سيكولوجيــة التظاهـر
الدكتور محمد احمد النابلسي
رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية
تحدد الأدبيات الأساسية في علم النفس السياسي التظاهر وتعرفه على انه سلوك
جماعي علني يطغى عليه الطابع الإنفعالي ويمكنه أن ينتشر بالعدوى على شكل تقليد
هيستيري الطابع. وهذا الطابع يمكنه أن يأخذ منحاً تصعيدياً ليصل الى حدود الشغب
أو المبالغة في الإنفعالية. ويعبر التظاهر عادة عن رسالة تحدد موقفاً من اتجاه
أو إجراءات سياسية معينة. ذلك هو التعريف العلمي لأركان التظاهر. كما وتشير
الدروس الأولية في علم النفس الاجتماعي إلي أن مثل تلك المساندة ،احتجاجا أو
تأييدا، تعد من ضمن ردود الفعل الطبيعية للفرد منذ طفولته الأولى. إذ تبدأ
مظاهر الإحتجاج لدى الطفل مع صرخاته احتجاجاً و رفضاً, و ضحكاته و تصفيقه
تقبلاً و تأييداً. ومع نمو الطفل و بزوغ السلوك الجماعي تتخذ المظاهرة طابعها
المممارس من قبل البالغين في الساحة السياسية.
ولقد حظي سلوك التظاهر بقدر وإهتمام كبيرين من دراسات علم النفس الاجتماعي
والسياسي. بحيث أمكن تتبع تاريخ الظاهرة و جذورها واستخلاص القوانين السلوكية
التي تحكمها, بل وفي توظيف تلك القوانين في تطوير أشكال المظاهرات. وكذلك في
تطوير أساليب التعامل معها. سواء لجهة تنظيمها أو تقنيننها أو السيطرة على
مجرياتها التصعيدية. واستفادت دول و شعوب العالم من مكتشفات العلوم السلوكية
والتكنولوجية على حد سواء في تسارع ذلك التطور. ومن ثم عمدت الى توظيف هذه
المعطيات العلمية.
وهكذا استفادت الدول فطورت من أساليب تعاملها مع المظاهرات داخل حدودها, بل ومن
أساليب توجيهها - بل و تمويلها أحيانا- للمظاهرات في دول أخرى وفقا لمصالحها.
وهكذا حصل استنساخ للمظاهرات السياسية العفوية التقليدية وأعيد إنتاجها
مخابراتياً لإسقاط أنظمة الحكم أو لنشر الفوضى في البلد. وذلك سواء من قبل جهات
داخلية أم خارجية. مثال ذلك الدعم المخابراتي الأجنبي لمظاهرات تيميشوارا
وبوخارست وجورجيا واوكرانيا وفنزويلا وغيرها. واستفادت الشعوب والجماعات
والأحزاب بدورها من جهتها فطورت أساليبها في التظاهر وأدركت أن نجاح تظاهرة ما
يرتبط بإنتاج فكرة تظاهرية محورية واحدة جامعة بين فئات المتظاهرين.
--
الدكتور محمد احمد النابلسي
رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية
تحدد الأدبيات الأساسية في علم النفس السياسي التظاهر وتعرفه على انه سلوك
جماعي علني يطغى عليه الطابع الإنفعالي ويمكنه أن ينتشر بالعدوى على شكل تقليد
هيستيري الطابع. وهذا الطابع يمكنه أن يأخذ منحاً تصعيدياً ليصل الى حدود الشغب
أو المبالغة في الإنفعالية. ويعبر التظاهر عادة عن رسالة تحدد موقفاً من اتجاه
أو إجراءات سياسية معينة. ذلك هو التعريف العلمي لأركان التظاهر. كما وتشير
الدروس الأولية في علم النفس الاجتماعي إلي أن مثل تلك المساندة ،احتجاجا أو
تأييدا، تعد من ضمن ردود الفعل الطبيعية للفرد منذ طفولته الأولى. إذ تبدأ
مظاهر الإحتجاج لدى الطفل مع صرخاته احتجاجاً و رفضاً, و ضحكاته و تصفيقه
تقبلاً و تأييداً. ومع نمو الطفل و بزوغ السلوك الجماعي تتخذ المظاهرة طابعها
المممارس من قبل البالغين في الساحة السياسية.
ولقد حظي سلوك التظاهر بقدر وإهتمام كبيرين من دراسات علم النفس الاجتماعي
والسياسي. بحيث أمكن تتبع تاريخ الظاهرة و جذورها واستخلاص القوانين السلوكية
التي تحكمها, بل وفي توظيف تلك القوانين في تطوير أشكال المظاهرات. وكذلك في
تطوير أساليب التعامل معها. سواء لجهة تنظيمها أو تقنيننها أو السيطرة على
مجرياتها التصعيدية. واستفادت دول و شعوب العالم من مكتشفات العلوم السلوكية
والتكنولوجية على حد سواء في تسارع ذلك التطور. ومن ثم عمدت الى توظيف هذه
المعطيات العلمية.
وهكذا استفادت الدول فطورت من أساليب تعاملها مع المظاهرات داخل حدودها, بل ومن
أساليب توجيهها - بل و تمويلها أحيانا- للمظاهرات في دول أخرى وفقا لمصالحها.
وهكذا حصل استنساخ للمظاهرات السياسية العفوية التقليدية وأعيد إنتاجها
مخابراتياً لإسقاط أنظمة الحكم أو لنشر الفوضى في البلد. وذلك سواء من قبل جهات
داخلية أم خارجية. مثال ذلك الدعم المخابراتي الأجنبي لمظاهرات تيميشوارا
وبوخارست وجورجيا واوكرانيا وفنزويلا وغيرها. واستفادت الشعوب والجماعات
والأحزاب بدورها من جهتها فطورت أساليبها في التظاهر وأدركت أن نجاح تظاهرة ما
يرتبط بإنتاج فكرة تظاهرية محورية واحدة جامعة بين فئات المتظاهرين.
--
قال أبو نواس في آخر عمره:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فمن الذي يدعو إليه المجرم
أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا ً *** فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا *** وجميل ظني ثم أنِّي مسلم
۩۞۩ مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي۩۞۩
No comments:
Post a Comment