Monday, May 2, 2011

متى ينتهي الغروب والليل ؟!



سألت الرجل المغربي الصالح الذي وجدته في الصحراء الليبية :

- من هم الصالحون ؟

...- قال : لباسهم ما ستر و طعامهم ما حضر ..

أبرار أخفياء أتقياء إذا غابوا لم يفتقدوا و إذا حضروا لم يعرفوا ..

تحابوا في روح الله على غير أموال و لا أنساب ..

يتعارفون في الله و يحبون في الله و يكرهون في الله ..

يقول الله عنهم يوم القيامة .. أين المتحابون بجلالي .. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ..

- قلت له : هل لهم وجود في هذه الأيام ؟

- قال : خلت الديار و باد القوم و ارتحل أرباب السهر و بقى أهل النوم

و استبدل الزمان بآكلي الشهوات أهل الصوم ..

 لم يبق إلا أقزام مهازيل حثالة كحثالة الشعير أمثالنا لا يبالي الله بهم ..

- قلت ما رأيك في أهل هذا الزمان ؟

- قال في حسرة:

اعترفوا بالله و تركوا أمره و قرءوا القرآن و لم يعملوا به و قالوا نحب الرسول و لم يتبعوا سنته

 و قالوا نحب الجنة و تركوا طريقها و قالوا نكره النار و تسابقوا إليها

 و قالوا إبليس لنا عدو و أطاعوه و دفنوا أمواتهم و لم يعتبروا بهم

و اشتغلوا بعيوب إخوانهم و نسوا عيوبهم و جمعوا المال و نسوا الحساب

 و بنوا القصور و نسوا القبور ..

لقد كنا في زماننا نحلم بالحج إلى مكة و القدس و الموت بهما

و أنتم جاءتكم فرصة الشهادة إلى بابكم بالقدس فماذا فعلتم ؟

و لم أجد كلمة أُجيب بها

أما هو فراح يبكي و يغمغم بين دموعه ..

و الله لولا عباد ركع و أطفال رضع و بهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ..

و حينما تركته كان قد بدأ ينشد :

" و شمس على المعنى مطالع أفقها ... فمغربها فينا و مشرقها منا "


وكنت أسير مستغرقا في التفكير

وكان إنشاد الفقير المغربي مازال يرن في أذني

وشمس على المعنى طالع أفقها

فمغربها فينا ومشرقها منا

نعم إن الشمس تغرب فينا الآن

فمتى يكون مشرقها منا

متى تعود الشمس لتشرق منا ؟؟؟

متى ينتهي الغروب والليل وينبثق منا الفجر من جديد

متى ؟!


■ ■ ■

د. مصطفـــى محمـــود
من كتاب : مغامرة في الصحراء



--

إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، و لئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.


No comments:

Post a Comment