Thursday, July 30, 2009

أركان الكفر

أركان الكفر

ابن القيم

أركان الكفر أربعة: الكبر والحسد والغضب والشهوة.

فالكبر يمنعه الانقياد،

والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها،

والغضب يمنعه العدل،

والشهوة تمنعه التفرّغ للعبادة.

فاذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد، واذا انهدم ركن الحسد سهل

عليه قبول النصح وبذله، واذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع، واذا انهدم ركن

الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة.

وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن ابتلي بها،

ولا سيما اذا صارت

هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة، فانه لا يستقيم له معها عمل البتة ولا تزكو نفسه مع

قيامها بها

. وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة، وكل الآفات متولدة منها.

واذا

استحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، والمعروف في

صورة المنكر، والمنكر في صورة المعروف، وقربت منه الدنيا، وبعدت عنه الآخرة، واذا

تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها، وعليها يقع العذاب، وتكون خفته وشدته بحسب خفتها

وشدتها

. فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلا وآجلا، ومن أغلقها على

نفسه أغلق عنه أبواب الشرور، فانها تمنع الانقياد والاخلاص والتوبة والانابة وقبول الحق

ونصيحة المسلمين والتواضع لله ولخلقه.

ومنشأ هذه الأربعة من جهله بربه وجهله بنفسه

، فانه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال

 وعرف نفسه بالنقائص والآفات، لم يتكبر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدا على ما أتاه

الله،

 فان الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، فانه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله،

ويحب زوالها عنه ويكره الله ذلك. فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته،

 ولذلك

كان ابليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد. فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله

وتوحيده، والرضا به وعنه، والانابة اليه،

 وقلع الغضب بمعرفة النفس وأنها لا تستحق أن

يغضب لها وينتقم لها، فان ذلك ايثار لها بالغضب والرضا على خالقها وفاطرها، وأعظم ما

تدفع به هذه الآفة أن يعوّدها أن تغضب له سبحانه وترضى له، فكلما دخلها شيء من الغضب

والرضا له خرج منها مقابله من الغضب والرضا لها، وكذا بالعكس.

وأما الشهوة

 فدواؤها صحة العلم والمعرفة بأن اعطاءها شهواتها أعظم أسباب حرمانها اياها

ومنعها منها. وحميتها أعظم أسباب اتصالها اليها، فكلما فتحت عليك باب الشهوات منت ساعيا

في حرمانها اياها، وكلما أغلقت عنها ذلك الباب كنت ساعيا في ايصالها على أكمل الوجوه.

فالغضب

 مثل السبع اذا أفلته صاحبه بدأ بأكله، والشهوة

 مثل النار اذا أضرمها صاحبها بدأت بحرقه،

والكبر

 بمنزلة منازعة الملك ملكه فان لم يهلكك طردك عنه،

 والحسد

 بمنزلة معاداة من هو أقدر منك،

 والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق الشيطان من ظله

. ومن تغلبه شهوته

وغضبه يفرق من خياله (أي يخاف).

 



--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment