لماذا أعفيت لحيتي ؟
اضغط هنا لمشاهدة الورقة الدعوية
لماذا أعفيت لحيتي ؟
لأن إعفاء اللحية من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الرجال عليها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وانتقاص الماء }. قال زكريا: قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المضمضة [رواه مسلم].
ولأن في إعفاء اللحية مخالفة للمشركين من أهل الكتاب والمجوس وغيرهم ، وعلة المخالفة هذه لا تزال قائمة، فلا يزال المسلم يتميَّز بإعفاء لحيته، وإعفاء بعض المشركين للحاهم لا يعني إنتفاء علّة المخالفة، فقد كان مثل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { خالفوا المشركين: وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب } ، قال الشوكاني رحمه الله: ( قد حصل من مجموع الأحايث خمس روايات: { أعفوا، وأرخوا، وأوفوا، وأرجوا، ووفروا }، ومعناها كلها تركها على حالها ).
وأعفيتُ لحيتي لأن في ذلك إمتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى ، فهو تكليف ربّاني يُؤجر المسلم بفعله ويأثم بتركه، فقد جاء في حديث رسولي كسرى الطويل أنهما لمَّا دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حلقا لحاهما، وأعفايا شواربهما، فكرهَ النظر إليهما، ثم أقبل عليهما، فقال: { ويلكما من أَمركما بهذا؟ } قالا: أمرنا بهذا ربنا – يعنيان كسرى – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقصِّ شاربي } [صحيح السيرة]. فتأمل كيف أنه كره النظر إليهما لما رآهما على هذه الحال، وهذا يعكس بوضوح خروجهم عن الفطرة السليمة كما أسلفنا.
ولأن في حلق اللحية تغييراً لخلق الله سبحانه وتعالى بغير إذن منه عز وجل ، وإنما بوحي وتزيين من الشيطان، يقول تعالى في حق الشيطان: لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [النساء:118-120، ولا ريب أن في حلق اللحية تغييراً لخلق الله سبحانه وتعالى قد نهى الله عز وجل عنه ، إضافة إلى أنه من التشبه بالنساء من التشبه بالنساء وتقمص خلقتهن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال } [رواه البخاري].
وأعفيتها لأن في إعفائها موافقة لسمت الأنبياء والصالحين وهديهم ، إقرأ إن شئت قوله تعالى مخبراً عما قاله هارون لأخيه موسى عليهما السلام: يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه:94]. فهذا يدلُّ على أن هارون عليه السلام كان عظيم اللحية. والله تعالى أمرنا بالاقتداء بالأنبياء والمرسلين فقال سبحانه : ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) [الأنعام : 90]
لماذا قصرت ثوبي ؟
اضغط هنا لمشاهدة الورقة الدعوية
لماذا قصرت ثوبي ؟
لأن تلك هي صفة المؤمن كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: { إزرةُ المؤمن على نصف الساق } ثم قال بعد ذلك: { ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين } [رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ]. ومعنى قوله: { لا جناح } أي: لا إثم.
لأن في تقصيره تقوى الله سبحان وتعالى، وبُعدًا عن أسباب الكِبر التي قد تُفضي إلى غضب ا لله ومقته، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة } فقال أبو بكر: إن أحد شِقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، قال: { إنك لست ممن يفعل ذلك خّيلاء } [وراه البخاري]. والشاهد من هذا الحديث أن أبا بكر كان يتعاهد إزاره، والذي يفعل هذا يكون أبعد الناس عن الكِبر وإلا لما تعاهده، وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يتعمد أحدٌ منهم إرخاء ثوبه زاعماً أنه لا يطيله خيلاء، بل الإصرار على إطالة الثوب دالة على التكبر كما يقول ابن العربي رحمه الله، وإلا فما الذي يمنع من رفعه إلى ما فوق الكعبين بقليل، لأجل هذا بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسبال من المخيلة كما في حديث جابر بن سليم الطويل وفيه: { وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة } [رواه الترمذي وصححه].
ولأن في تقصير الثوب صيانة له من الوسخ والنجاسات ، ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان يحتضر وعندما رأى شاباً ممن جاءوا يعودونه وقد كان إزاره يمسُّ الأرض فقال له: { إرفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربّك } [رواه البخاري]. وهذا يدلك على أهميه هذا الشأن عند المتقين، فالذي يسمع هذا من عمر ويقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار }. وحديث أبي ذر أن رسول الله قال: { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، مَن هم يا رسول الله؟ قال المُسبل والمنّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب } [رواه مسلم].
إن الذي يقرأ هذه الأحاديث ينبغي عليه أن يخشى الله عز وجل ولا يطيل ثيابه إلى ما أسفل من الكعبين، فإن ذلك إن لم يكن بقصد الخيلاء فقد يكون وسيلة إليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يفضل استعمال أحد البرامج التالية لتسريع التحميل
اخترنا لكم
- لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
- الملابس القصيرة للبنات الصغار
- شبهة حول وجوب إعفاء اللحية
- تبييت الصيام قبل طلوع الشمس
- فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا
- تلوين للطفل المسلم – 23
- ومن يتولهم منكم فإنه منهم
- لم يغز ، ولم يحدث به نفسه
- ينفقون أموالهم في سبيل الله
- مواضع سجود التلاوة
للاشتراك في المجموعة
http://www.alwaraqa.com/papers/?page_id=19
لإلغاء الاشتراك
أرسل رسالة فارغة لـ
albetaqa-alwaraqa+unsubscribe@googlegroups.com
جزاكم الله خيرا
No comments:
Post a Comment