Saturday, December 3, 2011

أخبار دورية من النور نظام الحكم

نظام الحكم في الإسلام

يتميز نظام الحكم في الإسلام باستناده إلى الشرع المتمثل فى كتاب الله القرآن الذي يسود الأمة على اعتبارها جماعة واحدة.

ماذا تستنتج من هذه القصة:

أبى النبي الكريم قبول عرض قوم بني عامر بن صعصعة، بعد أن أتى إليهم، ودعاهم إلى الله تعالى، وعرض عليهم نفسه طالبا منهم النصرة لدينه، فأجابوه إلى ما أراد، إلا أنهم اشترطوا عليه قائلين: (أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ رفض (النبي الكريم) ذلك قائلاً: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء، فقالوا له:...لا حاجة لنا بأمرك ، وأبوا عليه).

من هنا يتبين لنا أن الرسول الكريم قد وضع قاعدة هامة وهى أن الإسلام قد اعتبر أمر السلطان راجع للأمة، تبايع هي من ترتضيه منها على شرط الحكم بكتاب الله وسنة نبيه.إذن الحكم للشعب داخل مظلة الإسلام. لا للحكم لأغراض شخصية، ويمكن رؤية هذا من خلال الرفض النبوي للعرض السابق، رغم حاجة الدعوة وحامليها الملحة لمن يؤويهم ويحميهم، إن النبي الكريم أراد تأسيس الدولة الإسلامية على منهج معين وضمن شكل معين باعتبارهما وحياً من الله تبارك وتعالى، وأنه لا خيار أمام العاملين لإقامة دولة الإسلام في وجوب التزامه.

ويظهر الثبات النبوي بشكلٍ جليٍ عندما طلب منه عمه أبو طالب مهادنة قريش وملاينتها، وأنه ما عاد قادراً على الصمود بوجه ضغوطهم، فرد الرسول الكريم عليه قائلاً (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر  ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).

وكان النبي الكريم يدعو ولسنوات طويلة وفود الحجيج والقبائل للإسلام، فيبدأ هؤلاء وأولئك بالاشتراط عليه ومساومته على أمره، فيقول لهم (فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم).

كما أن نظام الحكم الإسلامى مرنا  من حيث التطبيق بشرط عدم الخروج عن الأصول والدليل على ذلك جمْع أبي بكر - رضي الله عنه - القرآنَ الكريمَ، ثم جمعه في مصحفٍ واحدٍ في عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأمَر بإحراق ما عَداه من الصُّحف والمصاحف، وإرسال نُسَخِ المصحف الذي جمَعَه إلى الأمصار وحمله الناسَ عليه، وما فعَلَه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من إنشاء الدواوين، وما فرَض من الخراج وحِرمان المؤلَّفة قلوبهم في عهده من سهْم الصدقات؛ لاستغناء المسلمين عنْ نُصرتهم رغم أن هذا كان أمرا مستقرا أيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

والخلاصة إنَّ نظام الحكم الإسلامى هي تدبير الشُّؤون العامَّة للدولة الإسلاميَّة بما يكفل تحقيق المصالح ودفْع المضار، ممَّا لا يتعدَّى حدود الشريعة وأصولها الكلية، وإنَّ الإسلام جاء في مَجال الحكم بمبادئ كليَّة، فلم يعرض نظامًا تفصيليًّا في شكل الحكومات، أو طريقة تنظيم سُلطتها أو كيفيَّة اختيار الحاكم، واكتفى بوضْع الأُسُسِ الثابتة، تاركًا تطبيقاتها التفصيلية والجزئية تتطوَّر وظروفَ الأمَّة في كلِّ عصرٍ بما يُحقِّق صالح المجتمع الإسلامي إذن نظام الحكم الإسلامى قد فسد من بعد عهد عمر بن الخطاب وخاصة من بداية عصر الدولة الأموية الى عصرنا هذا  فقد بنيت على التوريث وإخذ المبايعة بالقوة وإلا الموت وكل هذا فالإسلام منه براء.

منقول - 
--
موقع المستشار
 
للتسجيل في مجموعتي 

 ( القانون لغير القانونيين )
إن ما يكتب عن القانون وعلومه هو ليس للمتخصصين بل لعموم السادة القراء، وما نحتاجه هو أن يساهم زملاؤنا المستشارون والمحامون بالكتابة لغير القانونيين وغير المختصين بأسلوب سلس خارج عن نطاق المصطلحات القانونية  .


No comments:

Post a Comment