شنودة أنا آسف جدا ومستعد لترضية المسلمين بأي طريقة
الاحد 26 سبتمبر 2010
أعرب شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، عن أسفه للتصريحات التي أطلقها الرجل الثاني في الكنيسة الأنباء بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والتي طعن فيها في القرآن الكريم وأساء فيها للمسلمين.
وأكد شنودة، في حوار مع التليفزيون المصري، أنه يتفق تمامًا مع بيان الأزهر الذي أشار إلى أن "العقائد الدينية للمصريين جميعاً خط أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد".
وأشار بابا الإسكندرية إلى أن الحوار الديني بين المسلمين والمسيحيين يجب أن يكون من أجل صالح مصر. وقال في الحوار: إن "الحوار الديني (ينبغي أن) يكون في النقاط المشتركة ..
في المساحة المشتركة بيننا وبين إخوتنا، ويكون الحوار مجرد تعاون من أجل خير البلد، من أجل نشر الفضيلة، من أجل قضايا وطنية، ولكن لا يدخل في الخلافات الدينية".
وتابع قائلاً: "كل شخص له إيمانه الذي يعتز به ولا يصح إطلاقًا أن نجرح إنسانًا في أموره الإيمانية .. هذه لا يمكن أن نتعرض لها إطلاقًا .. أنا آسف جدًا أن يحصل جرح لشعور إخواننا المسلمين، ومستعدون لترضيتهم بأي طريقة .. وكوننا نشعر بأنهم "زعلانين" هذا أمر يؤسفني".
طعن بيشوي في القرآن الكريم:
وكان الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس قد أدلى بافتراءات تستهدف النيل من المعتقد الإسلامي، زعم فيها وجود آيات محرفة بالقرآن الكريم.
وتساءل بيشوي فى نص محاضرة له وزعت ضمن الكتيب الرسمى لمؤتمر تثبيت العقيدة عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم قد قيلت وقتما "قال نبى الإسلام القرآن" أم أضيفت فيما بعد فى عهد عثمان"، وفق كذبه.
ودعا بيشوي إلى مراجعة القرآن الكريم،
وقال بزعمه: "الحوار والشرح والتفاهم يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغى آية تتهمنا بالكفر".
وقد سارعت قيادات إسلامية إلى التصدي للآراء التى طرحها الأنبا بيشوى ، خلال محاضرة له فى مؤتمر تثبيت العقيدة المنعقد بالفيوم، واتهموه بإطلاق تصريحات غير مسئولة تهدد بإشعال الفتنة الطائفية.
بيان الأزهر يطالب بيشوي بالتراجع:
وردًا على هذه الافتراءات التي أطلقها بيشوي، عقد "مجمع البحوث الإسلامية" التابع للأزهر اجتماعًا أمس أصدر عقبه بيانًا أعرب فيه عن صدمته لما نُشر -مؤخرًا- منسوبًا إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر (الأنبا بيشوي)، من طعن في القرآن الكريم وتدليس على علماء المسلمين.
وأكد المجمع أن هذه التصريحات أثارت غضب ملايين المسلمين في مصر وخارج مصر. كما أثارت استنكار عقلاء المسيحيين على وجه الخصوص إذ إنها تهدد في المقام الأول الوحدة الوطنية.
وطالب المجمع من أصدر هذه التصريحات بمراجعتها والعودة عنها، مؤكدًا على أن العقائد الدينية للمصريين "خط أحمر لا يجوز المساس به".
وجاء في بيان مجمع البحوث الإسلامية: "إننا نرصد هذه التصرفات غير المسؤولة من واقع الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه ولحماية الوحدة الوطنية، ومواجهة الفتن التي يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التي تهدد أمن الوطن واستقراره".
مخاوف كنسية من محاكمة بيشوي:
وفي وقت سابق اليوم، كشف مصدر قريب من شنودة الثالث، أن الكنيسة متخوفه من استخدام بيان الأزهر في تحويل «بيشوي» إلى محكمة أمن الدولة العليا خاصة بعد أن نما إلى علمها نية المحامين المتقدمين ببلاغات ضد «بيشوي» استخدام اتهام المجمع لبيشوي بأن "تجاوزاته تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم".
ويبدو أن بيشوي لم يجد إزاء هذه التطورات التي تضعه وجهًا لوجه أمام ملايين المسلمين الغاضبين فضلاً عن أنها قد تقوده إلى المحاكمة، لم يجد بدًا من التخفيف من حدة إساءاته المتكررة، عبر إعلانه أنه يتفق مع بيان المجمع.
فقد أعلن بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، مطران دمياط وكفر الشيخ، أنه يتفق مع بيان «مجمع البحوث الإسلامية» في جلسته أمس.
وقال «بيشوي» في تصريحات له اليوم الأحد: "رأيت من واجبي حرصًا على سلامة الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية أن أعلن أنني دائما عليّ المناداة بمبدأ عدم التجريح في الأديان ورموزها وعدم المساس بالديانة الإسلامية على وجه الخصوص، لأن إخوتنا المسلمين هم شركاء في الوطن ولأن تعاليم السيد المسيح والآباء الرسل تدعونا إلي احترام الآخر وعدم المساس به" بحسب صحيفة "المصري اليوم".
وأضاف: "لقد أكدت هذه المبادئ في اللقاء الموسع للعقيدة في الفيوم في محاضرتي في موعدها مساء الأربعاء 22 سبتمبر 2010".
بيشوي يتجاهل الحديث عن إساءاته:
وتجاهل بيشوي الحديث عن المحاضرة التي تضمنها كتيب المؤتمر، والتي شكك خلالها في آيات قرآنية وتساءل عن ما إذا كانت قد نزلت في عصر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أو وضعت أثناء تحويل عثمان بن عفان (رضي الله عنه)القرآن من شفوي إلى تحريري وإن كان يمكن حذفها ليتم الاتفاق بين المسيحية والاسلام، -على حد قوله-.
ويرى مراقبون أن بيشوي يتلاعب بالألفاظ في محاولة منه للتنصل من تقديم اعتذار صريح للمسلمين على ما بدر منه من طعن في القرآن الكريم، وما سبقها من تصريحات أخرى مسيئة ادعى فيها أن المسيحيين هم أصل البلد (مصر)، وأن المسلمين هم ضيوف في مصر، رغم أن المسلمين يمثلون غالبية السكان (أكثر من 94%).
بيشوي رفض الاعتذار فاضطر شنودة للظهور:
وأكد المصدر المقرب من شنودة أن بيشوي رفض طلبًا من البابا دعاه فيه للخروج إلى وسائل الإعلام والاعتذار عن ما وصفه بـ "سوء الفهم الذي حدث بسببه".
وإزاء رفض بيشوي، قرر شنودة الظهور في عدة لقاءات تلفزيونية لتخفيف حدة التوتر الناتجة من تصريحات بيشوي، بحسب المصدر نفسه.
من جانبه، قال «كمال زاخر» منسق عام العلمانيين الأقباط، إن "ظهور البابا في التلفزيون أكبر دليل على وجود أزمة وإن كان في الوقت ذاته ظهوراً متأخراً مثلما حدث في معالجة كافة الأزمات الكنسية السابقة، ويكشف عن وجود قصور في معالجة الأزمات داخل المؤسسة الكنسية".
No comments:
Post a Comment