Tuesday, August 31, 2010

الـخـائـنـة للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

الخائنة

الـخـائـنـة للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

من كلام الإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

كل أحد يحتاج إلى معرفة ما ينفعه وما يضره في معاشه ومعاده، وأعلم الناس أعرفهم بذلك على التفصيل، وأقواهم وأكيسُهُم من قوي على نفسه وإرادته، فاستعملها فيما ينفعه وكفها عما يضره، وفي ذلك تتفاوت معارف الناس وهممُهُم ومنازلهم ، فأعرَفُهُم من كان عارفا بأسباب السعادة والشقاوة، وأرشدَهُم من آثر هذهِ على هذهِ، كما أن أسفَهُهُم من عكس الأمر.

والمعاصي تخون العبد أحوجَ ما كان إلى نفسه في تحصيل هذا العلم، وإيثار الحظ الأشرف العالي الدائم على الحظ الخسيس الأدنى المنقطع، فتحجبه الذنوب عن كمال هذا العلم، وعن الاشتغال بما هو أولى به، وأنفع له في الدارين.

فإذا وقع مكروه واحتاج إلى التخلص منه ، خانه قلبه ونفسه وجوارحه، وكان بمنزلة رجل معه سيف قد غشيه الصدأ ولزم قرابه، بحيث لا ينجذب مع صاحبه إذا جذبه، فعرض له عدو يريد قتله، فوضع يده على قائم سيفه واجتهد ليخرجه، فلم يخرج معه، فدهمه العدو وظفر به.

كذلك القلب يصدأ بالذنوب ويصير مثخنا بالمرض، فإذا احتاج إلى محاربة العدو لم يجد معه منه شيئا، والعبد إنما يحارب ويصاول ويقدم بقلبه، والجوارح تبع للقلب، فإذا لم يكن عند ملكها قوة يدفع بها، فما الظن بها ؟

وكذلك النفس فإنها تخبث بالشهوات والمعاصي وتضعف، أعني النفس المطمئنة، وإن كانت الأمارة تقوى وتتأسد، وكلما قويت هذه ضعفت تلك، فيبقى الحكم والتصرف للأمارة.

وربما ماتت نفسه المطمئنة موتا لا يرتجى معه حياة ينتفع بها، بل حياته حياة يدرك بها الألم فقط.

والمقصود أن العبد إذا وقع في شدة أو كربة أو بلية خانه قلبه ولسانه وجوارحه عما هو أنفع شيء له، فلا ينجذب قلبه للتوكل على الله تعالى والإنابة إليه والجمعية عليه والتضرع والتذلل والانكسار بين يديه، ولا يطاوعه لسانه لذكره، وإن ذكره بلسانه لم يجمع بين قلبه ولسانه، فينحبس القلب على اللسان بحيث يؤثر الذكر، ولا ينحبس القلب واللسان على الذكر، بل إن ذكر أو دعا ذكر بقلب لاه ساه غافل، ولو أراد من جوارحه أن تعينه بطاعة تدفع عنه لم تنقد له ولم تطاوعه.

وهذا كله أثر الذنوب والمعاصي كمن له جند يدفع عنه الأعداء، فأهمل جنده، وضيعهم، وأضعفهم، وقطع أخبارهم، ثم أراد منهم عند هجوم العدو عليه أن يستفرغوا وسعهم في الدفع عنه بغير قوة.

هذا ، وثم أمر أخوف من ذلك وأدهى منه وأمر، وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة، كما شاهد الناس كثيرا من المحتضرين أصابهم ذلك، حتى قيل لبعضهم: قل لا إله إلا الله، فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها.

وقيل لآخر: قل : لا إله إلا الله، فقال: شاه رخ، غلبتك. ثم قضى .

وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فقال :

يا رب قائلة يوما وقد تعبت .... أين الطريق إلى حمام منجاب

ثم قضى .

وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تننتا. حتى قضى

وقيل لآخر ذلك، فقال: وما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ركبتها ؟ ثم قضى ولم يقلها.

وقيل لآخر ذلك، فقال: وما يغني عني، وما أعرف أني صليت لله صلاة ؟ ثم قضى ولم يقلها.

وقيل لآخر ذلك، فقال: هو كافر بما تقول. وقضى.

وقيل لآخر ذلك، فقال: كلما أردت أن أقولها لساني يمسك عنها.

وأخبرني من حضر بعض الشحاذين عند موته، فجعل يقول: لله، فلس لله. حتى قضى.

وأخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه: لا إله إلا الله، وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، هذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى قضى.

وسبحان الله ! كم شاهد الناس من هذا عبرا ؟ والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم.

فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكن منه الشيطان، واستعمله فيما يريده من معاصي الله، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى، وعطل لسانه عن ذكره وجوارحه عن طاعته، فكيف الظن به عند سقوط قواه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع ؟

وجمع الشيطان له كل قوته وهمته، وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته، فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال، فمن ترى يسلم على ذلك؟ فهناك ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ : 27 ].

فكيف يوفق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا. فبعيد من قلبه بعيد من الله تعالى، غافل عنه متعبد لهواه أسير لشهواته، ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته مشتغلة بمعصيته - أن يوفق للخاتمة بالحسنى.

ولقد قطع خوف الخاتمة ظهور المتقين، وكأن المسيئين الظالمين قد أخذوا توقيعا بالأمان ﴿ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ[ سُورَةُ الْقَلَمِ : 39 - 40 ].

كما قيل :

آمِنًا مِنْ قَبِيحِ الْفِعْلِ مِنْهُ أَهَلْ ... أَتَاكَ تَوْقِيعُ أَمْنٍ أَنْتَ تَمْلِكُهُ

جَمَعْتَ شَيْئَيْنِ أَمْنًا وَاتِّبَاعَ هَوًى ... هَذَا وَإِحْدَاهُمَا فِي الْمَرْءِ تُهْلِكُهُ

وَالْمُحْسِنُونَ عَلَى دَرْبِ الْمَخَاوِفِ قَدْ ... سَارُوا وَذَلِكَ دَرْبٌ لَسْتَ تَسْلُكُهُ

فَرَّطْتَ فِي الزَّرْعِ وَقْتَ الْبَذْرِ مِنْ سَفَهٍ ... فَكَيْفَ عِنْدَ حَصَادِ النَّاسِ تُدْرِكُهُ

هَذَا وَأَعْجَبُ شَيْءٍ مِنْكَ زُهْدُكَ فِي ... دَارِ الْبَقَاءِ بِعَيْشٍ سَوْفَ تَتْرُكُهُ

مَنِ السَّفِيهُ إِذًا بِاللَّهِ أَنْتَ أَمِ الْ ... مَغْبُونُ فِي الْبَيْعِ غَبْنًا سَوْفَ يُدْرِكُهُ

نقله لكم

www.aborashed.com

من كتاب الداء والدواء ص 90

 

كتاب عن الكاهن علي السيستاني مرجع الشيعة الاعلى خفايا شخصية ورزايا فقهية مذهلة

 

 

كتاب عن الكاهن علي السيستاني مرجع الشيعة الاعلى خفايا شخصية ورزايا فقهية مذهلة

مهند الخليل

 روابط تنزيل الكتاب المهم لكل مسلم ولكل شيعى

 

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/sestani.rar

 

http://saaid.net/book/13/5108.rar

 

أضيفت في: 9 - 3 - 2010

عدد الزيارات: 249

إن كتاب المرجع الشيعي علي السيستاني تحت المجهر كتاب صغير الحجم-104صفحات - لكنه كبير القيمة،

بالنظر إلى أهمية الموضوع الذي يتناوله وهو أحد أبرز رموز الشيعة الإمامية في وقتنا الحاضر، المرجع الذي يقدسه عامة الرافضة والذي يقيم بمدينة النجف المقدسة عندهم كذلك..

 وبخاصة أنه صاحب الغطاء البشع للاحتلال الصليبي العلني للعراق، وحليفه الاحتلال الصفوي غير الرسمي، فهو الذي منع عوام الشيعة من مقاومة الغزاة الأمريكيين، ورعى تكوين السلطات الطائفية تحت رعايتهم وحامي الأعمال الإجرامية التي قام بها الغاصبون وأشياعهم من أدوات الصفوية سواء أكانوا في سلطة المنطقة الخضراء أم أعضاء في فرق الموت، التي عاثت في الأرض فساداً وأهلكت الحرث والنسل.


والكتاب الطازج-منشور في العام الجاري1431-من تأليف الباحث محمد بن سعد العيد ومنشورات مركز الإمام ابن خزيمة للبحوث والدراسات العلمية.

وقد استهل المؤلف بحثه هذا بمقدمة تحدث فيها عن غلو الرافضة التقليدي بمراجعهم الذين يصرون على وصفهم بال"العظام"!!

ويؤيد العيد دعواه بنص موثق لمحمد رضا المظفر يقول فيه: (وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشروط أنه نائب للإمام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله) والعياذ بالله!!

ويشير المؤلف إلى النتائج الفظيعة لهذا الغلو من التسليم المطلق له بكل ما يصدر عنه مهما خالف النصوص الشرعية المعتبرة في مذهبهم نفسه ومهما اصطدمت ببديهيات العقل السليم.


وبما أن أكثر الشيعة الذين يقلدون السيستاني تقليداً أعمى لا يعلمون عنه سوى النزر اليسير الذي يغلو فيه، فقد عني المؤلف بالتنقيب في سيرة الرجل وفي فتاواه ليكشف للناس كافة خفايا وخبايا لا يكاد العقل يتصور صدورها عن عاقل!!

وقد جاء تسلسل موضوعات البحث كما يأتي:


تعريف بالسيستاني
السيستاني والتدخين
السيستاني ونكاح المتعة
السيستاني والفتاوى الغريبة والشاذة
السيستاني والزهد المصطنع
السيستاني والأعلمية المزعومة
السيستاني والخيانة العظمى
السيستاني وتكفير المسلمين
السيستاني والمواطنة الحقة


وفي التعريف به يتبين أن اسمه هو:

 علي بن محمد باقر بن السيد علي الحسيني السيستاني، ويسخر العيد من نسبة السيستاني إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، بالرغم من أن نسبه ينقطع عن الجد الثالث!!


وُلد السيستاني في 1349(1930م) لأم مارست المتعة مرات حتى تم تحديد والده بالقرعة من بين الرجال المتمتعين بأمه، وتتلمذ على عدد من مراجع الشيعة الكبار أبرزهم الخوئي وقد تسنم بعده منصب المرجعية في النجف.

وبعد ذكر عناوين عدد من مؤلفات السيستاني ورسائله،

 يفاجئنا المؤلف بأن هذا المرجع الأعلى للقوم مدخن مقلّ بشهادة المقربين منه، وإن كان لا يدخن أمام أحد بعكس سلفه الخوئي المدخن الشره حتى في دروسه"العلمية"!!

لكنه –أي السيستاني-أفتى تابعيه التائهين بجواز تدخين ثلاث سجائر في نهار رمضان!!


وأما فتاواه في زواج المتعة المباح في دين الرافضة فتحتوي على عجائب وغرائب مخزية، فهو يبيح للمرأة المحتاجة مالياً أن تعيش من كسب فرجها!!


ومن عجائب السيستاني التي اشترك بها مع غيره من مراجع الشيعة أن المرأة المتزوجة زواجاً دائماً يجوز لها أن تتزوج متعة! ولا يشترط رضا زوجها ولا علمه بذلك!


ولا إشكال لدى السيستاني في تعاقب أكثر من رجل على المرأة الواحدة للتمتع بها!!!!!!


وله فتاوى في تحديد عورات الرجال أمام الرجال وأمام محارمهم من النساء وفي عورة المرأة مع المرأة وأمام محارمها يستحيي القلم من إيرادها!!


والصلاة في الأضرحة خير عنده من الصلاة في المساجد، بل إن الصلاة عند علي-أي المقام المزعوم له في النجف-يعدل200ألف صلاة في غيره!!

أي أنها تعادل ضعفَيْ الصلاة في المسجد الحرام، نعوذ بالله من الكذب على رب العالمين!!


وقد أبدع العيد في فضح الزهد الذي يتظاهر به السيستاني وعموم طبقة المعممين لخداع البسطاء من الشيعة، فقد أثبت بالأرقام والمعطيات الموثقة الترف الذي يرفل فيه أبناء المرجع وبناته وأصهاره......


ويكشف الكاتب تكفير السيستاني لجميع المنتسبين إلى الإسلام باستثناء الإمامية الاثني عشرية.

 ويبرهن أن الفساد المالي وسيطرة أبناء الخوئي على أموال المرجعية أدت إلى تولية منصب المرجعية للسيستاني وليس لغيره ممن هم أجدر بها بمقاييس القوم أنفسهم!!


ويوثق المؤلف خيانة الرجل للعراق مع بريمر

ثم بهدر الأموال طائلة على رافضة إيران وسوريا وبكستان ولبنان... ما عدا العراق،

وكل ذلك بالاعتماد على بيانات رسمية ينشرها موقع السيستاني ذاته على الشبكة العنكبوتية!!

فضلاً عن رفضه الجنسية العراقية في ظل نظام الخيانة المزدوجة الصليبية الصفوية!!


ويختتم الكتاب المهم بعدد من الملاحق الرائعة، منها:

 عناوين مقالات عن السيستاني ومواقع نشرها- ثم 25وثيقة تشهد كل واحدة منها لاتهام ساقه المؤلف في متن كتابه.

 

 

http://www.dd-sunnah.net/records/view/action/view/id/2660/

 

 

مقتطفات من الكتاب

 

      السيستاني والخيانة العظمى:

 

          بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان ظهرت بعض الممارسات التي لا يمكن لنا مغفرتها لآحاد الناس ، وهي التعاون مع الاحتلال الأجنبي في العراق ، فكيف إذا كان من فعل ذلك هو السيد الزاهد؟

 وذلك من خلال تعاونه مع الإدارة الأمريكية بقيادة الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر حيث أثبت الأخير أنه كان : (على اتصال مستمر معه حول القضايا الحيوية من خلال الوسطاء) ،

وعلل السيستاني عدم تعاونه مع المحتل مباشرة كما يفيد بريمر بأن : ( عدم لقائه بنا – بريمر – ليس ناتجاً عن عداء للتحالف ، وإنما لأنه يعتقد أنه بذلك الموقف يمكن أن يكون أكثر فائدة لتحقيق أهدافنا المشتركة ، وبأنه سيفقد بعض مصداقيته لدى أنصاره لو تعاون بشكل علني مع مسئولي التحالف).

          وبلغ عدد الرسائل التي تبادلها السيستاني مع بريمر طيلة أربعة عشر شهراً ما يزيد عن ثلاثين رسالة عبر وسطاء عديدين ([1]).

 

          وهؤلاء الوسطاء هم حسين إسماعيل الصدر ، وموفق الربيعي ، وعماد ضياء الخرسان الأمريكي الجنسية والمسؤول في "لجنة إعادة الإعمار" ومن الذين يثق بهم ويعتمد عليهم الاحتلال الأمريكي ([2]).

 

          وهل تظن أن الإمام الزاهد! اكتفى بذلك ؟

لا بل إن من أراد مقاومة الاحتلال تصدى له بفتاواه المختلفة ومنها :

          فتوى صادرة منه بتاريخ 25 صفر 1427هـ إجابة لسؤال :

 هل الجهاد في سبيل الله ضد المحتل الأمريكي واجب علينا حاليا ، حاولت العثور على فتاوى الجهاد في رسائلكم الكريمة فلم أجدها ، أفيدونا أثابكم الله.

 

          فأجاب : باسمه تعالى ، لا مورد للجهاد في زمان الغيبة ، والدفاع له مراتب لايجوز تخطيها ([3]).

 

          كما أنه أصدر مع مجموعة من مراجع شيعة العراق وهم- محمد سعيد الحكيم ، وبشير النجفي ، ومحمد إسحاق الفياض- في اجتماع عقدوه في النجف بمنزله معارضتهم القتال ضد الوجود الأمريكي ([4]).

 

          هل يحق للسيستاني أن يعارض كتاب الله وسنة رسولهص بتعطيله فريضة الجهاد الإسلامي طالما أن البلد محتل من قوى أجنبية ؟

 دمرت كيانه ، وحطمت سيادته ،  وقتلت أبنائه ، وانتهكت أعراض نسائه ،

 

وسرقت ثرواته ، ودمرت مؤسساته ،  وأيقظت الفتنة والنزاعات العرقية والطائفية؟([5]).

 

         والنفاق والكذب من هذا السيستاني قرينان لا يفترقان ، ولا تتعجب أو تستغرب ، فهو من مخرجات الصفوية الفارسية فلا بد من تطبيق سياسة التَقِيَّة ، فقبل الاحتلال أصدر فتوى تحرم تقديم كافة أشكال العون للأجنبي حينما كان بوش الابن يهدد باحتلال العراق وتخليص العالم من صدام وخطره!

 

          وهاكم نص الفتوى :

 (قال تعالى [وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ] {البقرة:190} وقال عز من قال [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ] {الحج:39} صدق الله العلي العظيم...

إن واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم ، ويبذلوا كل ما بوسعهم للدفاع عن العراق العزيز ، وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين ، وليعلم الجميع أنه لو تحققت لا سمح الله مآرب المعتدين في العراق لسوف يؤدي ذلك إلى نكبة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة.

 فعلى كل مسلم أن يعي هذه الحقيقة ويقوم بما يمكنه في سبيل الذود عن العراق المسلم ومنع العدوان عليه ، ومن المؤكد أن العراقيين شعبا وقيادة سيقفون متراصين متكاتفين يشد بعضهم أزر بعض أمام أي اعتداء وسيقاومونه بكل قوة وسلامة وسيخيبون آمال المعتدين بعون الله تبارك وتعالى.

 

          وإن من يقدم أي نوع من أنواع العون للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.

 

لقد قال الإمام الصادق d (من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي) فكيف بمن يعين على ضرب شعب مؤمن ، ويتعاون مع الأجنبي في الاعتداء على بلاد المسلمين.

 

أسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يجنب العراق القدير شر الأشرار وكيد الكفار إنه سميع مجيب) ([6]).

 

          فبالله عليكم أين هي الوطنية والغيرة على مواطني العراق عند السيستاني حينما قبل أن يكون خائناً متعاونا مع العدو؟

          ثم أين حق البلد عليه حينما منع الأحرار من مقارعة المحتل والدفاع عن أنفسهم وأهلهم؟

 

          إن موقف السيستاني مع الاحتلال يذكرنا بموقف مؤيد الدين ابن العلقمي مع الدولة العباسية ، حينما خان الخليفة العباسي المستعصم وتعاون مع هولاكو زعيم التتار لاحتلال حاضرة العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري بغداد.

 

          فكلا الرجلين خانا الأمة ، وباعا الوطن للمحتل الأجنبي ، فكان الأحق بهما الإبعاد والتنكيل لا التقدير والتبجيل ، ويحق في شأنهما قول جرير في الفرزدق :

إِذا ماتَ الفَرَزدَقُ فَاِرجُموهُ * كَما تَرمونَ قَبرَ أَبي رِغالِ

 

-------------------------------------------

- تزعم الشيعة بأن من حرم زواج المتعة هو عمر بن الخطابk واعتبرت بأنه لا يحق له أن يحرم ما أحله الله ورسوله؟ فكيف تفسر تعطيل السيستاني لفريضة الجهاد؟ أليس في فعله هذا تحريم لما أحله الله ورسوله؟

صدرت هذه الفتوى في 15/7 / 1423هـ - 22 أيلول سبتمبر 2002م وانتشرت انتشار النار في الهشيم وقد حاول بعض الشيعة التشكيك بها ، ولكن أبى الله إلا فضح الخونة حيث أصدر وكيل السيستاني في الكويت محمد باقر الموسوي المهري تصريح حول هذه الفتوى يبين أنها صدرت تحت الإكراه وجاء فيه : (نشرت وسائل الإعلام المختلفة يوم أمس 23 سبتمبر فتوى للإمام السيستاني دام ظله وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ـ ابن شقيقة آية الله محمد باقر الحكيم ـ ومقرهما النجف الأشرف تتضمن الدعوة للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الأعداء لأنه إذا تحقق لا سمح الله سوف يؤدي إلى نكبة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة وحرما تقديم أي نوع من أنواع المساعدة ـ لتحرير العراق ويقصد المرجعان المعارضة الإسلامية العراقية الشيعية ـ وقال الإمام السيستاني المحاصر في منزله منذ أكثر من ثلاث سنوات بأن مساعدة المعتدين حسب تعبير الفتوى ـ يعتبر من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات وله عذاب الدنيا والآخرة.

وفي بيان المرجع السيد محمد سعيد الحكيم جاء فيه يحرم التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن من يهادنها يستحق اللعن لأنها تريد السيطرة على بلاد الإسلام ونهب ثرواتهم ـ النفط وغيره ـ وانتهاك مقدساتهم ـ ضرب كربلاء والنجف الأشرف والكاظمين وسامراء ـ .

وأنا بصفتي وكيلا عن الإمام السيستاني وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم أقول بأن هذه الفتاوى الصادرة تحت الضغط والإكراه والتهديد بالقتل والسجن والتشريد من قبل النظام البعثي الكافر قطعا لا حجية لها من الناحية الواقعية.

 

 

روابط تنزيل الكتاب المهم لكل مسلم ولكل شيعى

 

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/sestani.rar

 

http://saaid.net/book/13/5108.rar

 

 

 




([1]) انظر : صورة رقم 17 من التعاون بين بريمر والسيستاني في الملحق. 

([2]) كتاب (عام قضيته في العراق النضال لبناء غد مرجو) تأليف السفير الأمريكي في العراق بول بريمر 215 ، 253 ، وغيرها من صفحات الكتاب فهو وثيقة تثبت مشاركة الحجة الزاهد! في احتلال العراق.

([3]) انظر : فتوى رقم 18في الملحق.

([4]) خبر بعنوان : (مراجع النجف يعارضون قتال الأمريكيين وتعزيز دور المرجعية في النجف)نشر في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 29 /8 /2004م. 

([5]) - تزعم الشيعة بأن من حرم زواج المتعة هو عمر بن الخطابk واعتبرت بأنه لا يحق له أن يحرم ما أحله الله ورسوله؟ فكيف تفسر تعطيل السيستاني لفريضة الجهاد؟ أليس في فعله هذا تحريم لما أحله الله ورسوله؟

([6]) صدرت هذه الفتوى في 15/7 / 1423هـ - 22 أيلول سبتمبر 2002م وانتشرت انتشار النار في الهشيم وقد حاول بعض الشيعة التشكيك بها ، ولكن أبى الله إلا فضح الخونة حيث أصدر وكيل السيستاني في الكويت محمد باقر الموسوي المهري تصريح حول هذه الفتوى يبين أنها صدرت تحت الإكراه وجاء فيه : (نشرت وسائل الإعلام المختلفة يوم أمس 23 سبتمبر فتوى للإمام السيستاني دام ظله وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ـ ابن شقيقة آية الله محمد باقر الحكيم ـ ومقرهما النجف الأشرف تتضمن الدعوة للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الأعداء لأنه إذا تحقق لا سمح الله سوف يؤدي إلى نكبة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة وحرما تقديم أي نوع من أنواع المساعدة ـ لتحرير العراق ويقصد المرجعان المعارضة الإسلامية العراقية الشيعية ـ وقال الإمام السيستاني المحاصر في منزله منذ أكثر من ثلاث سنوات بأن مساعدة المعتدين حسب تعبير الفتوى ـ يعتبر من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات وله عذاب الدنيا والآخرة.

وفي بيان المرجع السيد محمد سعيد الحكيم جاء فيه يحرم التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن من يهادنها يستحق اللعن لأنها تريد السيطرة على بلاد الإسلام ونهب ثرواتهم ـ النفط وغيره ـ وانتهاك مقدساتهم ـ ضرب كربلاء والنجف الأشرف والكاظمين وسامراء ـ .

وأنا بصفتي وكيلا عن الإمام السيستاني وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم أقول بأن هذه الفتاوى الصادرة تحت الضغط والإكراه والتهديد بالقتل والسجن والتشريد من قبل النظام البعثي الكافر قطعا لا حجية لها من الناحية الواقعية.

وهذه الفتاوى صدرت لحفظ الدماء والأنفس وحفظ مقام المرجعية وهم معذورون في ذلك ويجب علينا أن نكن الاحترام والتقديس لهؤلاء المراجع العظام وهم احرص على الإسلام وتعاليمه ويعرفون واجباتهم ومسؤولياتهم أكثر منا جميعا وعلينا فهم الموقف الحالي والوعي التام وضرورة إسقاط صدام الكافر وحزبه الملحد والمراجع العظام لو كانوا أحرارا لقالوا كلمتهم الأخيرة والحقة ولكن هؤلاء الفقهاء في أفواههم ماء ولا يستطيعون أن يتكلموا بصراحة، فإنا لله وإنا إليه راجعون) نشر بتاريخ 24/9/2002 م في صحيفة الوطن الكويتية على الرابط:

http://www.alwatan.com.kw/default.a...=2&topic=112639

خيانة الشيعة لأئمة اهل البيت

 

 

 

خيانة الشيعة لأئمة اهل البيت

 

سنعرض هنا في هذه النقطة لنماذج من خيانة الشيعة لأئمة آل البيت منذ الفترات الأولى لظهور التشيع، ونحن لا نقصد أولئك الصحابة الكرام الذين كانوا في معسكر علي رضي الله عنه،

ولكن كلامنا يتجه إلى أولئك الرعاع الذي ادعوا كذبا وزورا التشيع لآل البيت، هربا من سيف القصاص الذي كان ينتظرهم إثر مشاركتهم الآثمة في قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ظلما وعدوانا.

 

مباشرة بعد استقرار الأمر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالكوفة بعد واقعتي الجمل وصفين،

واطمأن أولئك القتلة الرعاع أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي، (وكل من يريد أن ينكر وجود هذه الشخصية اليهودية الماكرة التي كان لها الدور الأساسي في ظهور الغلوفي محبة آل البيت وادعاء أمورا فيهم ما أنزل الله بها من سلطان، من مثل النص والتعيين والوصية، فعليه أن ينكر دور اليهودي " بولس" أو" شاؤول" في تحريف الديانة المسيحية، والاتجاه بها إلى منحى الغلوفي شخص المسيح عليه السلام إلى حد ادعاء الألوهية في شخصية، وأنه ابن لله وليس نبي الله).

 أظهر الشيعة حقيقة أمراضهم النفسية والخلقية المنحطة الملتصقة بإثارة الدنيا على الآخرة، والركون إلى الباطل عوض نصرة الحق، عكس ما كانوا يزعمونه ويدعونه على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجعلوا ذلك سبب خروجهم على خليفة المسلمين الشرعي.

والشيعة الذين غالوا في حب آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب ثبتت خيانتهم لهم منذ اللحظات الأولى لظهور التشيع إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما.

 

1)خيانتهم لعلي بن أبي طالب:

فقد كان أكثر شيعة علي بن أبي طالب من أهل العراق وعلى وجه الخصوص أهل الكوفة والبصرة، وعندما عزم علي على الخروج بهم إلى أهل الشام بعد القضاء على فتنة الخوارج خذلوه، وكانوا وعدوه بنصرته والخروج معه، ولكنهم تخاذلوا عنه وقالوا: ( يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير)

 (تاريخ الطبري: تاريخ الأمم والملوك: 5/89، 90 / وابن الأثير: الكامل في التاريخ :3/ 349).

"وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون"

 ( تاريخ الطبري (5/90)، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص91) ).

والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي:

"يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر ( وهي مقدمة الجيش ) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من عررنمون ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون"

 تاريخ الطبرى ( 5/135) والعالم الإسلامي في العصر الأموي (ص96)) .

 

دعوة علي بن أبي طالب على شيعته

ومن كلام علي بن أبي طالب عليه السلام في ذمّ أصحابه: ( كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ(1)، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ!(2) كُلَّما حِيصَتْ(3) مِنْ جَانِب تَهَتَّكَتْ(4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ(5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ(6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا(7).الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِل(8)

إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ(9)، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ(10)، وَلكِنِّي واللهِ لاَ أَرى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي. أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ(11)، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ(12)! لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ،وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!)

( شرح الكلمات الصعبة:

(1) البِكار: الفتيّ من الابل. العَمِدة: التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.(2)الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.(3) حيصَتْ: خِيطَتْ.(4) تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ. (5) المَنْسر: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.(6)إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.(7) الوِجار ـ بالكسر ـ: جُحْرُ الضّبُع وغيرها(8) .الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.(9)الباحات: الساحات.

(10) أوَدَكم ـ بالتحريك ـ: اعوجاجكم.(11) أضْرَعَ الله خُدُودَكم: أذلّ الله وجوهكم.(12) وأتْعَسَ جُدُودَكم، أي: حط من حظوظكم. والتّعَسَ: الانحطاط والهلاك والعثار.)

 

2) خيانتهم للحسن بن علي

ولما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبويع ابنه الحسن رضي الله عنه بالخلافة لم يكن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل، ولكن عاد شيعتهم من أهل العراق يطالبون الحسن بالخروج لقتال معاوية وأهل الشام فأظهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة أفقه، فهو لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين، لأنه يعرف خفة عقول أهل العراق وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه.

 فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه وبعث قيس بن عبادة في مقدمته على رأس اثني عشر ألفا، وسار هو خلفه فلما وصلت تلك الأخبار إلى معاوية وتحرك هو أيضًا بجيشه ونزل مسكن، وبينما الحسن في المدائن إذ نادى منادي من أهل العراق أن قيسًا قد قتل، فسرت الفوضى في الجيش وعات إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه..

 وهنا فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي ويسلمه لمعاوية طمعًا في الغنى والشرف، فقد جاء عمه سعد بن مسعود الثقفي وكان واليا على المدائن من قبل علي، فقال له: ( هل لك في الغنى والشرف؟

 قال: وما ذاك؟

 قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية،

فقال له عمه: عليك لعنة الله، أَثِبُ على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأوثقه؟ بئس الرجل أنت)

 (تاريخ الطبري (5/159)، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص101)).

بل إن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يقول: ( أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وأخذوا مالي والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير)

 (كتاب الاحتجاج للطبرسي (ص 148)).

 

 

3) خيانتهم للحسين بن علي

بعد وفاة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ توالت رسائل ورسل أهل العراق على الحسين بن علي رضي الله عنه تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: ( إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدم علينا.)

( تاريخ الطبري (5/347) )

وتحت إلحاحهم قرر الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الموقف فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ.

وما إن علم بوصوله أهل العراق حتى جاءوه فأخذ منهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم أرسل إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة وأن الأمر على ما يرام

 (تاريخ الطبري (5/ 348)).

وللأسف خُدع الحسين عليه السلام بهم، وسار إليهم بعد أن حذره كثير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة العراق، حتى قال له ابن عباس رضي الله عنه:

 ( أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم؟، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تُجبي بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أشد الناس عليك)

(الكامل في التاريخ (4/37)).

وهنا كان عبد الله ابن عباس رضي الله عنه فطناً حصيفاً، حاول أن ينبه الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو الذي كان قائدا وحامل لواء ابن عمه علي بن أبي طالب في حروبه، إلى أمر مهم وهو واقع الحال بالكوفة الذي لا يزال يسيطر عليه عامل يزيد ابن معاوية، عبيد الله ابن زياد، عليه من الله ما يستحق،

وكيف أن أهل الكوفة -وهم يدعون أنهم شيعة لأهل البيت- لم يقضوا عليه بعد ولم يتخلصوا من حكمه وسطوته، ويراسلون رغم ذلك الحسين بن علي ليقدم عليهم أميرا مُبايَعا.

إن في الأمر من المجازفة والمغامرة ما فيه، خاصة والحسين بن علي لن يكون خروجه في جيش وعتاد، بل فقط في ثلة من أبنائه وإخوانه وبني إخوانه، وعليه فإنه من الحكمة التريث لحين وصول الأخبار المؤكدة من الكوفة أن أهلها قد قضوا على حاكمها، وأجلوه منها وصار الأمر إليهم واستقر، حينها يلحق بهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معززا مكرما.

 

وبالفعل ظهر غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يصل إليهم

فإن الوالي الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم ساكن، بل تنكروا لوعودهم للحسين بن علي واشترى بن زياد ذممهم بالأموال

( المسعودي: مروج الذهب (3/67) وما بعدها، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص473)).

 

فلما خرج الحسين بن عليه رضي الله عنه، وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض ( وقد كان الحسين – رحمه الله – قد عرض عرضًا جيدًا قال فيه: ( إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني بالحق فالحق بالثغور) ،

وهذا عين الحكمة من الحسين عليه السلام لحقن الدماء، ولكن الشيطان عبيد الله بن زياد رفض إلا أن يسلم الحسين نفسه أسيرًا، فرأى الحسين الموت عنده أهون من ذلك، فكان ما كان ولا حول ولا قوة إلا بالله ) تدخل ابن زياد في إفسادها ودار القتال فقتل الحسين رضي الله عنه وقتل سائر أصحابه،

وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: ( اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا )

(تاريخ الطبري (5/ 389)) .

بل دعاؤه عليهم مشهور حيث قال قبل استشهاده:

 ( اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا)

(الإرشاد للمفيد (ص241).

 وإعلام الورى للطبرسي (ص 949)) .

أرأيت سوء صنيع القوم، وكيف كان غدرهم وخيانتهم حتى بآل البيت الذين زعموا حبهم واتخذوه ذريعة في عداءهم لكل من عادوا؟.

وهل بعد خيانتهم لآل البيت يستبعد خيانتهم للأمة عامة، فهم منذ اللحظات الأولى يجبنون عن الحرب ويبيعون ذممهم بالأموال،

 ويفكرون في الخيانة في مقابل الغنى والشرف، ولو كان الثمن هو تسليم واحد من أكابر آل البيت كما فكر المختار الثقفي أن يسلم الحسن بن علي للأمويين.

علمًا بأننا للإنصاف لا بد أن نقرر أن شيعة الصدر الأول في أيام علي والحسن والحسين – رضوان الله عليهم – كان من بينهم فضلاء أخيار كبعض نفر من الصحابة – رضوان الله عليهم – وهؤلاء نربأ بهم عن الخيانة، ومعاذ الله أن نصف أحدًا منهم بها، وإنما مواقف هؤلاء الفضلاء كانت قائمة على الاجتهاد أخطأوا أوأصابوا، وهذا ما أشرنا إليه آنفا ونؤكد عليه مرة أخرى، حتى لا يتهمنا أحد بالخلط والافتراء على شيعة آل البيت المخلصين من الصدر الأول.

وقد كان تشيَّع أكثر الناس يومئذ يدور في فلك الحب لعلي رضي الله عنه وآل بيته بناء على مرويات سمعها الناس في الوصاية بحب هذه العترة الطاهرة، ولكن لم تكن هناك مبادئ مقررة للتشيع كالتقية والرجعة وغير ذلك..

 اللهم إلا أن يكون عند نفر من الغلاة الذين ترأسهم عبد الله بن سبأ وقالوا بألوهية علي رضي الله عنه،

 ( رجال الكشي، ص: 70 ).

 

لكن بعد ذلك جدَّت أمور شكلت فكر الشيعة وأطَّرته، وجعلت تقفز به في الانحراف من ميدان إلى ميدان.

وتدخلت عناصر مغرضة مجوسية ويهودية وغير ذلك وتسترت بالإسلام ثم بالتشيع، وجعلت تسعى لنقض عرى الإسلام عروة بعد عروة في محاولة يائسة منها لأجل إحياء الأفكار المجوسية وعقائدها، من زرادشتية، ومانوية، ومزدكية.

فصار بذلك التشيع عبارة عن كوكتيل من العقائد الباطنية الفاسدة الغربية عن الإسلام وتعاليمه، حيث تحول الفكر الشيعي بعدها إلى فكر لا عقلاني، مستمد من الفكر الغنوصي؛كما يقول بذلك الدكتور عابد الجابري، الذي تحدث عن الفكر الشيعي وجعله تحت العقل المستقيل في كتابه "تكوين العقل العربي".

 

http://alburhan.com/articles.aspx?id=3431&page_id=0&page_size=20&links=False