دروس من «كير»
محمد عبدالله المنصور
من الذكاء «أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون» وأن نستفيد من خبرات من سبقونا وأن نتحالف مع من يمكن أن يحقق لنا الهدف بدلا من أن نقوم بكل الأعمال. النجاحات التي حققها مجلس العلاقات الاسلاميه الأمريكيه (كير) تقدم لنا دروسا ثمينة في العمل المؤسسي التطوعي والخيري الذي ما زالت خبرتنا فيه محدودة و»محلية» خاصة مع التوسع الذي نشهده في إنشاء المؤسسات المدنية لخدمة المجتمع. لا يمكن للجهات الرسمية القيام بكل صغيرة وكبيرة وآن أوان المشاركة واستثمار الأوقات والمهارات بأنشطة تنمي المجتمع فمساهمتنا كأفراد شبه معدومة وليس هذا مردودا إلى الكسل فقط ولكن لمحدودية فرص المساهمة وعدم تنظيمها.
سأتحدث عن «كير» باختصار وفي جوانب محددة لأن مساحة المقال محدودة ويمكن الاطلاع على موقعها في الإنترنت فهناك الكثير مما أتمنى أن تقرأوا عنه. تأسست (كير) قبل 12 عاما من أجل خدمة قضايا الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بالدفاع عن صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام، الدفاع عن حريات وحقوق مسلمي أمريكا، تدريب القيادات المسلمة الأمريكية على العمل السياسي والإعلامي والقانوني، وإعداد البحوث والدراسات المتعلقة بذلك. وضع هدف واضح وتحديد الاستراتيجيات كان لهما دور كبير في نمو (كير) وتركيز مجال عملها مكنها من النجاح والتميز. يتكون المركز الرئيسي من 13 قسما منها الإعلام والشؤون السياسية والحقوق المدنية والتدريب والادارة يعمل بها 20 موظفا فقط . بعد أحداث سبتمبر رغب المسلمون في ولايات مختلفة بتواجد (كير) ولكن إمكاناتها لا تسمح لذا قامت بوضع نظام يمكن بموجبه افتتاح مكتب لـ(كير) في أي مدينة بحيث يكون مستقلا ماديا وقانونيا وله مجلس ادارة يكون رئيسه عضوا في المجلس الأعلى التنفيذي لـ(كير) مما يضمن تجانس الرؤية والأهداف. وبتكامل رائع يهتم 32 مكتبا في أمريكا وكندا بقضايا الحقوق المدنية وصورة الاسلام في وسائل الاعلام وفق نظام موحد وضعته (كير) مع ترك القضايا الحساسة والاعلامية والمشاريع الكبرى للمكتب الرئيسي وهي صورة مثالية للتفويض المنظم بعيدا عن البيروقراطية مع التخصص في قضايا محددة مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف.
تراقب (كير) يوميا عن طريق جهات متخصصة ترصد وسائل الإعلام إلى جانب مكاتبها ومايصلها من أفراد المجتمع كل ماينشر أو يذاع عن الاسلام في أمريكا وتتصدى للإساءات بشكل نظامي وقانوني مما يدفع الجهات المسيئة للاعتذار ويمنع انتشار الإساءات المتعمدة أو الخاطئة عن الإسلام مما يحمي المسلمين من ردود الأفعال السلبية. تستقبل (كير) 5000 رسالة بريد الكتروني يوميا ويتصدى محاموها لألفي حادثة تمييز يتعرض لها المسلمون مما يعيد لهم حقوقهم مع الجهات الرسمية او أرباب العمل. كما تصدر تقريرا سنويا عن هذه الحوادث مما يساهم في التأثير على صناع القرار لمصلحة المسلمين. تقيم (كير) عشرات الدورات للمسلمين لتوعيتهم بحقوقهم وكيف ينشطون في مجتمعاتهم وهذا ماطالب به الأمير تركي الفيصل سفير المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية. ترسل (كير) نشرتها لمليون شخص وتوزع رسالة يومية عن اخبار العالم الاسلامي مع تحليل اسبوعي لخمسين الف إعلامي ومسؤول فيما ينشر عن أخبارها حوالي 200 مقالة شهريا. استثمرت (كير) حادثة تدنيس المصحف فأطلقت حملة بعنوان (تعرف على القرآن) لتزويد الأمريكيين بالقرآن فتلقى المكتب اتصالات ضخمة وسجل الموقع الألكتروني 33000 طلب تمت تلبية 23000 منها كانت ردود الكثيرين منهم إيجابية للغاية. وكانت (كير) قد نفذت حملة لتزويد 16200 مكتبة أمريكية بمجموعة من الكتب وتم فعلا تزويد 8000 مكتبة بتكلفة تزيد على مليوني دولار.
ورغم أن (كير) منظمه غير ربحية إلا أنه لا يحق لها تحصيل الضرائب أو تلقي إعانات من حكومات لذا فهي تعتمد على تبرعات الأفراد في تغطية تكاليف التشغيل السنوية البالغة 2,6 مليون دولار ومع ذلك فقد وضعت خطة طموحة للغاية طورتها شركة إعلامية متخصصة لأجل كسب الرأي العام حول الإسلام وحماية مستقبل المسلمين في أمريكا وذلك بتكلفة 50 مليون دولار خلال الخمس سنوات القادمة وهي أحد المشاريع الواعدة التي يعوقها التمويل . وبسمعتها المتميزة تحظى (كير) باحترام الحكومة الأمريكية كما كونت شبكة علاقات إيجابية متنامية مع أعضاء من الكونجرس. ولعلاقتها الممتازة مع المراكز الاسلامية والمساجد تعتبر (كير) ممثلة مصالح المسلمين الذين يبلغ عددهم 7 ملايين ويزدادون سنويا. هل استوعبنا بعض الدروس من العمل المنظم وهل فكرنا بأن ندعم (كير) من أجل مستقبل الإسلام؟
--
فضلاً,,,,,إذا أعجبك محتوى الرسالة فلا تقل شكراً....
ولكن قل غفر الله له ولوالديه......
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment