التحليل النفسي لأهم عقائد وطقوس التشيع (6)
14. زيارة المراقد وانتشار ظاهرة الأضرحة
زيارة المراقد هي أعظم طقس عبادي يمارسه الشيعة في حياتهم الدينية، على اعتبار أن الإمامة هي أعظم الأصول النظرية عندهم؛ فزيارة (الأئمة) لتقديم مراسيم الولاء والتقديس لهم، ثم طلب الحاجات منهم، لا بد أن تكتسب الأولوية في سلم الطقوس العملية.
ويقف د. حجازي هنا عند هذه الظواهر والرموز كي يتناولها بالعرض والتحليل الذي تدرك من خلاله كيف تفعل (عقدة النقص) فعلها في نشوء الدافع النفسي للتعلق بالأولياء ذلك التعلق الخرافي البدعي، بل الشركي، ونسبة الكرامات التي هي في حقيقتها - على الأغلب الأعم – خرافات رسختها الإذاعة والإشاعة لتستوطن تلك الأرضية النفسية المفعمة بالشعور بالحرمان والاضطهاد؛ لأنها هي البيئة الأنسب لنموها وترعرعها وانتشارها، فيقول:
(تنتشر ظاهرة التعلق بالأولياء. واللجوء إليهم لاستجلاب الخير ودرء الشر, بكثرة في القطاعات المقهورة من السكان . وتتفشى خصوصاً حيث يعم الجهل والعجز وقلة الحيلة, وحيث يتعرض الإنسان لأقصى درجات الاعتباط من الطبيعة يأتيه كتهديد لقوته وصحته وولده, ومن الإنسان يصيبه كقمع وتسلط واستغلال. الإنسان المقهور بحاجة إلى ولي لشدة شعوره بعجزه وقصور إمكاناته على التصدي والمجابهة والتأثير. ويحتاج إلى حماية نظراً لشدة إحساسه بالعزلة والوحدة في مجابهة مصيره المحفوف بالمخاطر حين تلم به النوائب أو يصاب في نفسه أو ذويه أو أمنه أو قوته. فالولي ملاذ ومحام يتقرب إليه ويتخذه حليفاً ونصيراً, كي يتوسط له لدى العناية الإلهية. الولي هو ولي الله, ومن خلال التقرب منه تتحقق الحاجات وتعم الرحمة الإلهية. وتسقط على الولي قدرات خارقة لها علامات, هي الكرامات التي تميزه عن سائر البشر...
من الواضح أن هذه الكرامات تشكل النقيض تماماً لوضعية الإنسان المقهور. فهي ترسم صورة الإنسان الفائق الذي يعوض صورة الإنسان المهان واقعياً. وهي تجسد أماني الجماهير المغلوبة على أمرها في أمل الخلاص من خلال وجود نموذج الجبروت الطفلي هذا. ومن خلال إمكانية التقرب من الولي صاحب الكرامات الخوارق, الذي يفلت من قيود الواقع والزمان والمكان، بواسطة الأدعية والنذور والقرابين. تلك أوالية ضرورية للتوازن النفسي لهذه الجماهير العطشى إلى إرضاء حاجاتها لمصير مغاير لمصيرها, العطشى لمظاهر الجبروت (القدرة على تحقيق الأماني). فقط من خلال أمل كهذا تظل حياة القهر ذات الآفاق المسدودة والتهديد الدائم ممكنة.
تحدث الكرامات إجمالاً لأناس اصطفتهم العناية الإلهية دون أن يكون لهم في ذلك فضل أو إرادة (دون جهد أو تدريب وإعداد وإدارة كفاح). فقد يكون صاحب الكرامة ذكياً أو غبياً عالماً أو جاهلاً. وتلمح في ذلك الاعتباط الذي يميز وجود الإنسان المقهور، الخاضع لقدرية ليس له فيها أي مسؤولية. ذلك ما يدفع به إلى القبول بقدره من ناحية ويجنبه مشاعر الذنب النابعة من فشله من ناحية ثانية, ويدغدغ في نفسه أمله الطفلي بتغير ما ورائي يصيب مصيره, فيحوله من حال إلى حال من ناحية ثالثة، إذ قد يجد نفسه يوماً صاحب كرامة دون أن يدري أو يقصد. ويكون له الخلاص والرفعة بعد بؤس وضعة. حينما يستفحل عجز الإنسان وقصوره, وحده الخلاص الخرافي يظل ممكناً كأمل يبقي له على رمق من الحياة).
وعن انتشار ظاهرة الأضرحة يواصل د. حجازي حديثه الشيق، فيتطرق إلى الأسباب النفسية الكامنة وراء ذلك في المجتمعات الاضطهادية. إن زيارة واحدة للجنوب العراقي تريك الفرق الشاسع في عدد المراقد بين المناطق الشيعية والمناطق السنية التي لا تكاد ترى فيها مرقداً لولي إلا بصعوبة. ذهبنا مرة في سفرة إلى البصرة. وما إن صرنا على مشارف الحلة حتى التفتّ فرأيت صاحبي قد أخرج ورقة وصار ينظر إلى بعض المراقد التي بدأت تطل بأعناقها ونحن على الطريق الدولي. قلت له: ماذا تفعل؟ قال: أريد أن أحصي عدد الأضرحة على الطريق. فضحكت لطيبة قلبه، قلت: ستتعب. لكنه ابتسم واستمر يكتب. ثم ما إن سارت بنا السيارة بضع عشرات من الكيلوات حتى وضع القلم جانباً وهو يضحك معلناً الاستسلام! وفي مرة سابقة كنا متوجهين إلى السماوة سالكين الطريق القديم، ننظر عن يمين وشمال فنرى لافتات حديدية لا حصر لها، كل واحدة منها مكتوب عليها عبارة (إلى الإمام فلان). كان معنا صديق من أهل الفلوجة، بينما نحن في وسط الطريق، والسيارة تنهب بنا الأرض نهباً إذا به يقطع علينا لحظات صمت مرت بنا وهو يقول ضاحكاً بقوة متعجباً: انظروا ما مكتوب: (إلى الإمام خلَف)! هل سمعتم بإمام اسمه خلف؟! ونظرنا فإذا لافتة من سطرين: الأول هو (إلى الأمام خلف) وتحته مكتوب (القائد صدام حسين) فتكون العبارة كاملةً هكذا: (إلى الأمام خلف القائد صدام حسين)! لقد استعجل صاحبنا فقرأ السطر الأول، ولم يجد نفسه في حاجة إلى قراءة ما بعده لكثرة ما قرأ من أمثالها! وصاح متعجباً قبل أن ينتبه إلى تكملة العبارة في السطر الثاني. وشهد الزمان ساعتها نكتة قوية ضحكنا لها كثيراً !.
يقول د. حجازي: (تنتشر أضرحة الأولياء ومقاماتهم في كل أرجاء المجتمع المتخلف. ولا تكاد تخلو منه قرية, أو حي في المدن الكبرى. وتشكل هذه الأضرحة نواة التجمعات السكانية, تقوم حولها أماكن العبادة ثم تحيط بها المساكن والمنازل والفنادق, وتنتشر الأسواق التجارية. فهي إذاً محج وملجأ وأماكن للتبرك واستجلاب الخير كما أنها أماكن للحماية من غوائل الطبيعة والناس. من جاور ضريح الولي فهو في مأمن، ولا بد أن يناله قسط من بركته. تتجمع الجماهير المقهورة سكانياً حول أضرحة الأولياء ومقاماتهم, كما يتجمع أعضاء حزب معين حول شخص الزعيم طلباً للهداية والحماية, وتقرباً من مصدر الخير.
وهناك أسطورة تخصص الأولياء في قضاء الحاجات. فهناك من يشفي من الصداع, وآخر من العقم, وثالث من الحسد, ورابع يرد الكيد, وخامس يمد بأسباب القوة على الحبيب الهاجر, وسادس ينصر على الغريم, وغيره يرد الغائب وهكذا. ويبرز في التجمعات السكنية المتخلفة عدد من مقامات هؤلاء الأولياء يغطي كل الحاجات التي تعجز الجماهير عن تحقيقها بجهدها، والتي قصر الحاكم في القيام بواجب تلبيتها. بالإضافة إلى النذور والقرابين, تحتل الأدعية والابتهالات مكانة خاصة في التقرب من الأولياء, والتماس قضاء الحاجات على أيديهم وببركتهم وتتنوع الأدعية لتشمل مختلف الأغراض وتصلح لقضاء الحاجات المتنوعة للفئات المغبونة. فهناك أدعية للشفاء من المرض، وأخرى لتفريج الغم، وثالثة لإزالة الكرب، ورابعة لتوسيع الرزق، وخامسة لتوكيد المحبة، وسادسة للخلافات الزوجية وهكذا...
من خلال هذه الصور الخيرة للأولياء وكراماتهم وبركتهم، والأدعية وغيرها من وسائل التقرب منهم, يملأ الإنسان المقهور خواء عالمه العاجز المحدد بأمل القدرة على التصدي لواقعه، والتحكم بمصيره بمقدار ما يتخذ من هذه الرموز حلفاء له. جبروت الرجاء يحل محل قوة الفعل التغييري. روحية الاستجداء والاحتماء تحل محل المطالبة بالحق والتصدي لانتزاعه).
--
-- 14. زيارة المراقد وانتشار ظاهرة الأضرحة
زيارة المراقد هي أعظم طقس عبادي يمارسه الشيعة في حياتهم الدينية، على اعتبار أن الإمامة هي أعظم الأصول النظرية عندهم؛ فزيارة (الأئمة) لتقديم مراسيم الولاء والتقديس لهم، ثم طلب الحاجات منهم، لا بد أن تكتسب الأولوية في سلم الطقوس العملية.
ويقف د. حجازي هنا عند هذه الظواهر والرموز كي يتناولها بالعرض والتحليل الذي تدرك من خلاله كيف تفعل (عقدة النقص) فعلها في نشوء الدافع النفسي للتعلق بالأولياء ذلك التعلق الخرافي البدعي، بل الشركي، ونسبة الكرامات التي هي في حقيقتها - على الأغلب الأعم – خرافات رسختها الإذاعة والإشاعة لتستوطن تلك الأرضية النفسية المفعمة بالشعور بالحرمان والاضطهاد؛ لأنها هي البيئة الأنسب لنموها وترعرعها وانتشارها، فيقول:
(تنتشر ظاهرة التعلق بالأولياء. واللجوء إليهم لاستجلاب الخير ودرء الشر, بكثرة في القطاعات المقهورة من السكان . وتتفشى خصوصاً حيث يعم الجهل والعجز وقلة الحيلة, وحيث يتعرض الإنسان لأقصى درجات الاعتباط من الطبيعة يأتيه كتهديد لقوته وصحته وولده, ومن الإنسان يصيبه كقمع وتسلط واستغلال. الإنسان المقهور بحاجة إلى ولي لشدة شعوره بعجزه وقصور إمكاناته على التصدي والمجابهة والتأثير. ويحتاج إلى حماية نظراً لشدة إحساسه بالعزلة والوحدة في مجابهة مصيره المحفوف بالمخاطر حين تلم به النوائب أو يصاب في نفسه أو ذويه أو أمنه أو قوته. فالولي ملاذ ومحام يتقرب إليه ويتخذه حليفاً ونصيراً, كي يتوسط له لدى العناية الإلهية. الولي هو ولي الله, ومن خلال التقرب منه تتحقق الحاجات وتعم الرحمة الإلهية. وتسقط على الولي قدرات خارقة لها علامات, هي الكرامات التي تميزه عن سائر البشر...
من الواضح أن هذه الكرامات تشكل النقيض تماماً لوضعية الإنسان المقهور. فهي ترسم صورة الإنسان الفائق الذي يعوض صورة الإنسان المهان واقعياً. وهي تجسد أماني الجماهير المغلوبة على أمرها في أمل الخلاص من خلال وجود نموذج الجبروت الطفلي هذا. ومن خلال إمكانية التقرب من الولي صاحب الكرامات الخوارق, الذي يفلت من قيود الواقع والزمان والمكان، بواسطة الأدعية والنذور والقرابين. تلك أوالية ضرورية للتوازن النفسي لهذه الجماهير العطشى إلى إرضاء حاجاتها لمصير مغاير لمصيرها, العطشى لمظاهر الجبروت (القدرة على تحقيق الأماني). فقط من خلال أمل كهذا تظل حياة القهر ذات الآفاق المسدودة والتهديد الدائم ممكنة.
تحدث الكرامات إجمالاً لأناس اصطفتهم العناية الإلهية دون أن يكون لهم في ذلك فضل أو إرادة (دون جهد أو تدريب وإعداد وإدارة كفاح). فقد يكون صاحب الكرامة ذكياً أو غبياً عالماً أو جاهلاً. وتلمح في ذلك الاعتباط الذي يميز وجود الإنسان المقهور، الخاضع لقدرية ليس له فيها أي مسؤولية. ذلك ما يدفع به إلى القبول بقدره من ناحية ويجنبه مشاعر الذنب النابعة من فشله من ناحية ثانية, ويدغدغ في نفسه أمله الطفلي بتغير ما ورائي يصيب مصيره, فيحوله من حال إلى حال من ناحية ثالثة، إذ قد يجد نفسه يوماً صاحب كرامة دون أن يدري أو يقصد. ويكون له الخلاص والرفعة بعد بؤس وضعة. حينما يستفحل عجز الإنسان وقصوره, وحده الخلاص الخرافي يظل ممكناً كأمل يبقي له على رمق من الحياة).
وعن انتشار ظاهرة الأضرحة يواصل د. حجازي حديثه الشيق، فيتطرق إلى الأسباب النفسية الكامنة وراء ذلك في المجتمعات الاضطهادية. إن زيارة واحدة للجنوب العراقي تريك الفرق الشاسع في عدد المراقد بين المناطق الشيعية والمناطق السنية التي لا تكاد ترى فيها مرقداً لولي إلا بصعوبة. ذهبنا مرة في سفرة إلى البصرة. وما إن صرنا على مشارف الحلة حتى التفتّ فرأيت صاحبي قد أخرج ورقة وصار ينظر إلى بعض المراقد التي بدأت تطل بأعناقها ونحن على الطريق الدولي. قلت له: ماذا تفعل؟ قال: أريد أن أحصي عدد الأضرحة على الطريق. فضحكت لطيبة قلبه، قلت: ستتعب. لكنه ابتسم واستمر يكتب. ثم ما إن سارت بنا السيارة بضع عشرات من الكيلوات حتى وضع القلم جانباً وهو يضحك معلناً الاستسلام! وفي مرة سابقة كنا متوجهين إلى السماوة سالكين الطريق القديم، ننظر عن يمين وشمال فنرى لافتات حديدية لا حصر لها، كل واحدة منها مكتوب عليها عبارة (إلى الإمام فلان). كان معنا صديق من أهل الفلوجة، بينما نحن في وسط الطريق، والسيارة تنهب بنا الأرض نهباً إذا به يقطع علينا لحظات صمت مرت بنا وهو يقول ضاحكاً بقوة متعجباً: انظروا ما مكتوب: (إلى الإمام خلَف)! هل سمعتم بإمام اسمه خلف؟! ونظرنا فإذا لافتة من سطرين: الأول هو (إلى الأمام خلف) وتحته مكتوب (القائد صدام حسين) فتكون العبارة كاملةً هكذا: (إلى الأمام خلف القائد صدام حسين)! لقد استعجل صاحبنا فقرأ السطر الأول، ولم يجد نفسه في حاجة إلى قراءة ما بعده لكثرة ما قرأ من أمثالها! وصاح متعجباً قبل أن ينتبه إلى تكملة العبارة في السطر الثاني. وشهد الزمان ساعتها نكتة قوية ضحكنا لها كثيراً !.
يقول د. حجازي: (تنتشر أضرحة الأولياء ومقاماتهم في كل أرجاء المجتمع المتخلف. ولا تكاد تخلو منه قرية, أو حي في المدن الكبرى. وتشكل هذه الأضرحة نواة التجمعات السكانية, تقوم حولها أماكن العبادة ثم تحيط بها المساكن والمنازل والفنادق, وتنتشر الأسواق التجارية. فهي إذاً محج وملجأ وأماكن للتبرك واستجلاب الخير كما أنها أماكن للحماية من غوائل الطبيعة والناس. من جاور ضريح الولي فهو في مأمن، ولا بد أن يناله قسط من بركته. تتجمع الجماهير المقهورة سكانياً حول أضرحة الأولياء ومقاماتهم, كما يتجمع أعضاء حزب معين حول شخص الزعيم طلباً للهداية والحماية, وتقرباً من مصدر الخير.
وهناك أسطورة تخصص الأولياء في قضاء الحاجات. فهناك من يشفي من الصداع, وآخر من العقم, وثالث من الحسد, ورابع يرد الكيد, وخامس يمد بأسباب القوة على الحبيب الهاجر, وسادس ينصر على الغريم, وغيره يرد الغائب وهكذا. ويبرز في التجمعات السكنية المتخلفة عدد من مقامات هؤلاء الأولياء يغطي كل الحاجات التي تعجز الجماهير عن تحقيقها بجهدها، والتي قصر الحاكم في القيام بواجب تلبيتها. بالإضافة إلى النذور والقرابين, تحتل الأدعية والابتهالات مكانة خاصة في التقرب من الأولياء, والتماس قضاء الحاجات على أيديهم وببركتهم وتتنوع الأدعية لتشمل مختلف الأغراض وتصلح لقضاء الحاجات المتنوعة للفئات المغبونة. فهناك أدعية للشفاء من المرض، وأخرى لتفريج الغم، وثالثة لإزالة الكرب، ورابعة لتوسيع الرزق، وخامسة لتوكيد المحبة، وسادسة للخلافات الزوجية وهكذا...
من خلال هذه الصور الخيرة للأولياء وكراماتهم وبركتهم، والأدعية وغيرها من وسائل التقرب منهم, يملأ الإنسان المقهور خواء عالمه العاجز المحدد بأمل القدرة على التصدي لواقعه، والتحكم بمصيره بمقدار ما يتخذ من هذه الرموز حلفاء له. جبروت الرجاء يحل محل قوة الفعل التغييري. روحية الاستجداء والاحتماء تحل محل المطالبة بالحق والتصدي لانتزاعه).
--
قال أبو نواس في آخر عمره:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فمن الذي يدعو إليه المجرم
أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا ً *** فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا *** وجميل ظني ثم أنِّي مسلم
۩۞۩ مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي۩۞۩
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com
No comments:
Post a Comment