Thursday, January 13, 2011

امتلك قطعة من الحياة

امتلك قطعة من الحياة

هيا يا صديقي أحضر ورقة وقلم ، وتعال كي تكتب نعيك. !

أدري أنه مطلب شؤم ، لكن المغزى منه جد مهم. !

أحد الصالحين كان يجلس في حفرة ويقول ) رب ارجعون لعلي أعمل

صالحا ( ، ثم ينهض قائلاً لنفسه : ها قد عدت ، فأرنا ماذا تفعل ؟. !

إنه يقوم بتمثيل دور المحتضر ، القادم على ربه بصحيفة عمله.

والمحتضر يمر على ذهنه حال احتضاره شريط حياته ، فيود صادقا تغيير
أحداث ومواقف ، ويأمل في أن يضيف لمشواره إضافات أخرى أكثر قوة
وخيرية ونُبل.

إستطاع الروائي غابريل مارآيز ، أن يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما
اكتشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته
الحافلة

فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها

: آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! ،

لاستمتعت بها  ولو كانت صغيرة  أكثر مما استمتعت بعمري السابق
الطويل ، ولنمت أقل ، ولاستمتعت بأحلامي أكثر ، ولغسلت الأزهار
بدموعي ،
ولكنت كتبت أحقادي آلها على قطع من الثلج ، وانتظرت طلوع الشمس
كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر.
ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم ،
ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي .

كانت هذه قارئي الحبيب نصيحة رجل وقف على حافة الموت ، يتمنى أن
يعود بقدميه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة ،

وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح أن أمامك قطعة من الحياة تستطيع
أن تفعل فيها الكثير .

عندما أطالبك بأن تكتب نعيك أريدك أن تكون أكثر وضوحا لما تريده من
حياتك المستقبلية .

أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم . أقل أخطاء وعثرات.
وتصور أن أولادك مثلا بعد ثلاثون عاما سيجلسون لكتابة نعيك ، ما
الذي تود أن يكتبوه فيه ؟.

هل يكتبوا اسمك فحسب ، نظرا لأن حياتك لم يكن فيها ما يميزها ؟.
أم أنه سيكتب في النعي صفة رنانة ( المربي الفاضل ، رائد العمل
التطوعي ، رجل الأعمال الخلوق . (

لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفراً من الإنجاز والتقدير.
أمير الشعراء ( شوقي ) يلهب حماستك أن ) كن رجلاً إذا أتوا من بعده
يقولون مر .. وهذا الأثر . (..

فأين أثرك الذي يدلل عليك ، أين معالم إنجازك ، وملامح عظمتك ؟ .

و أسفاه على امرء ينظر إلى سنين عمره وقد طوتها الأيام طياً ، بلا
إنجاز يذكر ، أو فعل يخلده .

قم الآن قارئي الحبيب وأحضر ورقة بيضاء ، واسأل الله أن يهبك العمر
المديد والعمل الصالح ، واكتب نعيك بنفسك ،

وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي.

أنظر إلى آخر الطريق ، قبل أن تجد السير فيه ، وأتح لنفسك الفرصة كي
ترى المستقبل ماثلا بوضوح أمامك ،

وتذكر دائما قول خالقك ) ولتنظر نفس ما قدمت لغد. (

إشراقة : من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان

يراه وهو في العشرين فقد أضاع ثلاثين سنة من عمره...

محمد علي كلاي



من كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة
--



سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

لاحول ولا قوة الا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

No comments:

Post a Comment