التحليل النفسي لأهم عقائد وطقوس التشيع (5)
د. طه حامد الدليمي
11. مخالفة أهل السنةيتفق فقهاء الشيعة على مقولة ينسبونها إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله وهو منها بريء، تنص على أن ما خالف العامة ففيه الرشاد. وهي رواية مشهورة متفق عليها عندهم علماً وعملاً. ناشئة عن (عقدة السيد) التي تجعل صاحبها يأنف من التشبه بالآخر ومحاكاته، ويستنكف من أي قول أو فعل يشير إلى المساواة بينهما، فضلاً عن التبعية له. وتعبر بصورة أخص عن احتقارهم للعرب وازدرائهم للدين الذي جاءوا به، وحمله الفرس عنهم مكرهين. وفي الوقت نفسه تحقق أهدافهم في إثارة الفرقة وتمزيق الصف وتجويف الدين وتخريبه من الداخل.
12. التقية
لم تبلغ أمة في الكذب والنفاق كما بلغ الفرس! وقد بحثنا الأسباب الباعثة في موضع سابق ، وتبين لنا كيف أن هذه الصفة متأصلة في طبيعتهم تأصل الروح من الجسد لا تفارقه إلا بالموت.
كلنا يعرف لماذا تبنى عبد الله بن أبي بن سلول النفاق وصار رأس المنافقين في المدينة؟ وللذكرى أقول: حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان أهلها على وشك تتويج ابن سلول ملكاً عليهم. وبمجيء النبي انصرف الناس عن ابن سلول ونسوه، وانشغلوا بالنبي النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة الجديدة، فانتفخ حقداً على النبي وأصحابه لأنهم كانوا السبب في حرمانه من الملك. ولما يئس من رجوع ملكه تبنى المراوغة والخداع وتظاهر بالإيمان وأبطن الكفر، وصار يثير المشاكل ويفرق الصفوف ويؤلب الكفار على دولة الإسلام الناشئة، ويقتنص الفرص للطعن المبطن برسول الله النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتشويه سمعته في أصحابه وأزواجه، فهو الذي أثار الغبار على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك المعلومة.
الأمر نفسه وقع حين دخل المسلمون العرب إلى العراق وأبادوا جيوش النار وأزاحوا الفرس عن الملك واستولوا على عروشهم ودولتهم وتيجانهم وسبوا نساءهم وذراريهم ومرغوا أنوفهم كبرياءهم وعنجهيتهم بالوحل. حتى إذا يئس الفرس من رجوع ملكهم وإزاحة العرب عن سلطانهم فعلوا ما فعل المنافقون أول مرة ولكن بصورة أعمق وأوسع فتبنوا المراوغة والخداع وتظاهروا بالإيمان وأبطنوا الكفر وصاروا يثير المشاكل ويفرقون الصفوف ويؤلبون الكفار على دولة الإسلام الناشئة، ويقتنصون الفرص للطعن المبطن برسول الله النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتشويه سمعته في أصحابه وأزواجه. والمؤرخون يذكرون أن الفرس بقيادة يزدجرد اجتمعوا بعد هزيمتهم في معركة نهاوند الفاصلة وقرروا التظاهر بالدخول في الإسلام لتخريبه من الداخل. وهكذا كان. وتوسلوا لذلك بوسائل منها مبدأ (التقية) الذي يبيح لهم التظاهر بالإسلام مع إبطان الكفر، والكذب والتحايل والخداع وإظهار شيء وإخفاء نقيضه متى ما احتاجوا إلى ذلك وإن لم يكن إلجاء أو إكراه، ومع المسلمين وغيرهم. وهي صفات الفرس النفسية ألبسوها لبوس الدين. فـ(التقية) ناشئة عن الطبيعة النفسية الفارسية التي تمتهن الكذب وتعتاش عليه، وتخدم في الوقت نفسه أغراض الفرس، وتحقق أهدافهم.
وأما جذورها البعيدة فيمكن تحسسها من خلال علاقتها بـ(عقدة النقص). وفي ذلك يقول د. حجازي: (عقدة العار هي التتمة الطبيعية لعقدة النقص. الإنسان المقهور يخجل من ذاته، يعيش وضعه كعار وجودي يصعب احتماله. إنه في حالة دفاع دائم ضد افتضاح أمره، افتضاح عجزه وبؤسه. ولذلك فالسترة إحدى هواجسه الأساسية. إنه الكائن المعرض ، ويخشى ، أن ينكشف باستمرار، يخشى ألا يقوى على الصمود. يتمسك بشدة بالمظاهر التي تشكل ستراً واقياً لبؤسه الداخلي. هاجس الفضيحة يخيم عليه (فضيحة العجز أو الفقر أو الشرف، أو المرض). حساسيته مفرطة جداً لكل ما يهدد المظهر الخارجي الذي يحـاول أن يقدم نفسه من خلاله للآخرين... ولكن الرجل المقهور يسقط العار أساساً على المرأة: المرأة العورة أي موطن الضعف والعيب.
بسبب هذا الإسقاط يربط الإنسان المسحوق شرفه كله، وكرامته كلها بالحياة الجنسية للمرأة .( إن هذا يفسر بوضوح منشأ التقية والبوشية الفارسية.
13. السجود على التربة والإسبال في الصلاة
كان الفرس إذا وقفوا بين يدي ملوكهم وقفوا ورؤوسهم مطرقة بكل بخشوع، وأيديهم على صدورهم علامة على التذلل والاستسلام والخضوع. أما التراب فيعتبر من العناصر المقدسة - إضافة إلى النار- في العقيدة الفارسية المجوسية؛ ولذلك يحرق المجوس موتاهم ولا يدفنونهم في التراب تقديساً له أن يضم جسد الميت النجس حسب اعتقادهم. وقد انعكس ذلك على الفقه الشيعي قولاً بنجاسة جسد الميت؛ فإذا مسه أحدهم بادر إلى الاغتسال، ولا يكفي للتطهر مما أصابه من النجاسة غسل اليد أو حتى
الوضوء! ما يشير إلى عمق هذا الطقس في نفوسهم وأنه مرتبط بعقيدة عميقة الجذور.
نأتي الآن إلى تفسير العلاقة بين السجود على التربة وإسبال اليدين في الصلاة وبين أصلهما الفارسي المجوسي فنقول: إن الإسبال - حسب النظرة الفارسية - يتناقض مع التذلل والخضوع الذي يرافق التكتف، فأداء الصلاة مسبلاً لا متكتفاً يعني الإشارة المبطنة إلى عدم الاعتراف بالصلاة من قبل مؤديها. ووضع التربة في قبلة المصلي ما هو إلا إشارة – ولو من بعيد – إلى أن هذه الصلاة ما هي إلا طقس يؤدى تجاه أحد الرموز المقدسة عند المجوس وهو التراب. وهو ما يفسر احترام المصلي للتربة إلى حد تقبيلها والتمسح بها، واعتقاد قدرتها على الشفاء من الأمراض. وقد وجدنا بعض الترب مرسوماً عليه صورة الشمس، وبعضها صورة النار! وهذا دليل آخر يؤيد ما ذهبنا إليه. وقد اشتط الفقه الشيعي في التمسك بالإسبال في الصلاة إلى حد القول ببطلان صلاة المتكتف. وهو مذكور في نواقض الصلاة في(الرسائل العملية) التي يصدرها كل فقيه صالح للتقليد. وذلك يحقق للفرس هدفاً سياسياً من أهدافهم هو إشاعة الفرقة بين المسلمين، والحيلولة دون التقائهم بأي شكل من الأشكال ولو كان هو صورة ظاهرة لا أكثر.
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com
No comments:
Post a Comment