة علمائها ومفكريها وعرض كتبه وأفكاره التي رفضوها وحذروا المسلمين منها مما دعاه أن يرد على الزعيم الوطني مصطفى كامل الذي سفه أفكاره في جريدة اللواء فألف القاديانى في الرد عليه " مواهب الرحمن " ، وليتنبأ بعد ذلك بموت السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار بمرض عضال جراء تكذيبه وتفنيد دعواه في المنار ، وهو مالم يحدث حيث مات هذا الكذاب وعاش بعده رشيد رضا سنوات عديدة ، فليست هذه إذن المحاولة الأولى لاختراق العقل المصري واعتقد أنها لن تكون الأخيرة من تلك المحاولات المحمومة للحصول على صك الاعتراف الأزهري ليسهل لأفكارهم السباحة في المحيط الإسلامي ، وعليه فقد تنوعت وسائلهم وأساليبهم للحصول على بغيتهم تلك , ومن أمثلة ذلك : :

في سنة 1959م استطاعت تسريب ثلاثة طلاب قاديانيين من ألبانيا للدراسة في الأزهر ومن ثَّم يسهل عليهم خداع المسلمين في بلادهم من خلال عمامة الأزهر نظرا لثقتهم في الأزهر وعلمائه ، ولكن لم يستمر الخداع طويلا إذ سرعان ما تم اكتشافهم ، وعلى الفور شكل شيخ الأزهر حسن مأمون لجنة للتحقيق ومناقشاتهم فيما نسب إليهم ، وبعد الوقوف على حقيقة معتقدهم أصدر فتواه بالحكم بردة القاديانية.

وقد تلتها محاولة أخرى ظنوا أنها بعيدة عن أعين حراس العقيدة من خلال الاندساس ضمن مشروع " الألف كتاب " التابع لوزارة المعارف " التربية والتعليم حاليا " بتسريب كتاب " الفكر الخوالد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم " لمؤلفه " محمد على اللاهورى " والذي يصفه الشيخ ضياء الدين " بمولانا " تعظيما لشأنه ، ولكن كان الأزهر له بالمرصاد حيث كتب الأستاذ / محب الدين الخطيب – رحمه الله – رئيس تحرير مجلة الأزهر في افتتاحية المجلد الثامن والعشرون بتاريخ 1 فبراير 1957 يحذر من الكاتب والكتاب الذي يسوى بين القرآن الكريم الذي يعتبره من أفكار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين الوحي المزعوم للميرزا غلام أحمد، وقد طالب في نهاية مقاله من وزير المعارف – التربية والتعليم – بأن يأمر بحجز نسخ الكتاب الذي ترجمته ونشرته إدارة الثقافة العامة ، وان يأمر بإحراقها ، وان يغرم نفقات ترجمة الكتاب وطبعه لمن أشار بإدخاله في الكتب الألف ، وان ينبه على إدارة الثقافة العامة بأن تستشير في كل شيء أهل الأمانة والنصيحة والمعرفة بحقائق الأشياء .

ولم تنته المحاولات بعد ، ففي عام 2006 زار مشيخة الأزهر وفد يمثل القاديانيين العرب  الذين التقوا بفضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد السيد طنطاوي وقدموا له كتابا دعائيا لا يحمل صريح عقيدتهم لعلهم في هذه المرة يحصلون على تصريح الأزهر بأنهم فرقة من فرق المسلمين للالتفاف على قرارات المجاميع الفقهية التي حكمت بكفرهم وردتهم عن الإسلام , ولكن مجمع البحوث آنذاك كان لهم بالمرصاد إذ كرر الحكم بردتهم تأكيدا لموقف الأزهر الراسخ منهم , ويؤكد ذلك وفرة الردود الأزهرية وتنوعها لدحض مزاعم القاديانية والتحذير منها خلال النصف الأول من القرن العشرين فقط: حيث أصدرت مشيخة الأزهر كتابين , وأصدر مجمع البحوث الإسلامية أربعة كتب وأكثر من تقرير في هذا الشأن ,بينما تناولت مجلة الأزهر هذه النحلة من خلال ثلاثة عشر بحثا ومقالا ,في حين قدم شيوخ وعلماء جامعة الأزهر ثلاثة وعشرين كتابا ودراستين للماجستير بالإضافة إلى خمسة بحوث محكمة في دوريات كليات الجامعة,كلها في الرد على تلك النحلة الضالة ,

ومن هنا هالني تصريح الشيخ ضياء الدين وازداد استغرابي بطلبه أن ننظر إلى النصف المليء من الكوب مع استعماله صيغ  الإطراء والتعظيم للضال المضل محمد على اللاهورى ، ولذلك أقول لفضيلته كنا نتمنى أن نرى في الكوب قطرة ماء ، فالحمد لله قد علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحرص على هداية المخالفين والعصاه ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتحسر عليهم حتى كادت نفسه الشريفة أن تذهب من شدة تألمه على انحرافهم, فإن كان المسئول الأول عن التأليف والنشر بالأزهر لا يعلم حقيقة القاديانية فتلك مصيبة ، وان كان يعلم فالمصيبة أعظم بمخالفته لإجماع علماء الأمة بمختلف مذاهبهم ومشاربهم ، ولذلك نحن الآن أمام سؤالين يجب أن لا يمرا مرور الكرام قبل كشف اللثام عن انحراف محمد علي خاصة القاديانيين عامة ، ويجب على المسئولين بالأزهر الشريف قبل غيرهم الإجابة عليهما ومحاسبة المسئولين عنهما :

أولاً : من الذي راجع هذا الكتاب " التعاليم الخالدة الموحى بها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم " وسمح له بالنشر ؟

ثانياً : من الذي أمر بتوزيعه على الأئمة والوعاظ في إدارات الوعظ التابعة للأزهر بالمحافظات ؟

فالواضح أننا أمام مخطط مكتمل الأركان لاختراق الأزهر  ، حيث تم الحصول على موافقة مجمع البحوث الإسلامية بشكل أو بأخر مما يعطى القارئ الثقة في الكاتب والكتاب ، ومن ثَّم يتلقاه القارئ في ظل الجهل بعقائد هذه النحلة المتسترة باسم الأحمدية بالقبول ، وفى خاتمة الكتاب يجد الإعلان الترويجي عن كتب أخرى للكاتب تعظم من شأن الأحمدية ونبيها الكذاب والتي تم ترجمتها للعربية بواسطة الدار الإسلامية للنشر بأمريكا مذيلة بأرقام الهواتف وعناوين المراسلة عبر البريد الالكتروني لإرسالها مجانا .

وفى خضم ذلك يجب ألا ينسى فضيلة الشيخ أن للقاديانية سجل أسود في خدمة المصالح الانجلوصهيوأمريكية فقديما استخدمتها بريطانيا ككتيبة متقدمة تهيئ البلاد وتدجن المسلمين في شبه القارة الهندية وأفريقيا ، وقد شاركت بكتيبة من أفرادها في الاحتلال البريطاني للعراق ، وبعد وعد بلفور بأربع سنوات عام 1921م استقرت في أرض فلسطين خلية قاديانية لتنشر أفكارها بين الفلسطنين بترك الجهاد وعدم مقاومة المحتل على أن البريطانيين أحد نعم الله تعالى على هذه الأمة ، ولذلك ليس بمستغرب أن تفرد لهم صحيفة معاريف الصهيونية  في عددها الصادر في 3-3-2006م الصفحات لتروج لعقيدتهم على أنها الإسلام الجديد ، وتبرز مساعيهم بين الفلسطينيين لدعوتهم لهذا الإسلام المتخلى عن الجهاد .

ولذلك استحقوا زيارة كبار المسئولين لمقرهم في الكبابير بحيفا حيث طلب رئيس الكيان الصهيوني عام 1957م مقابلة مبلغهم شوهدري محمد شريف  عندما عزم  العودة إلى باكستان ، وقد تبع ذلك زيارة كبار المسئولين الصهياينه لمركزهم هذا , وأخرها مشاركة الرئيس الصهيوني الحالي شمعون بيريز على حفل الإفطار في رمضان 1429هـ ليشيد بهم وبجهودهم . على كلٍ الموضوع كبير ولا تستوعبه مقاله واحده ، ولكن مادام انه ليس بشرط أن نشرب ماء البحر كله لنعرف انه ملح أجاج ولكن يكفينا منه جرعه لنتأكد من ذلك ، فسأكتفى ببيان حقيقة مؤلف الكتاب الذي يصفه الشيخ ضياء الدين بمولانا بصيغة التعظيم والتبجيل ليوهم القارئ بالمكانة العلمية لمحمد على اللاهورى صاحب أكبر تحريف للقرآن الكريم في ترجمته لمعانيه باللغة الانجليزية والذي كشف الأزهر تحريفه المعنوي لآياته حيث سرب فيه  الكثير من معتقدات القاديانية مثل استمرار نزول الوحي وعدم انقطاع النبوة ، وبالتالي فإن النبوة لم تختتم بمحمد صلى الله عليه وسلم وان الميرزا غلام أحمد القاديانى نبيا ، وهو ما أكد عليه في كتابه " الدين الاسلامى – أصوله وقواعده " الذي ترجمه السكرتير العام لمصلحة السكك الحديدية بالقاهرة سنة 1952م :"إن الوحي مستمر إلى الآن", .بالإضافة إلى إنكاره لجميع المعجزات الحسيه للأنبياء مستخدما سلاح التأويل المنحرف ، مع إبطال الجهاد ضد الاستعمار الاجنبى تبعا لرأى نبيه المأفون غلام أحمد القاديانى الذي يرى أن حكم الاحتلال البريطاني لبلاد المسلمين حكم شرعي واجب الطاعة ، والفرية الكبرى ادعائه أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ابنا ليوسف النجار مخالفا بذلك نصوص القرآن الكريم ، وهذا ما اعترف به الشيخ ضياء الدين بإجمال على انه يمثل نصف الكوب الفارغ ، ولمعرفة النصف الآخر من الكوب الذي يدعى بأنه يحمل من العقيدة الصحيحة ما يحفظ عليه إسلامه وكأن ما مر لا يكفى للحكم بردتهم .

ولذلك أحيل فضيلته إلى مجلة الأزهر الجزء السابع المجلد الثامن والعشرون لسنة1987م حيث تصف محمد على اللاهورى بأنه احد الأركان الأربعة الذين قامت على أكتافهم ضلالة غلام احمد القاديانى ... ولنفاقه ونفاقهم يسمونه – أي الميرزا غلام أحمد – نبياً إسلاميا ، جاء ليكمل الإسلام ، ومن إكماله للإسلام أن أعلن إبطال الجهاد ، وان قتال الانجليز حرام ، وأما محاربة المسلمين في صفوف الانجليز فهو الجهاد المشروع ،

وقد أجابت لجنة الفتوى بالأزهر فى المجلد 34 لسنة 1962م في باب الفتوى رداً على استفسارات وزارة الخارجية المرفوعة من وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون التخطيط والدعوة بشأن المساعدة في بناء مسجد للطائفة الأحمدية التي يتزعمها محمد على في هولندا ، وحكم الصلاة فيه ، وبعد استعراضها لنصوص مذهب الأحمدية من أن الميرزا غلام أحمد نبي مرسل ، وقولهم باستمرار نزول الوحي إلى غير ذلك مما هو كفر صريح وخروج عن دين الله بين وغواية لا لبس فيها ولا خفاء .

تفيد اللجنة بان مذهب الطائفة الأحمدية المتفرعة من مذهب غلام أحمد وطائفته القاديانية مذاهب باطلة منافية بعقائدها وعبادتها لعقائد وعبادات المسلمين الصريحة ... وان طائفة هذا شأنها وشأن أتباعها لا يجوز بحال أن نساعدها بأي وجه من وجوه المساعدة لا في مسجد ولا في غيره ، فإن مساجدهم ليست إلا للتضليل والإغواء و فخاخاً تنصب ليصطادوا بها الشباب الغض من أبناء المسلمين يغررون بهم ، ويوقعونهم في شباكهم ... ، بل إن واجبا على جميع المسلمين في بقاع الأرض أن يضيقوا الخناق على أمثال هذه الطائفة المضلة حتى تنقرض ، وان الصلاة وان كانت تصح في اى بقعة من الأرض متى كانت طاهرة صالحة لأداء الصلاة فيها .. لا يحل أداؤها في مساجد هذه الطائفة وأمثالها لما يلزم عليه أخذهم هذا أداة للدعاية يروجون بها لمذاهبهم ومعتقداتهم الباطلة . وهو ما أكده فضيلة شيخ الأزهر السابق الشيخ جاد الحق على جاد الحق – رحمه الله – في بيانه المنشور في مجلة الأزهر مجلد 57 لسنة 1985م في الحكم على القاديانية بفرعيها القاديانى اللاهورى بالردة عن الإسلام. وقد أعاد مجمع البحوث الإسلامية التأكيد على هذا الحكم بناء على تقرير الدكتور / عبد المعطى بيومي عميد كلية أصول الدين سابقاً وعضو المجمع – راجع جريد الميدان 14/2/2007 .

وللنشاط الكبير للقاديانية بين الطلاب العرب الدارسين في أوروبا والذي أكدته تقارير السفارات المصرية في تلك البلاد ، فقد كلفت الحكومة المصرية على حسب ما نشرته مجلة الأزهر في مجلد 32 لسنة1961م في باب أنباء الثقافة ، عن طريق وزراه الأوقاف كل من الدكتور / عبد الحليم محمود – شيخ الأزهر فيما بعد – والشيخ / سيد سابق ، والمستشار / على منصور  بوضع رسالة عن القاديانية ومبادئها وبيان خروجها على تعاليم الإسلام على أن ترسل إلى السفارات العربية في أوروبا الغربية لمقاومة نشاط القاديانية .

وبعد فضيلة الشيخ : هذا غيض من فيض جهد الأزهر في التصدي لهذه النحلة الضالة ، وللمزيد يمكنك مراجعة أرشيف الأزهر جامع وجامعة لتقف على ذلك .

واعتقد الآن من حقي أن أقول لك : عفوا فضيلة الشيخ ... الكوب كله فارغ ، وأن الماء فيه لم يصل " القلتين " بعد ؟!

 

 

المصدر موقع طريق السلف





--
مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي

--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment