احذروا الأنبا يؤانس بقلم د. محمود قاعود
السبت 30 أكتوبر 2010
كلما دخل شنودة الثالث إلى مصحة ليعالج فيها من مرض الإيدز والفشل الكلوى ..
كلما ثار الجدل حول خلافته وكلما انتشرت الشائعات عن نفوقه إكلينيكياً ، ويتم تداول أسماء يُعتقد أنها ستتولى منصب البطريرك بعد نفوق شنودة بمشيئة الله تعالى ..
كانت أكثر الأسماء ترجيحا نفوذا وحسما وقوة ، الشقى " مكرم اسكندر " وشهرته " بيشوى " سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ..
بيشوى حتى وقت قريب كان هو البطريرك القادم بلا أدنى شك ، وذلك لتأييده التوريث وحكم الكنيسة بالحديد والنار والسيطرة على ما يُسمى " شعب الكنيسة " ..
ورغم كراهية شعب الكنيسة لـ بيشوى ومعاركه الصاخبة مع الإنجيليين و الكاثوليك ، فإنه كان سيجلس فوق كرسى مارى مرقص رغم أنف الجميع .. لكن الأمر تغير تماماً بعد جرائمه الخطيرة التى ارتكبها فى سبتمبر 2010م
والتى تمثلت فى طعنه فى القرآن الكريم ، والدعوة للقيام بعمليات انتحارية إذا ما تم تفتيش الأديرة والكنائس والادعاء أن المسلمون ضيوف فى مصر ..
ولا يمكن للنظام على الإطلاق أن يساند بيشوى فى تولى عرش البطريركية ..
لأنه ساعتها – أى النظام – سيعد هو الذى طعن فى عقيدة 80 مليون مصرى .. ولا يوجد أى نظام – مهما كانت حماقته – يجرؤ أن يجاهر بالعداء لعقيدة 80 مليون مواطن .. وعليه فأن يطول بيشوى النجوم أقرب من أن يجلس فوق كرسى مارى مرقص .
يظل الصراع على الكرسى البابوى محصوراً بين عدة أساقفة وبين رهبان دير " أبو مقار " .. فالأساقفة ينقسمون إلى حمائم وصقور .. ويمثل جناح الحمائم الأنبا موسى أسقف الشباب و الأنبا أثانسيوس أسقف بنى نزار ..
بينما يمثل الصقور الأنبا يؤانس سكرتير شنودة و الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة والأنبا إرميا سكرتير شنودة والأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة والأنبا توماس أسقف القوصية والأنبا بطرس سكرتير شنودة والأنبا باخوميوس أسقف البحيرة والأنبا بولا أسقف طنطا والأنبا أغابيوس أسقف دير مواس والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة .
وواضح طبعا أن جناح الصقور الذى يعتنق الإرهاب والتكفير والتطرف والظلامية والرجعية ، هو الغالب على أساقفة الكنيسة المرقصية ..
وما لا يعرفه الكثير فى الصراع الدائر حول خلافة شنودة هو أن هناك قوة ضاربة تكاد هى التى تحسم الجدل فى هذه المسألة ، وهم رهبان دير " أبو مقار " ..
فهؤلاء الرهبان معروف عنهم استقلاليتهم وكره العديد منهم لـ شنودة وأتباعه وجلهم من تلاميذ وأتباع " متى المسكين " المغضوب عليه من شنودة ..
هؤلاء الرهبان يعيشون فى شبه استقلال تام عن جميع الأديرة ، ودير " أبو مقار " خرّج العديد من بطاركة الكنيسة المرقصية ، وقد يعتلى أحد رهبان هذا الدير الكرسى البابوى خلفاً لـ شنودة ..
لكن يبقى الفيتو الحكومى حاضرا فى " القرعة الهيكلية " .. فالحكومة غير مستعدة لأن تحضر عفريتاً مثل شنودة يظل مثيرا للفتنة طوال عقود قادمة ..
فتجربة شنودة أعطت النظام المصرى درساً لن ينساه ..
والمتابع للشأن الكنسى يلحظ شبه تأييد حكومى للأنبا يؤانس ليخلف شنودة ..
فـ يؤانس له علاقات عديدة بالأمن ، وهو الذى يذهب إلى أمريكا ليمنع تظاهرات نصارى المهجر ضد مبارك أثناء زيارته لها ..
و يؤانس هو كاتم أسرار شنودة وذراعه اليمنى ، وهو الذى لم يستطع بيشوى بكل قوته إزاحته من منصبه عن طريق شائعات نفوق شنودة وأن " العدرا " أخبرت يؤانس فى حلم أنه سيخلف شنودة ..
يؤانس هو نسخة كربونية من شنودة .. مع فارق أن شنودة استطاع أن يجعل من نفسه إلها للنصارى الأرثوذكس .. لكن يؤانس قد يفعل ذلك أيضا مع مرور الزمن ..
والمتابع لـ يؤانس يجد أنه يحشد أنصاره وأتباعه داخل الكنيسة أثناء إلقاء عظاته و " تسبيحات كهيك "مثلما يفعل شنودة ..
كما أن إحدى فضائيات الكنيسة تروج له دائماً وتنقل تسبيحاته بشكل مستمر فى محاولة لتلميعه وصنع كاريزما لشخص لا يتمتع بأى حضور ..
خطورة يؤانس أنه يعتنق نفس أفكار شنودة ..
ويؤمن بحلم شنودة فى تأسيس دولة نصرانية وأن المسلمون احتلوا مصر ويجب طردهم ..
وكان لـ يؤانس دور خطير للغاية فى العام 2001م إبان أزمة جريدة النبأ عندما نشرت صورا لراهب حقير زنا بخمسة آلاف سيدة نصرانية ..
كان يؤانس هو الذى يهيج الشباب النصرانى ويحرضهم على المظاهرات الصاخبة التى اعتدت على الأمن ، وبعدها خرج فى لقاء مع تلفزيون غربى ليعلن أن الحكومة قد أخذت درساً لن تنساه !
نفس الدور لعبه يؤانس عندما أسلمت وفاء قسطنطين فى العام 2004م .. كان هو الذى يقود العمليات من داخل الكاتدرائية ويُوجّه الشباب النصرانى الذى تم شحنه من البحيرة فى أتوبيسات ليسب ويشتم الإسلام والدولة ..
الأنبا يؤانس فى منتهى الخطورة .. وعلى الحكومة أن تحذر من التورط فى تنصيبه بطريركا .. فمعنى تنصيب يؤانس أن شنودة سيظل حاضرا بإرهابه وتطرفه ..
والحل الأمثل للخروج من هذه الأزمة هو تعديل لائحة انتخاب البطريرك الموجودة حاليا والتى يتم اختيار البطريرك فيها من خلال القرعة الهيكلية .. فيتم إلغاء هذا البند ..
ويتم السماح للنصارى الأرثوذكس فوق 18 سنة - بلا استثناء – بانتخاب البطريرك عن طريق الاقتراع السرى المباشر وأن يتم تحديد مدة البابوبة بأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة عن طريق الانتخاب ..
فلا يُعقل أن يجلس أحد الأساقفة فوق كرسى مارى مرقص لمدة نصف قرن ليخرب البلاد وينشر الإرهاب والتطرف !
على الدولة إن كانت جادة فى نزع فتيل الفتنة الطائفية أن تحسم موضوع اختيار البطريرك الجديد بالبحث عن راهب عاقل حكيم يعلم خطورة وحجم منصبه ، وأن تسعى جاهدة لتعديل لائحة انتخاب البطريرك ، وأن تقلع عن فكرة مساندة المتطرف يؤانس لتولى المنصب البابوى .
No comments:
Post a Comment