Thursday, April 30, 2009

التقوى

التقوى

وأما التقوى فهي مصدر، والمتقي اسم فاعل من قولهم: وقاه فاتقى. وفي الشريعة: الذي يقي نفسه تعاطي ما يستحق به العقوبة من فعل أو ترك. ( تجنب غضب الله )

وعن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله تعالى: (هُدىً للمُتَّقينَ) قال: (هم الذين يحذرون من الله عقوبته .. في ترك ما يعرفون من الهدى أو يرجون رحمته في التصديق بما جاء منه).

وقال أبو هريرة رضي الله عنه لما سئل ما التقوى؟ قال: هل وجدت طريقاً ذا شوكٍ؟ قال: نعم. قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيتُ الشوك عدلت أو جاوزته أو قصّرت عنه قال: ذاك التقوى.

وقال أبو الدرداء: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال الذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلالٌ خشية أن يكون حراماً يكون حجاباً بينه وبين الحرام.

ولو لم يكن في هذا الباب إلا قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذو الفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ).

وأخرج أحمد والترمذي وحسّنه ابن ماجه والحاكم عن عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأسُ).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، التقوى ههنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمه وعرضه وماله). رواه البخاري ومسلم.

وأخرج ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أفضل الناس فقال: (التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد).

وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ( من سرَّه أن يكون أكرم الناس فليتقِ اللهَ).

رواه الحاكم والبيهقي والطبراني وأبو نعيم.

وعن جابر قال: (نزلت هذه الآية: (وَمَنْ يَّتِّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ        يَحْتَسِبُ) في رجلٍ من أشجع كان فقيراً خفيف ذات اليد، كثير العيال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: (اتق الله واصبر، فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء ابنٌ لهُ بغنمٍ كان العدوُّ أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها) فنزلت.

رواه الحاكم.

وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: (جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتلو هذه الآية: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) فجعل يرددها حتى تعب فقال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم).

رواه الحاكم والبيهقي وابن مردويه.

قال البيضاوي: والتقوى على ثلاث مراتب: الأولى: التقوى عن العذاب المخلد بالتبري عن الشرك، وعليه قوله تعالى: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى).

والثانية: التجنب من كل مأثم من فعل أو ترك حتى الصغائر، وهو المعني بقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمنُوا وَاتَّقَوْا).

والثالثة: أن يتنّزه عما يشغل سره عن الحق، وهو التقوى الحقيقي المطلوب بقوله تعالى: (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ). انتهى.

 



--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

عن الفقر والكفر

عن الفقر والكفر..

 

  في "دار الإسلام" كل مخلوق له حق في الحياة الكريمة، بدءا بالحيوان، وصعودا الى الإنسان، مخلوق الله المختار. إذ يكفي أن يكون المخلوق من صنع الله. ليرتب له ذلك حقوقا في رفع كل صور المهانة والأذى عنه.

  وقصة المرأة التي كتب عليها ان تدخل النار في "هرة عذبتها" معروفة. والرجل الذي كتبت له الجنة لأنه سقى قلبا عانى من العطش لها دلالتها ومغزاها.

  وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز يؤرقه  أن الإبل في مصر تحمل فوق طاقتها، فكتب بنفسه إلى واليه هناك قائلا: أما بعد، فقد بلغني  ان الحمالين في مصر يحملون على ظهور الإبل ما لا تطيق. فإذا جاءك كتابي هذا، فامنع أن يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل* معجزة الإسلام عمر بن عبدالعزيز ـ خالد محمد خالد.

  وعندما يبصر في جولاته أناسا يحملون مقارع في أسفلها حديدة مدببة ينخسون بهوا دوابهم، فلا يكاد يستقر في مجلسه حتى يوقع قرار يحرم استخدام هذه المقارع!

  وعندما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن تشميس دود القز ليموت في نسيجه، ويستخدم منه الحرير الذي يستخدم في الصناعة ( وكان هذا الأسلوب معروفا في العراق على عصره)، كان رده: إذا لم يجدوا منه بدا، ولم يريدوا بذلك أن يعذبوه بالشمس. فهو يجيز إماتة الدودة، فقط إذا كانت من ضروريات الصناعة!

  هذا عن الحيوان في عالم الإسلام، فما بالكم الإنسان؟

  والإنسان في القرآن، هو المخلوق المكرم الذي سخرت من اجل إسعاده السموات والأرض، بل هو خليفة الله في هذه الأرض. هل يمكن أن يقبل له الإسلام أذى أو مهانة بأي قدر؟.. وهل هناك أذى للإنسان ومهانة لكرامته أكثر من الفقر، ذلك الذي "يذل أعناق الرجال"؟

  لقد كان طبيعيا، ومنسجما مع تكريم الله الإنسان، أن يقف الإسلام موقف الرافض العنيف للفقر، بل موقف الفزع الأكبر على الناس من الجوع، والمحرض الأكبر لهم على أن ينتزعوا بأظافرهم حقهم في القوت من الأغنياء.

  "الشيطان يعدكم الفقر، ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم" ـ البقرة: 268.

  وقد كان للرسول عليه الصلاة والسلام دعاء شهير يقول فيه" اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر. فقال رجل: أيعدلان؟، أي هل هما في مقام واحد، فكان رده نعم.

  وثمة دعاء آخر بنفس المعنى يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أظلم أو أظلم ـ رواه أبوداود والنسائي.

  وبنفس المنطق يجيء الحديث الشريف: كاد الفقر أن يكون كفر ـ رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس.

  وفي قول علي بن أبي طالب: لو كان الفقر رجلا لقتلته. ومن أقوال بعض السلف: إذا ذهب الفقر الى بلد قال له الكفر خذني معك! ومما قاله ذو النون المصري الصوفي: أكفر الناس، ذو فاقة لا صبر له. وقل في الناس الصابر!

  وقد نقل عن الإمام أبي حنيفة قوله: لا تستشر من ليس في بيته دقيق! إذ كيف يكون للرجل رأي مصيب وفكره مشغول بمشكلة قوته؟

  بعد "الرفض"، ما هو الحل الإسلامي للمشكلة؟ 

  ربما كان من أفضل الكتابات في معالجة هذه القضية ما كتبه أبو عبيد اللقاسم في مؤلفه الموسوعي "المال"، وما عرضه الفقيه الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه " مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام"، ورسالته العلمية التي نال بها الدكتوراه حول موضوع لصيق بالقضية هو: الزكاة. والدكتور القرضاوي يطرح حلولا أربعة كفلها الإسلام لمواجهة مشكلة الفقر. 

  فالأصل أن كل إنسان في عالم الإسلام مطالب بأن يعمل ما دام قادرا على ذلك " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا، فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" ـ الملك ـ والعمل قرين الجهاد " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله" ـ المزمل 10 و.. " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" ـ رواه البخاري .. و"اليد العليا خير من اليد السفلى" ـ رواه أبي عمر.

  والآيات والأحاديث وشواهد التاريخ الإسلامي معروفة لدى الكثيرين، وكلها تؤكد قيمة العمل وتعززها، بالأمر حينا، وبالنصح حينا، وبالتغريب مرة وبالترهيب مرة.

  بعد ذلك يجيء العنصر الثاني من حلول مشكلة الفقر، وهو: كفالة الموسرين  والأقارب، ذلك أن " أولو الأرحام أولى ببعض في كتاب الله" ـ الآية الأخيرة من سورة الأنفال ـ" إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" ـ النحل. ( لاحظ كلمة يأمر) ـ و .. " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" ـ متفق عليه. والتشريع الإسلامي هو الوحيد الذي ينفرد بإقرار هذا الحق للفقير تجاه قريبه الموسر.

  و"الزكاة" هي الحل الثالث. وهي ليست أحد أركان الإسلام الخمسة فقط، ولا قرينة الصلاة فقط، ولكنها أيضا العبادة الوحيدة التي يمتد أثرها الى الناس بصورة مباشرة. فهذا مال يقتطع بنسبة معينة، ليوجه الى مصاريف محددة في المجتمع. بينما الأركان الأربعة الأخرى تقوم على علاقة الإنسان بربه. ولا تنعكس على الآخرين إلا في صورة غير مباشرة، بقدر انعكاس أداء شعائرها على خلق المسلم وسلوكه.

  ولخطورة الدور الذي تؤديه، فقد تشدد الرسول عليه السلام في شأنها حتى قال:" من أعطاها مؤتجرا ( أي طالبا للأجر والثواب) فله أجرها. ومن منعها فإنا آخذوها، وشطر ماله ( أي نصفه) غرمة من غرمات ربنا، لا يحل لآل محمد منها شيء".

  وهذا الحديث يقول الدكتور القرضاوي ـ يجيز لولي الأمر مصادرة نصف مال من امتنع عن أداء زكاته. وهو نوع من العقوبات المالية التي يتخذها الحاكم عند الحاجة تأديبا للممتنعين والمتهربين. وبذلك صارت الزكاة هي الركن الوحيد من اركان الإسلام الذي يخضع المسلم لعقاب دنيوي إذا قصر في أدائه.

  ولنفس السبب قاتل الخليفة الأول أبو بكر الصديق ومعه الصحابة، مانعي الزكاة. وقال كلمته المشهورة "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".

  وهو ما استند اليه فقيهنا ابن حزم في فتواه:" وحكم مانع الزكاة، إنما هو أن تؤخذ منه، احب أم كره، فإن مانع دونها فهو محارب، فإن كذب بها فهو مرتد، فإن غيبها ولم يمانع  فهو آت منكرا. فوجب تأديبه أو ضربه حتى يحضرها، أو يموت قتيل الله تعالى الى لعنة الله. المحلى جـ 11.

  وللزكاة ـ كما نعلم ـ مصارف ثمانية محددة " إنما الصدقات على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي  سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله، والله عليم حكيم" ـ التوبة 58، 60.

  والذي يتصل بموضوعنا ان هذه الزكاة فريضة على المال من صاحب المال الأصلي وواهبه سبحانه، وانها ليست تبرعا من الأغنياء، ولكنها حق الفقراء. "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" ـ الذاريات 19ـ.. وإن الهدف الأساسي لها هو إعانة ذوي الحاجة من المسلمين.

  وهناك من يحاول أن يصور العدالة الاجتماعية في الإسلام بانها "عدالة قائمة على الصدقات"، بمعنى التبرع ومد اليد. ويغيب عن هؤلاء أن الإسلام يعتبره مال الله في الأساس، وان نصيب الفقراء فيما لدى الأغنياء هو "حق" بالدرجة الأولى، وأن الزكاة ليست متروكة لتطوع القادرين وأمزجتهم، ولكنها فريضة  واجبة، تقتطع من مالهم إذا تقاعسوا عنها. أي أنها في حقيقتها " ضريبة" سنوية واجبة للحاكم المسلم، هدفها تحقيق التكافل في دار الإسلام، حتى لا يظل المال " دولة بين الأغنياء".

  لكن هذه الزكاة المفروضة ليست كل حق الفقراء فيما لدى الأغنياء، ولكنها الأدنى المفروض في الأموال. ولولي الأمر إذا لم تسد الزكاة حاجة فقراء المسلمين أن يأخذ المزيد من الأغنياء، بالقدر الذي يسد هذه الحاجة. والحديث الشريف صريح في ذلك "ان في المال حقا سوى الزكاة" ـ رواه الشيخان.

  والمصدر الرابع لمعالجة مشكلة الفقر هو الخزانة الإسلامية بمختلف مواردها. ففي أملاك الدولة الإسلامية، والأموال العامة التي تديرها وتشرف عليها، بالإستغلال او الإيجار أو المشاركة. وفي خمس الغنائم ـ إن وجدت ـ وفي مال الفيء وفي الخراج ( الضرائب العقارية).. في كل هذه الموارد نصيب للمحتاجين والمعوزين.

  "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم" ـ الحشر 7. ولنذكر قسم  الخليفة عمر بن الخطاب الى ذلك. إذ أن المقصود  بإشارته هم الذين يعيشون في دار الإسلام. وعمر نفسه هو الذي أثار انتباهه شيخ من يسأل الناس، فقال له: ما أنت يا شيخ؟ قال: ذمي ( وكان يهوديا) فرد عمر: ما أنصفناك؟.. أكلنا شيبتك ثم نضيعك في هرمك. وأخذه الى بيته فأعطاه ما وجده عنده، وارسل الى مسؤول بيت المال يقول: الى هذا وضربائه، فافرض لهم من بيت المال ما يكفيهم وعيالهم.

  ذلك أنه عندما يتصل الأمر بالفقر والحاجة، فإن القضية المطروحة تصبح قضية كرامة الإنسان، مجرد كونه إنسانا، مسلما أو غيرمسلم. والنص القرآني " ولقد كرمنا بني آدم"، ولم يقصر التكريم على مخلوق دون آخر.

  وليس الهدف من هذا كله أن يعيش الإنسان في عالم الإسلام عند حدود الكفاف. ولكن الهدف هو سد حاجة الإنسان قدر الإمكان، ليعيش حياة كريمة تليق بمخلوق الله المختار.

  والحديث الشريف يقول: من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا، أو ليس له زوج فليتزوج، أو ليس له دابة فليتخذ دابة ـ رواه الإمام أحمد وأبو داود. " وإذا كان الحديث واردا  في حق موظفي الدولة، إلا أن العلة التي اقتضت حصول الموظف على ذلك، وهي تحقيق كفاية للقيام بعمله بأمانة واستقرار، تقتضي توفير ذلك لجميع العاملين، ولو بإسهام من بيت المال" إشتراكية الإسلام ـ د. مصطفى السباعي.

  وعمر بن الخطاب هو صاحب القول: إذ أعطيتم فأغنوا.

  وقد سئل الإمام الحسن البصري عن الرجل تكون له الدار الخادم، أيأخذ من الزكاة؟.. فأجاب بأنه يأخذ ان احتاج، ولا حرج عليه. الأموال لأبي عبيد.

  وثمة اتفاق بين أئمة المذاهب الأربعة، حتى قال الأحناف: لا بأس بأن يعطى الزكاة من له مسكن، وما يتأثث به في منزله، وخادم، وفرس، وسلاح، وثياب البدن، وكتب العلم ان كان من أهله. واستدلوا على ذلك بقول الحسن اليصري ( كانوا يعدون الزكاة لمن كان يملك عشرة آلاف درهم من الفرس والسلاح والخادم والدار). والمعنى بذلك هم صحابة رسول الله  صلى الله عليه وسلم " لأن هذه الأشياء من الحوائج اللازمة التي لا بد للإنسان منها، فكان وجودها وعدما؛ سواء" بدائع الصنائع للكاساني جـ 2.

  وقد أفتى الفقهاء بأن العابد لا يستحق زكاة بينما العالم المحتاج يستحقها، لأن الأول ينفع نفسه والآخر ينفع الناس بعلمه! مشكلة الفقر ـ الدكتور يوسف القرضاوي.

  هؤلاء وأمثالهم، يعتبرون " أصحاب حاجة" يحق لهم نصيب من الزكاة!..

  أليس هذا أمرا مدهشا؟

  أليس مدهشا أيضا أن يعطى أحد المحتاجين ثلاثا من الإبل من بيت المال في عهد عمر بن الخطاب، فيحث عمر موظفي بيت المال على أن يزيدوا أمثاله ويقول: كثروا عليهم الصدقة وان راح على أحدهم مائة من الإبل"؟

  وأليس مدهشا أن يبلغ هذا الأحساس بالتكافل مدى يدفع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى أن يفرض لكل مولود مائة درهم، فإذا ترعرع زاده الى مائتين، فإذا بلغ زاده كذلك.

بينما عمر بن عبدالعزيز يطوف المنادون: أين المساكين؟ أين الغارمون ( المدينون)؟.. أين الناحكون ( الراغبون في الزواج)؟ أين اليتامى؟.. حتى قيل: ما مات عمر بن عبدالعزبز، حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله.

  وهذه الملابسات والشواهد، هي التي استند اليها ابن حزم في كتابه المحلى وهو يحدد الكفاية التي بدونها يصبح الإنسان فقيرا. إذ قرر أن أدنى ما يتحقق به المستوى الإنساني لمن يعيش في دار الإسلام هو: طعام وشراب ملائمين، وكسوة للشتاء وآخرى للصيف، ومسكن يليق بحاله. ( أي حقوق المأكل والملبس والمسكن).

  وإذا لم يتحقق هذا الحلم العظيم، ووقع المحظور، واستبد الفقر بالمسلم.. إذا جاع مثلا؟؟

  هنا ترتج الأرض والسماء، فهذا مخلوق الله المختار وخليفته على الأرض يتعرض لمذلة الفقر ومهانة السؤال. وهنا تقف النصوص الإسلامية موقفا بالغ الحزم والعنف، تجرم الحدث، وتدعو الى إزالة آثار الجريمة بكافة وسائل الترهيب والتحريض.

  هنا تتوالى الأحاديث:

*أيما أهل عرصة ـ منطقة أو حي سكن ـ أصبح فيهم أمرؤ جائعا، فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله ـ

*ثم هذا الحديث الخطير في مدلوله: إذا بات المؤمن جائعا فلا مال لأحد.

  ويعلق الدكتور علي البارودي على هذا الحديث في كتابه:" دروس في الإشتراكية العربية" بقوله إنه ما دام في المجتمع جائع واحد أو عار واحد،

فإن حق الملكية لأي فرد من أفراد هذا المجتمع لا يمكن أن يكون شرعيا، ولا يجب احترامه  ولا تجوز حمايته. ومعنى ذلك أن هذا الجائع يسقط شرعية حقوق الملكية إلى أن يشبع" العدل الاجتماعي ـ د. عماد الدين خليل.

  وقد حدث في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أصاب بعض المسلمين عطش شديد، فمروا على بئر، ولكن أصحابه رفضوا أن يشربوا منه "فلما وفدوا على عمر بالأمر فقال: هلا وضعتم فيهم السلاح" الخراج لأبي يوسف.

  ومشهور بيننا قول الصحابي أبو ذر الغفاري: عجبت لمسلم لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه!

  وفي المحلى (جـ 6) كتب ابن حزم عن المسلم الذي يشتد به الجوع، بينما يجد طعاما فيه فضل عن صاحبه، فيقول إنه "فرض على صاحب الطعام إطعام الجائع.. وله ـ الجائع أن يقاتل عن ذلك، فإن قتل فعلى قاتله القود ( القصاص) وان قتل المانع فإلى لعنة الله، لأنه منع حقا، وهو طائفة باغية. قال الله تعالى: فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله ـ الحجرات 9 ـ ومانع الحق باغ على أخيه الذي له الحق".

  وفي فقه الحنابلة إنه إذا مات المسلم جوعا فإن القادرين الذين حوله يعتبرون قتله، ويلزمون بدفع الدية عنه، لأنهم مسؤولون أمام الله عنه.

  وفي رأي فقهاء آخرين أن المسلم الجائع إذا مات وهو ينتزع حقه من القوت من الأغنياء يعتبر شهيدا، لأنه مات وهو يدفع ظلما اجتماعيا وقع عليه، " ومن مات دون مظلمته فهو شهيد" بنص الحديث الشريف، ثم إنه مات وهو يحاول أن يغيره بيديه منكرا، إذ هو مطالب بذلك شرعا. "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.." إلى آخر الحديث. وقبل أن نطوي هذه الصفحة ينبغي أن ننتبه الى أن هذه النصوص الأخيرة تتعدى الفقر بالناس، هي حالة الجوع.. أي منتهى الفقر.

  وبقي أن نتأمل على الجانب الآخر حالة معاكسة: منتهى الغنى!

 

من كتاب

القرآن و السلطان

فهمى هويدى

 

 



--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

كتاب لعنه جماعه الامه القبطيه - 1

تأسيس جماعة الامة القبطية

 

هل سمعتم عن جماعة الامة القبطية .. انها اخطر جماعة قبطية متطرفة واكثرها اجراما تحكم كنائس مصر منذ ان تخلصت من الأب يوساب بطريرك الاقباط النصارى فى بداية الخمسينات وشطبت اسمه من ذاكرة الاقباط النصارى ومن تاريخ الكنيسة .. لينفرد اتباعها بحكم الكنيسة القبطية مبتدعين قوانين مخالفة لمنهج الكنيسة المرقصية الارثوذكسية .. ضاربين بتعاليم المسيحية عرض الحائط ولنبدأ بسرد تاريخهم القذر وافعالهم الاجرامية ليس مع المسلمين فقط ولا مع المخالفين للعقيدة الارثوذكسية القبطية من المسيحيين باختلاف مللهم وكنائسهم ولكن مع الاقباط النصارى المنتسبين للكنيسة والرهبان والقساوسة وكبار الكهنة المخالفين لمنهجهم المنحرف .. نستعرض تاريخهم الملوث بالاجرام والقتل والتعذيب منذ نشأتها الى الآن .

تأسست تلك الجماعة فى اوائل القرن الماضى قبل ثورة 1919 على يد راهب يدعى انطونيوس .. تيمنا بابو الرهبانية الانبا انطونيوس مؤسس الرهبانية حسب معتقداتهم ( 251 م _ 356 م ) .. وهو نفس الاسم الذى اختاره الانبا شنودة فى بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا للاقباط .. وكان الراهب انطونيوس مؤسس جماعة الامة القبطية مثل اى راهب من رهبان الاديرة يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه فى الصلاه والعمل وغيرها .. ولكن مع دخول الارساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية مع الاحتلال الاجنبى لمصر وازدياد تواجدها حدث تغيير كامل فى منهجه الفكرى والعقائدى .. حيث خرج بنظرية فلسفية لخدمة الرب برؤيته مخالفة تماما لتعاليم الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت .. ومناقضة للمسيحية .. فقد دفعته غيرته وقلقه على الكنيسة القبطية وكراهيته لكنائس الغرب الى ان يبتدع فكرا متطرفا يحث به اتباعه على وجوب تصنيف اعداء الكنيسة وترتيبهم تبعا لحجم خطورتهم على وجودها ومن ثم تحديد افضل اساليب التعامل معهم لسحقهم .. لبناء كنيسة قبطية عظيمة واسعة النفوذ استعدادا لاستقبال المسيح فى الايام الاخيرة .. كنيسة يرضى عنها الرب ويبارك جنودها .. ووضع اعداء الكنيسة على الترتيب :

اليهود باعتبارهم المسئولين عن قتل وصلب المسيح حسب عقيدتهم .. ولم يعلنوا براءتهم وتوبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به .

الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها ألد اعداء الاقباط النصارى وكارهة لكنيستهم المرقصية منذ ان حكم الرومان بعد اعتناقهم المسيحية كنيسة الاسكندرية فى القرون الاولى للمسيحية وذاق الاقباط النصارى على ايديهم ألوان العذاب .. فقد اعتبرهم الرومان منحرفين عن المسيحية بخلطها بمعتقدات فرعونية وثنية .. وهم الى الآن يعتقدون ان القبطية مزيج من المسيحية مشوهة بمعتقدات متوارثة عن الفراعنة ف الاقباط النصارى يسمون باسماء الفراعنة الملعونين فى العهد القديم مثل رمسيس واحمس وغيرهم .. وهم يسمون باسماء آلهه الفراعنة الوثنيين مثل ايزيس وحورس وغيرها من الاسماء .. بالاضافة الى مراسم الموت والاربعين والخميس وغيرها واحتفالاتهم باعيادهم .. ووجد الراهب انطونيوس ان توافد ارساليات الكنيسة الكاثوليكية تدل على استمرار اطماعهم فى كنيسة الاسكندرية مما يشكل خطورة على الكنيسة القبطية واتباعها .

كنيسة البروتوستانت حيث يعتقد الاقباط النصارى بكفر تلك الكنيسة الغربية واسعة الانتشار ويعتبرونها كنيسة الشيطان منذ ان أسسها مارتن لوثر ويحرمون الزواج منهم ومن باقى الملل او ارتياد كنائسهم او الصلاه بها .

كافة ارساليات الكنائس الغربية الاخرى مثل الانجيلين الاولى والسبتيين وغيرها .

المسلمين منذ دخولهم مصر وتحول الاقباط النصارى للديانة الاسلامية ولكنه اعتبرهم اقل خطورة من مسيحى الملل الاخرى المخالفين لشرائع كنيستهم والمشوهين للعقيدة المسيحية بالرؤية الارثوذكسية القبطية .. وحيث لم يمثل المسلمون خطورة على كنائسهم او تحريم شعائرهم مثلما فعل الرومان بهم .

قوبلت تلك الفكرة باعتراض ورفض شديد من رهبان وكهنة الكنيسة القبطية .. واعتبره المتدينون انه بتلك البدعة الغريبة والتعاليم المستحدثة يعد خارجا عن المسيحية .. وأصروا على مراجعته ومحاولة تصحيح معتقداته واقناعه بالعدول عن تلك الفلسفات الغريبة حتى لو كانت الدوافع ورائها حبا للكنيسة .. وكان ان تأثر بتلك النزعة الشيطانية عدد قليل من الرهبان .. لفظتهم الكنيسة القبطية واعتبرت افكارهم خروج صريح عن تعاليم المسيحية ودعوة للكراهية والعداء وبداية لكنيسة شيطانية حديثة تحيد باقباط مصر الارثوذوكس بعيدا عن كنيستهم الاصلية ونذير شؤم ودمار وليست بناء لكنيسة الرب كما يزعمون .. وكانت تلك الفكرة العنصرية الشيطانية بداية لحدوث تصدع وانشقاق داخل الكنيسة القبطية الام .. رغم تناولهم لتلك الاحداث فى سرية تامة .. وكانت البداية ..

 

بدأت الفجوة تتسع بين افكار تلك الجماعة المتطرفة فكريا ( جماعة الامة القبطية ) وبين التعاليم المسيحية التى يعمل بها رجال الكنيسة القبطية .. وبدأت المواعظ تنتشر داخل الكنائس تحث الاقباط النصارى على عدم التاثر بتلك الافكار الهدامة التى تصل اليهم عن طريق اتباع تلك الجماعة المضللة على ان تظل تلك الامور سرا لا تناقش خارج الكنائس .. وازداد أعضاء تلك الجماعة المتطرفة حيث ساهمت تلك السرية فى تقليص حجم التصدى لها من قبل أجهزة الدولة لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية ( داخل الكنيسة ) .. وأدى الانشقاق بالراهب انطونيوس الى تأسيس دير فى اقاصى الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته .. ومهمته تفريخ معلمين جدد لنشر تعاليم الجماعة واجتذاب الشباب المتحمس لقبطيته والكاره لسواها .. ومع ازدياد الارساليات التبشيرية للكنائس الغربية بدأت اعداد تلك الجماعة فى ازدياد .. وبدأت اساليبهم تأخذ محورين الدعوة لافكار الجماعة والعمل بتلك الافكار .. فظهرت أول ثمارها اثناء ثورة 1919 حيث بدأ بعض رجال الكنيسة القبطية المتأثريين بافكار تلك الجماعة بالاهتمام بالامور السياسية والمشاركة فى الثورات .. والتى كانت تراها قيادات الكنيسة القبطية بدايه للخروج عن تعاليم الرب تبعا للنظرة المسيحية التى تفصل بين ماهو للرب وماهو لقيصر حتى لا تساق روحانيه المسيحية الى نزعات دنيوية باسم السياسة او الطموحات المادية .. ولم تعبأ الجماعة باستنكارات الكنيسة القبطية الام ولم تبد اهتمام لاعتراض قيادات الكنيسة على تلك الافكار .. ثم شاع المفهوم المبتدع والمستحدث بين اعضاء الجماعة القبطية القائل ( اطعن عدوك بخنجره .. أو بعدو لكما ) .. فالعدو الأول والرئيسى هو الارساليات التى تسعى لاستعادة كنيسة الاسكندرية من الاقباط النصارى وتعمل بجد وتنفق الكثير لتعميمها فى كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الاسلام والمسلمين .. والتى كان لدخول الاسلام أرض الكنانة مصر عظيم الاثر فى تقلص اتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديا.. رغم ان الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين فى جوهره يفوق عدائهما للاسلام مجتمعين لابعد الحدود .. وبدأ اعضاء جماعة الامة القبطية دراسة اساليب الارساليات والاستفادة منها فى طعنها بنفس الخنجر .. فالارساليات الكاثوليكية و الانجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم اناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحى مصر من الاقباط النصارى ببناء المدرس وتدريس اللغات الاجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ... وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية ابناءها بأن ينئوا بانفسهم بعيدا عن تلك الارساليات بكل اغراءاتها ومدارسها وافكارها .. اعتبرت جماعة الامة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الامكانيات التى تنفقها الارساليات دون التأثر بافكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات التى تنفقها تلك الارساليات على مدارس ومستشفيات الارساليات دون الاستدراج الى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الاقباط النصارى ببطلان عقائد كنائس تلك الارساليات دو ن اظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية .. وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الامة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة التى رأت فى الاستفادة من امكانيات الارساليات التى تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الارثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم واطماعهم .. ومرة اخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الامة القبطية ) المتطرفة باساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والتى ازداد اتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة التى تكتفى بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الامور من منظور قيادات واتباع جماعة الامة القبطية المنشقة والمتطرفة .

 

ازدادت حدة الصراع بين اتباع جماعة الامة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية التى اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتى وصلت الامور بينهما الى مايشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ماهو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الامة القبطية التى انضم اليها الكثير من الاقباط النصارى حيث وجد اتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع اطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الاجنبية التابعة للارساليات طبقة كبيرة من الاقباط النصارى تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطى بل والمصرى فى اتقانهم للغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الارساليات الغربية التبشيرية وصلت الى حد اعفاء معظم الدارسين الاقباط النصارى من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية فى اجتذاب الاقباط النصارى بعيدا عن كنيستهم الأم .. وقد ساهمت تلك الامتيازات والشهادات التى حصل عليها اتباع جماعة الامة القبطية خريجى تلك المدارس والجامعات فى اعتلائهم الوظائف الهامة وتوفير مكانة اجتماعية مرموقة لهم وصلت الى حد السيطرة على عصب الاقتصاد والسياسة فى الدولة وتقوية جسور قوية للعلاقات الخارجية مع الجهات الاجنبية ساهمت فى قيامهم بدور الوسيط بين اجهزة الدولة بقيادتها وجهات معنية فى دول الغرب .. فهم اتقن للغات واقرب بالانتماء للمسيحية من المسلمين حتى لو كان هذا الانتماء اسميا صوريا من منظور الكنيسة الغربية ورغم وجود خلافات جوهريه بين الكنيسة القبطية وكنائس الغرب لاتقل عن العداء بين المسيحية والاسلام من منظورهم ايضا .. خلافات تصل لحد العداء والكراهية بين تلك الكنائس وتكفير كل منهم للآخر واتهامه بالخروج عن المسيحية وتحريفها .. ووجدت قيادات جماعة الامة القبطية فى ذلك نصرا ساحقا قفز ب الاقباط النصارى خطوات متقدمة ونقلة ناجحة بكل المقاييس لافكار الجماعة .. اعتبرت الكنيسة القبطية ان هذا النجاح كاذب خادع مشوه وان افتتان قبطى واحد بتعاليم تلك الارساليات واتباعه لكنيسة غربية ضالة هى خسارة كبيرة للكنيسة القبطية .. بينما رأت قيادات جماعة الأمة القبطية ان افتتان بعض الاقباط النصارى بالارساليات وخروجهم عن الكنيسة القبطية ليس بالخسارة الكبيرة اذا ماقورنت بالامتيازات والمكاسب التى حققتها الجماعة بالاستفادة من امكانيات تلك الارساليات .. وبذلك تم طعن العدو بخنجره .. الاستفادة من امواله للارتقاء وطعنه بالعمل ضده .. وبدأت جماعة الأمة القبطية تخطو خطوات سريعة فى سنوا ت معدودة لتعميم نفوذها وتوسيع دائرة افكارها لبسط سيطرتها على الكنيسة القبطية بالتمادى فى ابتداع الاساليب الماكرة للوصول للهدف .. فرفعوا شعار يوحنا المعمدان ( مهدوا الطريق لقدوم الرب ) .. ولقى هذا النداء صدى كبيرا من الاستجابة فى اوساط المجتمع القبطى وكان حافزا على انضمام اعداد هائلة من الاقباط النصارى الارثوذكس الى الجماعة .. كما ساهم نفوذ اتباع الجماعة من ذوى المناصب الكبيرة بالدولة الى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطى اليهم لاتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الامة القبطية ملجأ وملاذ لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته مما زاد نفوذها والثقة بها ..

 

ورغم ان قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب انطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. الا ان دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالاسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الاقباط النصارى المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ ان فتحت مصر .. ورأى الكثير ان الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والافكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى الى انهيار العلاقات الطيبة مع اخوانهم من المصريين المسلمين والتى دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فان دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة واتباعها المتمسكين بتعاليمها .. فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة الى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطى الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثى التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة فى ذلك الوقت و البعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الدينى بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم فى طموحاتهم وتحقيق الذات .. واصبح هناك عامل أساسى يجمع بين أعضاء واتباع الامة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة انقاذها من انياب اعدائها .. لذا فان دافع العداء لغير القبطى الارثوذوكسى هو الوازع الأساسى وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف .. حتى أخذهم التطرف الى تصور انهم جنود يسوع الذى وكل اليهم مهمة استعادة كنيسة الرب فى مصر واعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من اى وجود سواها .. وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الاقباط النصارى من مثقفى مصر وذوى المناصب العليا فى شتى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الاقباط النصارى هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ( جماعة الأمة القبطية ) .. بل من الاعضاء المهمين الذين يوكل اليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة .. فمعظم الاقباط النصارى أصحاب الاموال والنفوذ ان لم يكن كلهم هم من الاعضاء المهمين الممولين لنشاطات جماعة الامة القبطية وهم اعمدة هامة فى ثبات تلك الجماعة .. ومنهم الكثير من الاسماء المشهورة ذائعة الصيت من الاقباط النصارى داخل وخارج مصر فى جميع المجالات بما فيها الفن والاعلام والسياسة والاتصالات والاقتصاد .. بل ويصعب على الكثير التصديق أو مجرد تصور ان معظم قيادى الكنيسة القبطية الحالية هم من تلامذة قيادى جماعة الأمة القبطية .. وكانوا من هذه النوعية من الشباب المتحمس لقبطيته المنتمى للتيارات الفكرية المختلفة وكانوا يعملون فى مجالات بعيدة عن الدين فكان من السهل التأثير عليهم وتأهيلهم للقيام بأدوار هامة لخدمة أهداف الجماعة ومنهم .. عازر يوسف عطا والذى اصبح فيما بعد البابا ( كيرلس السادس ) وكان يعمل فى مجال السياحة وهى ابعد مجال عن الاهتمامات الدينية وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الامة القبطية .. واصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم واصبح له تلامذه ومنهم .. الدكتور سعد عزيز ( الأب متى المسكين ) فيما بعد والذى كان بعيدا عن الدين وكان منجذب للفكر الشيوعى ويعمل صيدلى ويمتلك صيدلية بمدينة دمنهور .. واعتنق فكر الجماعة واصبح احد تلامذة عازر يوسف عطا ( البابا كيرلس ) .. ثم اصبح معلما فيما بعد لتلامذة اكثر عنصرية لافكار جماعة الامة القبطية ومنهم .. نظير جيد ( الانبا شنودة ) بابا الاقباط النصارى حاليا وهو احد التلامذة التسع للاب متى المسكين فى دير السريان وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ .. وجميعهم احدثوا انقلابا شاملا لم يحدث من قبل فى تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية ... وبذلك حلت تعاليم الأمة القبطية محل تعاليم المسيحية الارثوذكسية للكنيسة القبطية .

 

كان لنجاح رهبان الأديرة ( المنتمين لفكر جماعة الامة القبطية ) فى اجتذاب عدد من الجامعين والمثقفين واصحاب النفوذ وكذلك رجال الدين اسوأ الاثر على سلطة الكنيسة القبطية .. واستطاعوا اختراقها والتأثير على قراراتها بممارسة كافة الضغوط عليها .. سواء شعبية من قبل الاقباط النصارى الذين اعتنقوا افكار الجماعة .. او بالضغوط المالية من الطبقات المميزة من الباشوات المسيحين الاقباط وأصحاب النفوذ والمال وذوى المناصب الرفيعة بالدولة الذين تربوا على ايدى ومناهج قيادات جماعة الامة القبطية .. حتى وصلت نفوذ تلك الجماعة للتدخل فى اختيار البطريرك .. وكان القمص سرجيوس المعروف فى تاريخ ثورة 1919 وصاحب صحيفة ( المنارة المرقصية ) ثم ( المنارة المصرية ) من اقطاب المتحمسين لفكر الجماعة .. وامعانا فى التضليل اطلقت الجماعة مفهوم الاصلاحيين على اعضائها لتعطى لتواجدها الحق فى التدخل فى شئون الكنيسة .. ونجحوا بمساعديهم من رجال الدين داخل الكنيسة من ترشيح الانبا مكاريوس 1942 .. ولكن خابت ظنونهم وآمالهم فيه فلم يكن على قناعة بأفكارهم ولم يكن من السهل عليه تفضيل تلك الافكار العنصرية الهدامة والاساليب الماكرة على التعاليم المسيحية ..واحتد الخلاف بينهم الى ان ترك منصب البابوية زاهدا فيه واقام بقية عمره فى احد الاديرة حتى توفى بعدها بسنوات قليلة .. واستعاد رجال الكنيسة الام من المحافظين على تعاليم المسيحية القبطية بعض نفوذهم وانتخبوا الاب يوساب الثانى بطريركا للكنيسة القبطية لورعه واخلاصه لتعاليم الكنيسة .. وكانت تلك المرحلة من اسوأ مراحل جماعة الأمة القبطية وأيضا من أخطر الفترات فى تاريخ الكنيسة الارثوذكسية القبطية .. والتى دفع الأنبا يوساب الثانى حياته ثمنا لرفضه تعاليم تلك الجماعة الاجرامية .

ومن منظور جميع المخلصين لتعاليم المسيحية الارثوذكسية القبطية وكل المعاصرين لفترة الانبا يوساب الثانى من الاقباط النصارى سواء مما اتفقوا معه فى حكمته وورعه فى قيادته للكنيسة أو ممن اختلفوا معه من هؤلاء المنتمين لافكار الجماعة فان احدا لم يستطع ان ينكر عليه طيبته وخلقة الكريمة وورعه فى الصلوات ونقاء وصفاء قلبه .. لم يجرأ احد من اعداءه على التطاول عليه بالوصف او الذم مثلما فعلوا بالبطاركة قبله ممن تصدوا لهم .. أو ان ينال من صفاته بشىء ..ورغم ضعف صورته وهيئته وكبر سنه الا ان تاريخ الكنيسة يشهد له بالجهد الكبير الذى بذله والذى يفوق امكانياته الصحية وشيخوخته للتصدى لتلك الجماعة بكل ما أوتى من قوة وجهد واصرار على استعادة و ترسيخ تعاليم المسيح بالكنيسة وازالة كل ماتعلق بالاذهان من تعاليم تلك الفئة الضالة .. فقام باختيار مساعديه وحاشيته من رجال الدين الابرار الذين لم تلوث عقولهم وقلوبهم بتعاليم تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وقام بتطهير الكنائس والاديرة من شرذمة تلك الجماعة التى استطاعت اختراقها والتأثير على المجتمع القبطى لحد ان اعضاء تلك الجماعة المنتمين لفكرها المريض كاد ان يقارب المليون وهو عدد رهيب بالقياس لتلك الفترة والتى يقترب من عدد الاقباط النصارى كلهم .. وكان لا يتكاسل عن تنحية اى راهب أو رجل دين مهما كانت مكانته الكهنوتية .. قام باعادة الخطاب الدينى الروحانى الذى يعيد للمسيحين الاقباط النصارى الصفاء بدلا من تلك الخطابات التحريضية التى انتشرت من قبل أعوان تلك الجماعة .. وكان يرى بحكمته آمان الكنيسة و الاقباط النصارى جزء لا يتجزأ من أمن المسلمين الذين احاطوها بالرعاية منذ ان فتحت مصر ... وحافظوا على الاديرة والكنائس وصوامع الرهبان .. واحترموا حرية الاقباط النصارى فى اقامة شعائرهم بأمان .. بل ويشهد لهم بحسن العشرة والوئام .. محذرا اياهم انه لولا المسلمين لانقض الاستعمار بارسالياته التبشيرية وأزال كنيسة الاقباط النصارى وأباد اتباعها من ارض مصر مثلما فعل الرومان المسيحين بأقباط مصر عام 284 ميلادية والذى سمى بعصر الدماء واتخذه الاقباط النصارى بداية للتقويم القبطى .. ذكرى لشهداء اسنا واخميم الذين ابيدوا عن آخرهم بسيوف المسيحيين الرومان .. المنتمين لكنيسة روما ( الكنيسة الكاثوليكية الحالية ) .. وكان يرى ان احترام العهود التى اتخذتها الكنيسة مع المسلمين منذ ان فتحت مصر هو واجب دينى يلزمه الخلق المسيحى باحترام العهود وعدم نقضها .. كما كان يرى فى اساليب تلك الجماعة من مكر ونفاق وخداع خلق لا تليق بمسيحى يحترم عهوده مع الرب .. حتى انه قام بتنحية الراهب ( متى المسكين ) معلم الانبا شنودة البطريرك الحالى للاقباط والأب الروحى له .. بعد ان علم الانبا يوساب بالافكار الضالة لهذا الراهب وحقيقة انتمائة لتلك الجماعة .. وكان قد اختاره كاحد الرهبان ليكون وكيلا للبطريركية بالاسكندرية .. وما ان تولى الراهب متى المسكين هذا المنصب و قام بحملة عزل لرجال الدين المخلصين لتعاليم الكنيسة واستبدلهم بمن هم منتمين لافكار جماعة الامة القبطية .. وعندما علم الانبا يوساب الثانى بنشاطاته المريبة والتى تتعارض مع قوانين الكنيسة وتعاليم المسيحية قام بمراجعته وعزله عن القيام بالاعمال الهامة فقدم الاب متى استقالته مفصحا عن مخالفته لقوانين الكنيسة وانتمائه لفكر تلك الجماعة ..وكان هذا قبل نهايه عهد الانبا يوساب بعدة شهور .... ولكن مازالت فى تلك الفترة الحرجة من تولى الانبا يوساب كثير من التفاصيل الهامة .. والتى سنسرد احداثها الهامة باذن الله.



--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

خطر الشيعة


خطر الشيعة د. راغب السرجاني

يرى الكثير من المسلمين أن تحديد موقف معيَّن من الشيعة أمر صعب، وشيء محيِّر، ومردُّ هذه الصعوبة إلى أشياء كثيرة..

من هذه الأشياء مثلاً فَقْد المعلومة؛ فالشيعة بالنسبة لكثير من المسلمين كيان مبهم، لا يعرف ما هو، ولا كيف نشأ، ولا يلقي نظرة على ماضيه، ولا يتوقع مستقبله، وبالتالي فعدد كبير جدًّا من المسلمين يعتقد أن الشيعة ما هي إلا أحد المذاهب الإسلامية كالشافعية أو المالكية أو غيرها من المذاهب، ولا يدري أن اختلاف السُّنَّة عن الشيعة ليس في الفروع فقط، ولكن في كثير من الأصول أيضًا.

ومن الأشياء التي تُصعِّب الموقف أيضًا أن كثيرًا من المسلمين غير واقعيين ولا عمليين، فهو يلقي بالأحلام المتفائلة هكذا دون دراسة، فتراه ينادي -وكأنه يتكلم بلغة العقل- ويقول: لماذا التناحر؟ هيَّا لنجلس وننسى خلافتنا، ويضع السُّنِّي يده في يد الشيعي في طريق واحد، طالما أننا جميعًا نؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، وينسى أن الأمر أعقد من هذا (بكثير)؛ فعلى سبيل المثال فإن الذي يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر ولكنه يستحل الخمر أو الزنا مثلاً يَكْفُر، واستحلال الأمر يعني أنه يراه حلالاً، وينكر تحريمه في القرآن أو السُّنَّة، وإذا أخذنا هذا المنطلق في الرؤية فإننا سنرى أمورًا خطيرة جدًّا في قصة الشِّيعة تحتاج إلى وقفات مهمَّة من علماء الشريعة لتحديد حكم الدين في البدع الشيعيَّة الهائلة.

الشيعة واليهود
الشيعة واليهود
 ثم إنّه من الأشياء التي تُصعِّب الأمر -أيضًا- كثرة الجراحات الإسلامية في أكثر من قُطر من أقطار المسلمين، وكثرة الأعداء من يهود وصليبيين وشيوعيين وهندوس وغيرهم، فيرى بعض المتعقلين ألاَّ نفتح جبهة جديدة من الصراع، وقد يكون هذا صحيحًا من جانب لو أنّ هذه الجبهة مغلقة، ونحن نحاول فتحها، أما إذا كانت بالفعل مفتوحة على مصراعيها، والأذى يأتي منها صباحَ مساءَ، فإنَّ السكوت هنا يعدُّ رذيلة، وليس هناك داعٍ للسؤال المتكرِّر على ألسنة الكثيرين: هل هم أخطر أم اليهود؟! فإنَّ هذا السؤال أريد به إسكات ألسنة الموقظين لهمَّة الأمة، وإحراج العاملين على حفظها وحمايتها، وأنا أردُّ على هؤلاء وأقول لهم: وما المانع أن يتصدى المسلمون لخطريْن داهميْن في وقت واحد؟ وهل المسلمون السُّنَّة هم الذين يبحثون عن حُجَّة للهجوم على الشيعة، أم أن الواقع يثبت بأكثرَ من دليلٍ أنّ الأذى يأتي من ناحيتهم؟

ولقد سردنا التاريخ الشيعي في المقاليْن السابقين مقال أصول الشيعة، ومقال سيطرة الشيعة، ورأينا التعديات الشيعية الصارخة على الأمة الإسلامية، وما أحسبُ واقعنا يختلف كثيرًا عن ماضينا، بل إنني أشهد أن التاريخ يكرِّر نفسه، وأن الأبناء ورثوا حقد الآباء والأجداد، ولا يُتوقع خير ممن يزعم بفساد جيل الصحابة إلا النَّدرة منهم، وهو تكذيب صريح لقول رسولنا r: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي"[1]، وهو حديث في البخاري ومسلم وغيره من كتب الصِّحاح والسُّنن والمسانيد.

إنّ واقع الشيعة في زماننا الآن -ليس في الماضي فقط- أليمٌ أليم..

ودعونا نراجع أمورًا مهمَّة تجعل الرؤية أوضح عندنا، ومِن ثَمَّ تعيننا على تفهُّم الموقف الأمثل الذي يجب أن نأخذه من الشيعة، ونعرف عندها هل يجب أن نتكلم أم السكوت أفضل!

أولاً: الجميع يعلم موقف الشيعة من صحابة رسول الله r بدءًا من أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان بن عفان y، ومرورًا بأمهات المؤمنين، وعلى رأسهن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وانتهاءً بعامَّة هذا الجيل العظيم، فكتُبهم ومراجعُهم، بل وعقيدتُهم وأصولهُم، تزعمُ بفسق هذا الجيل أو رِدَّته، وتحكمُ بضلال غالبيته، وتتهمهم بإخفاء الدين وتحريفه!.

وهنا هل يجب أن نراقب ونسكت منعًا لحدوث فتنة كما يقولون؟!

وأيُّ فتنةٍ أعظم من اتِّهام هذا الجيل الفريد بالفساد والكذب؟!

فلتراجعوا معي كلمة عميقة قالها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "إذا لَعَنَ آخرُ هذه الأمَّة أوَّلها، فَمَنْ كان عنده علمٌ فليظْهره، فإنَّ كاتم ذلك ككاتم ما أُنزل على محمدٍ r"[2].

هل أدركتم مدى العمق الذي في الكلمة؟!

إن الطعن في جيل الصحابة ليس مجرَّد طعن في قومٍ قد أفضَوا إلى ما قدّموا، وليس كما يقول البعض: إن هذا الطعن لن يضرّهم؛ لأنهم في الجنة على رغم أنوف الشيعة وأمثالهم، ولكن الخطير جدًّا في الأمر أن الطعن في الصحابة هو في حقيقة الأمر طعن مباشر في الدين، فنحن لم نتلقَّ الدين إلا عن طريق هؤلاء الصحابة y، فإذا ألقيت ظلالاً من الشكوك حول أخلاقهم ونيَّاتهم وأعمالهم فأيُّ دينٍ سنتبع؟ لقد ضاع الدين إذا سلّمْنا بذلك، وضاعت أحاديث رسول الله r وأوامره، بل إننا نقول للشيعة: أيُّ قرآن تقرءون؟! أليس الذي نقل هذا القرآن هو عامة الصحابة الذين تطعنون فيهم؟ أليس الذي قام بجمع القرآن هو أبو بكر الصديق t الذي تزعمون تحايله على الخلافة؟ فلماذا لم يحرِّف القرآن كما حرَّف السُّنَّة في زعمكم؟!

إن رسولنا r يقول في الحديث: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المهديين مِنْ بَعْدِي"[3]. فسُنَّة الخلفاء الأربعة جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، وما قام به أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ من أحكام ومواقف هو حُجَّة على كل المسلمين في كل وقت ومكان، وإلى يوم القيامة، فكيف يمكن قبول الطعن فيهم؟!

لذلك تجد علماءنا الأفاضل كانوا ينتفضون إذا رأوا رجلاً يتطاولُ على الصحابة بكلمة؛ فأحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يقول: "إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله r بسوءٍ، فاتهمه على الإسلام"[4]. ويقولالقاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاءُ في سبّ الصحابة؛ إن كان مستحلاًّ لذلك كَفَرَ، وإن لم يكن مستحلاًّ لذلك فَسَقَ"[5]. ويقول أبو زرعة الرازي: "إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص من أصحاب النبي r، فاعلم أنّه زنديق"[6]. أما ابن تيمية فيقول : "من زعم أنّ الصحابةَ ارتدُّوا بعد رسول الله r إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو أنهم فسّقوا عامَّة الصحابة فلا ريب في كفره"[7].

إن كلّ هذه الشدة على الذين ينتقصون الصحابة؛ لأنّ الصحابة هم الذين نقلوا الدين لنا، فإذا انتقص أحدٌ منهم فهو يشكِّك في الدين نفسه، كما أن هذا الجيل العظيم قد جاء مدحُه في آيات القرآن الكريم، وفي أحاديث النبي الأمين r في مواضعَ كثيرة لا حصر لها؛ مما يجعل الطعن فيهم تكذيبًا لله ولرسوله.

ولعلَّ هناك من يقول إننا لم نسمع فلانًا أو علاّنًا من الشيعة يطعن في الصحابة، وهؤلاء أريد لفت أنظارهم إلى ثلاث نقاط..

الأولى: هي أن الشيعة الاثني عشرية تعني من الأساس أن الصحابة تآمروا على علي بن أبي طالب t، وعلى أل البيت، وعلى الأئمة الذين يعْتَقدُ فيهم الشيعة، ومِن ثَمَّ فليس هناك شيعي اثنا عشري (إيران والعراق ولبنان) إلاّ ويعتقد بفساد الصحابة، ولو اعتقد بصلاحهم لانهار مبدأ الشيعة من أساسه؛ ولذلك فمن المسلَّم به أنّ كلّ الشيعة من الزعماء والأتباع لا يوقِّرون الصحابة ولا يحترمونهم، ولا يأخذون عنهم الدين بأيِّ صورة من الصور.

مناظرة القرضاوي رافسنجاني
مناظرة بين القرضاوي ورافسنجاني
وأما النقطة الثانية فهي أن زعماء الشيعة يتهربون دومًا من المواقف التي تُظهر بغضَهم الشديد للصحابة، وإن كان يظهرُ في بعض كلماتهم أو مواقفهم، كما يقول الله U: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ[محمد: 30]. وقد شاهد الجميع المناظرة التي كانت بينالدكتور يوسف القرضاوي -حفظه الله- وبين رافسنجاني على قناة الجزيرة، وشاهدنا كيف هرب رافسنجاني من كل المحاولات التي بذلها الدكتور القرضاوي لجعله يذكر خيرًا في حق الصحابة أو أمهات المؤمنين. وعندما سُئل خامنئي -قائد الثورة الإيرانية الحالي- عن حكم سبّ الصحابة، لم يقل: إن هذا خطأ أو حرام، إنما أجاب إجابة باهتة قال فيها: إن أي قول يؤدِّي إلى الفُرقة بين المسلمين هو بالقطع حرام شرعًا. فحرمة سب الصحابة عنده لكونها تفرِّق بين المسلمين، وليس لكونها حرامًا في حدِّ ذاتها، ونشرت ذلك صحيفة الأهرام المصرية يوم 23 من نوفمبر 2006م.

وأما النقطة الثالثة فهي الانتباه إلى عقيدة التَّقِيَّة التي تمثل تسعة أعشار الدين عندهم كما يقولون، وهي تعني أنهم يعتادون على قول ما يخالف عقيدتهم طالما كانوا غير ممكنين، أما عند التمكين فإنهم يظهرون ذلك بوضوح. ولقد مرَّ بنا تاريخ الشيعة، ورأينا أنه عند السيطرة على بلاد السُّنِّية كالخلافة العباسية في العراق وكمصر والمغرب وغير ذلك، فإنهم كانوا يُظهِرون فورًا سبَّ الصحابة، ويجعلون ذلك أصلاً من الأصول عندهم.

إذن يتبين لنا من خلال هذه المسألة ضرورة الكلام لتبيين الحقيقة في أمر الصحابة الكرام، وإلا فإنَّ الساكت عن هذا الحق شيطان أخرس، وستكون عقبات السكوت هنا ضياع الدين نفسه.

ثانيًا: خطورة التشيُّع في العالم الإسلامي.. ولا شكَّ أن التشيع يسير بخُطا حثيثة في كثير من بلاد العالم الإسلامي، ولم يعُدْ في الأماكن التقليدية التي اعتاد أن ينتشر فيها كإيران والعراق ولبنان، إنما يجري الآن -وبقوة- في البحرين والإمارات وسوريا والأردن والسعودية ومصر وأفغانستان وباكستان وغير ذلك من بلاد المسلمين، والأخطر من ذلك هو اعتناق الكثيرين لأفكار الشيعة ومبادئهم دون أن يظنوا أنفسهم شيعة. ولقد وصلت إلينا بعد هذه المقالات أعداد هائلة من الرسائل التي يدَّعِي أصحابها أنهم من السُّنَّة، ولكنها تفيض بأفكار الشيعة ومناهجهم. وليس خافيًا علينا الحملات العشواء التي تُشنُّ على الصحابة في صفحات الجرائد، وعلى الفضائيات في البلاد السُّنية، ولعلَّ من أشهرها في الأيام الأخيرة الحملة التي شنّتها إحدى الجرائد المصرية على السيدة عائشة رضي الله عنها، والحملة التي شنتها جريدة أخرى على البخاري ـ رحمه الله ـ ، وكذلك البرامج الفضائية التي يقدِّمها إعلامي مشهور، ويتناول فيها الصحابة بالتجريح في كل حلقة.

ويضيف إلى صعوبة الأمر، وعدم إمكان السكوت عليه، هو التزاوج بين مناهج الشيعة ومناهج الصوفية، بدعوى اشتراك الطرفين في حبِّ آل البيت. وكما نعلم فإنَّ المذاهب الصوفية تنتشر في عدد كبير من بلاد العالم الإسلامي، وهي مصابة بعدد كبير جدًّا من البدع والمنكرات، وتلتقي مع الشيعة في بعض الأمور كتقديس قبور آل البيت، ومِن ثَم فانتشار الشيعة متوقع في ظل شيوع الفرق الصوفية في بلاد المسلمين.

الشيعة يقتلون أهل السنة
الشيعة يقتلون أهل السنة
 ثالثًا: الوضع في العراق خطير جدًّا، وقتل المسلمين السُّنَّة بسبب هويتهم أصبح متكررًا ومألوفًا، ولقد ذكر الأمين العام لجبهة علماء المسلمين السُّنة في العراق حارث الضاري أن هناك أكثر من مائة ألف سُنِّي قتلوا على يد الشيعة في الفترة من 2003 إلى 2006 فقط، إضافةً إلى عمليات التهجير المستمرة من بعض الأماكن لتسهيل حكم الشيعة لها، وفوق ذلك فالمهجَّرُون خارج العراق معظمهم من السنة، وهذا يؤدِّي إلى تغيير خطير في التركيبة السكّانية ستكون لها عواقب ضخمة. والسؤال: هل فتنة طرح قضية الشيعة أخطر من فتنة قتل هذه الأعداد الهائلة من السُّنَّة؟ وإلى متى السكوت عن هذا الأمر، والجميع يعلم التأييد الإيراني الشامل لعمليات قتل السُّنة على الهوية؟!

رابعًا: الأطماع الإيرانية في العراق واضحة، بل هي معلنة وصريحة، ولقد دارت قبل ذلك حرب طويلة بين البلدين استمرت ثماني سنوات كاملة، والآن الطريق مفتوح، خاصةً أنّ العراق تمثِّل أهمية دينية قصوى للشيعة، حيث تحوي العتبات المقدَّسة، وبها قبور ستة من الأئمة عند الشيعة؛ ففيها قبر الإمام علي بن أبي طالب t في النجف، وقبر الحُسين t في كربلاء، وقبر موسى الكاظم ومحمد الجواد وكلاهما في الكاظمية ببغداد، وقبر محمد الهادي والحسن العسكري في سامِرّاء، هذا إضافةً إلى كثير من القبور الوهميَّة لعدد من الأنبياء مثل آدم ونوح وهود وصالح في النجف الأشرف، وكلها -كما هو معلوم- ليست صحيحة.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشيعي
رئيس الوزراء العراقي نور المالكي الشيعي
 ويضيف إلى خطورة الطمع الشيعي في العراق، أن أمريكا تقف إلى جوار هذا الطمع وتؤيده، وكلنا يرى الحكومة الشيعية التي ترعاها أمريكا وتؤيدها، ولا تُجدِي هنا تمثيليات تبادل الاتهامات بين إيران وأمريكا، فإنَّ أمريكا لا تفكر مطلقًا في ضرب إيران كما وضحنا في مقال "بعبع تحت السيطرة"، لكن الذي يُقلِق بشكل أكبر ليس الطمع في بترول العراق أو ثرواته فقط، وليس مجرَّد توسيع رقعة سيطرة الشيعة، ولكن الأدهى هو جعل هذا الإجرام والتوحش جزءًا من الدين عندهم؛ فالشيعة يعتبرون الصحابة وأتباعهم من السُّنَّة، من الذين ناصبوا أهل البيت العَداء، ويسمُّوننا لذلك بالناصبة أو النواصب، مع أننا أشد توقيرًا لأهل البيت منهم،
الخوميني
الخوميني
ويصدرون أحكامًا خطيرة نتيجة هذه التهمة، فيقول  الخومينيمثلاً: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخُمُس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحوٍ كان، ووجوب إخراج خمسه"[8]. وعندما سُئل إمامهم محمد صادق الروحاني عن حكم من ينكر إمامة الأئمة الاثني عشر قال كلامًا عجيبًا! فقد قال: "إن الإمامة أرفع مقامًا من النبوة، وإن إكمال الدين كان بنصب الإمام أمير المؤمنينu بالإمامة، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[المائدة: 3]، ومَن لا يعتقد بإمامة الأئمة الاثني عشر يموت كافرًا"[9]. وقد ذكرنا في مقال "أصول الشيعة" أن الخوميني ذكر في كتابه الحكومة الإسلامية أن الأئمة يصلون إلى درجة لم يبلغها ملكٌ مقرَّب ولا نبي مرسل؛ فعدم الاعتراف بهم أقوى من عدم الاعتراف بالرسول r، وهذا يفسِّر منطلق التكفير عندهم، والذي يستتبعه استحلال دماء السُّنَّة في العراق وغيرها، ومِن ثَم حتمية ضم العراق إلى سلطانهم لما تحويه من مقدسات شيعية موجودة بأيدي من يكفِّرونهم.

علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي
علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام بمكتب خامنئي
خامسًا: لا يقف التهديد المباشر عند حد العراق فقط، فالأطماع متزايدة في دول المنطقة، وهم  يعتبرون البحرين جزءًا من إيران، وصرح بذلك رئيس التفتيش العام علي أكبر ناطق نوريفي مكتب قائد الثورة خلال الاحتفال بالذكرى الثلاثين للثورة الإيرانية حيث قال: "إن البحرين كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني الإيراني"[10].

 ولا يخفى علينا أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية مهمَّة في الخليج العربي، كما أنهم يتزايدون بشكل كبير في الإمارات، حيث بلغت نسبتهم هناك 15% من عدد السكان، ويسيطرون على مراكز التجارة خاصةً في دبي.

والوضع كذلك في السعودية ليس مستقرًّا؛ فمنذ الثورة الإيرانية في عام 1979م والاضطرابات تتكرر في السعودية، بل إنها كانت مباشرة بعد الثورة الإيرانية، حيث قامت مظاهرات شيعية في القطيف وسيهات، كان أشدها في يوم 19 من

الجزر الإماراتية المحتلة
الجزر الإماراتية المحتلة
نوفمبر سنة

1979م، وكانت الأمور تتفاقم أحيانًا إلى درجة التظاهر والتخريب في بيت الله الحرام، كما حدث في موسم الحج في سنة 1987م، وسنة 1989م، بل إنه بعد سقوط نظام صدام حسين قامت 450 شخصية شيعية في السعودية بتقديم عريضة إلى ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله يطالبون فيها بمناصب عليا في مجلس الوزراء والسلك الدبلوماسي والأجهزة العسكرية والأمنية، ورفع نسبتهم في مجلس الشورى.

 

 ولقد صرح علي شمخاني -كبير المستشارين العسكريين لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية- أنه في حالة ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية، فإنَّ

علي شمخاني كبير المستشارين العسكريين لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية
علي شمخاني كبير المستشارين العسكريين
إيران لن تكتفي بضرب المصالح الأمريكية في الخليج، بل إن إيران ستستخدم الصواريخ الباليستية في ضرب أهداف استراتيجية في الخليج، وكذلك مضخات النفط ومحطات الطاقة في دول الخليج العربي، وهذا التصريح نشرته مجلة التايمز البريطانية في يوم الأحد 10 من يونيو 2007م.

هل هذا هو كل شيء؟!

أبدًا.. هناك الكثير والكثير مما لم نذكره بعد.

فقد ذكرنا في هذا المقال خمس نقاط توضح خطورة قضية الشيعة وأهميتها، وهناك خمس نقاط أخرى في غاية الأهمية أخشى إن ذكرتها على عجالة هنا ألاَّ أعطيها حقها؛ ولذلك فأنا سأؤجلها -بإذن الله- إلى المقال القادم، وبعدها سنعرض الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه الظروف الخطيرة.

إن قضية الشيعة ليست قضية هامشية في قصة الأمة الإسلامية، بحيث يطالب البعض بتركها أو تأجيلها.. إنها قضية تأتي في أولويات الأمة الإسلامية، ولقد رأى الجميع أن تحرير فلسطين من الصليبيين على يدصلاح الدين لم يكن إلا بعد تخليص مصر من الحكم الشيعي العبيدي، ولم يقل صلاح الدين عندها أن حرب الصليبيين أولوية تؤجِّل مسألة الحكم الشيعي لمصر، ذلك أن المسلمين لا ينتصرون إلا بعقيدة صافية، وجنود مخلصين، ولم يكن لصلاح الدين أنْ يأخذ شعب مصر ليقاتل معه في قضيته المصيرية إلا أن يرفع عن كواهلهم هذا الحكم البدعي العبيدي، وما ذكرناه في حق مصر أيام صلاح الدين نذكره في حق العراق الآن، وفي حق كل الدول المهدَّدة من الشيعة، ولا بُدَّ أن يكون لنا في التاريخ عِبْرة.

ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

د. راغب السرجاني

[1] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبي r (3451)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (2533)، والترمذي (2221)، وأحمد (3594)، وابن حبان (7222)،  

[2] رُوي مرفوعًا وهو ضعيف، والرواية من قول الصحابي جابر بن عبد الله.

[3] الترمذي: كتاب العلم عن رسول الله r، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17184).

[4] ابن تيمية: الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/1058.

[5] المصدر السابق 3/1061.

[6] الخطيب البغدادي: الكفاية في علم الرواية ص49.

[7] ابن تيمية: الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/1110.

[8] الخوميني: تحرير الوسيلة 1/352.

[9] طالع هذه الفتوى على هذا الرابط:

www.imamrohani.com/fatwa-ar/viewtopic.php

[10] انظر موقع الجزيرة، الرابط:

www.aljazeera.net/NR/exeres/684338CB-837A-4879-8C7A-1A1B995DD286.htm


--
مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي

--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---