التحليل النفسي لأهم عقائد وطقوس التشيع (4)
د. طه حامد الدليمي
7. شفاعة أهل البيت
يعول الشيعة كثيراً على مبدأ شفاعة (أهل البيت)، ويعتقدون أن من آمن بـ(ولايتهم) وإن كثرت ذنوبه، وإن لم يعمل عملاً صالحاً لن تمسه النار أبداً. وقد أدت هذه العقيدة بهم إلى الاستغراق في الذنوب والآثام ، مع الانتماء الاسمي للدين والتعصب للطائفة، والتمسك بالشعائر القشرية والتعويل عليها في النجاة من النار والفوز بالجنة. فتجد أفسد الناس وأشدهم تهتكاً، وأكثرهم انحداراً، وأجرأهم على المعصية وأكل أموال الناس بالباطل، واستباحة دمائهم وأعراضهم حين يقبل محرم ينبري ليستعرض عضلاته في اللطم والنواح، ويظهر أمام الناس بمظهر الحريص على المذهب من خلال قيامه بطبخ الهريس في الشارع، والسهر ليلة عاشوراء حتى مطلع الفجر، ونصب قُلل الماء عند باب داره أو محله. هذا كل حظه من الدين حتى إذا تقضت الأيام العشرة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. لكنه يحسب أنه يحسن صنعاً، ويعمل صنيعاً سينجيه يوم القيامة بما ينيله من شفاعة (أهل البيت)! وعند التحليل النفسي تجد مبدأ (الشفاعة) نابعاً من (عقدة الذنب) الفارسية. وقد ذكرت في موضوع العصمة أن عقدة الذنب تؤدي إلى اليأس من الخلاص الذاتي من تبعات الذنوب عند الله تعالى، لا سيما إذا كان صاحبها في الواقع لا يقدر أو لا يريد تركها أو التخلص منها؛ فيدفعه ذلك إلى التعلق بوسائط يستشفع بها عند الله عساها تحقق له الخلاص المطلوب.
8. الغلو في أهل البيت
يعتقد الشيعة في أهل البيت العلوي عقائد غالية تخرجهم عن رتبة البشر، وترفعهم إلى مرتبة الألوهية، وينسبون إليهم خوارق ومقدرات أسطورية خارجة عن الذوق والعقل. وعقيدتهم هذه في (أهل البيت) ما هي إلا انعكاس وامتداد لعقيدة الفرس في ملوكهم و(أهل بيت النار) عندهم. وهي ناشئة عن (عقدة النقص) التي تؤدي بأصحابها إلى ردود فعل خرافية، ومبالغة في الادعاء لا تستند إلى أي أساس تعويضاً عن الشعور الشديد بالنقص، بحيث يكون الادعاء الخارجي مكافئاً للشعور الداخلي بالنقص. وهذا هو منشأ الخرافة في العقلية الفارسية، وكل الخرافات والأساطير والتصورات الهُذائية التي ألصقت بـ(أهل البيت) والتشيع عموماً، والتي تمتلئ بها كافة المؤلفات الشيعية بلا استثناء.
9. سب الصحابة
سب الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم ، وإنزالهم في الشق المناوئ لـ(أهل البيت) ، يشكل الركيزة الثانية – بعد الإمامة - من ركائز االاعتقاد عند الشيعة. وهو ناشئ من عدة عقد فارسية أولها (عقدة الحقد) على العرب المتجذرة في نفوس الفرس منذ الجاهلية، حتى إذا جاء الإسلام زادها حدة وأواراً؛ إذ ارتبط مجيئه بزوال دولة الفرس وملكهم وسلطانهم، وانطفاء نيرانهم، وخفوت بريق عقائدهم ودينهم. وكان ذلك كله قد تحقق على يد الصحابة؛ فحقد الفرس عليهم أشد الحقد وأعمقه – لا سيما الفاروق عمر بن الخطاب مبيد الأكاسرة ومزلزل عروش القياصرة رضي الله عنه وأرضاه – وسعوا في الكيد لهم والنيل منهم بكل وسيلة، وسلكوا إليه كل سبيل. وقد تضافرت على ترسيخ هذه العقيدة القذرة مع عقدة الحقد (عقدة الشعور بالاضطهاد): إذ اعتبر الشيعة أن تاريخ اضطهادهم بدأ - بزعمهم - من يوم تآمر الصحابة على علي واغتصبوا الخلافة منه (السقيفة). ومن يوم منعوا الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الكتاب الذي لو كتب لما اختلفت الأمة من بعده أبداً. ولولا تلك المؤامرة لاستقام الأمر لعلي وشيعته، ولم يخرج من يدهم إلى غيرهم. وقد عملت عقدة (الوقاحة أو الصفاقة) الفارسية عملها في نشر عقيدة تكفير الصحابة، وإشهار سبهم دون حياء أو خجل من أهل السنة، أو مداراة لهم، ولا خجل من الأكاذيب المفضوحة والتهم الواضحة البطلان التي يلصقونها بخير جيل لخير أمة أخرجت للناس! وبينما ترى أهل السنة يحاولون بكل السبل دفع تهمة كره (أهل البيت) عن أنفسهم؛ فيمدحونهم ويغلون في حبهم ومدحهم، ترى الشيعة وبكل وقاحة يجهرون بسب الصحابة وقذفهم بكل تهمة مهما كانت مكشوفة الزيف وواضحة البطلان! وقد تأملت تهم الشيعة التي يوجهونها إلى الصحابة رضي الله عنهم فوجدتها نقائص شائعة بينهم يحولونها لاشعورياً بواسطة حيلة (الإسقاط) النفسية إلى الصحابة. وبواسطة التكرار والإشاعة على طريقة: (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) صدقوها هم، ورسخت عندهم حتى صارت عقيدة لا يتطرق إليها الشك بحال. خذ مثلاً (الأُبنة) التي يتهمون بها كل من تسمى بأمير المؤمنين من خلفاء المسلمين بدءاً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما هي إلا رذيلة مشتهرة ومنتشرة في الأوساط الدينية الفارسية وما قرب أو تقرب منها وتأثر بها وسار على هديها منهم. ثم تغلغل هذا الوباء ليتركز في البلاد المجاورة حيثما حل (رجال الدين) الفرس، وانتشر من هناك إلى ما حولهم من المناطق. ولهذا تجد أكثر المدن شهرة بهذه الرذيلة هي مدينة النجف لكثرة الحوزات الدينية فيها! وقس على ذلك.
10. اتهام أهل السنة بكره (أهل البيت)
يصر جمهور الشيعة إصراراً سمجاً على اتهام أهل السنة بكره (أهل البيت) ومناصبتهم العداء، ويطلقون عليهم لقب (النواصب). ورغم أن هذه الدعوى لا تجد لها أي سند من الواقع لكن الشيعة لا يحاولون عنها فكاكاً، ولا ينون في إشاعتها والتباكي بها! والتحليل النفسي يكشف عن نشأتها من جملة عقد يعاني منها الفرس، وخصال يتصفون بها، منها. أولها الكذب، وقد ظلوا يشيعونه حتى صدقوه! وحتى وصل بهم الأمر إلى حد عقدة الوهم ووهم الاضطهاد (= البارانويا). فدعوى كره (أهل البيت) منعكسة عن سب الشيعة للصحابة قاموا عن طريق عملية (الإسقاط) بتحويلها إلى أهل السنة متهمين إياهم بكره (أهل البيت). وقد فعلت (عقدة الاضطهاد) فعلها في تسهيل هذا التحويل من حيث أن المصاب بها يتصور أن الآخر هو الذي يضطهده ويعتدي عليه وليس العكس. وأرى أن هذه التهمة تعبر أيضاً عن شعور دفين بكره (أهل البيت) في النفسية الفارسية، يتحول عن طريق (الإسقاط) إلى أهل السنة. ولهذا الفعل أمثلة كثيرة يسوقها علماء النفس. (فالكاذب أو الجحود أو الأناني أو المتعصب الذي لا يفطن إلى وجود هذه الخصال في نفسه، ينسب الكذب والجحود والأنانية والتعصب إلى غيره. ومن هذا الباب لا يصدق الكذاب ما يقوله الناس؛ لأنه يرى فيهم نفسه المطبوعة على الكذب. ومن أمثلة ذلك: الزوج الذي تنطوي نفسه على رغبة مكبوتة في خيانة زوجته يميل إلى اتهامها بالخيانة. والأب الفاشل في عمله يميل إلى اتهام ابنه بالإهمال في دراسته. والمدرس الكسول لا يغفر لتلاميذه الكسل؛ لأنهم يصورون له الناحية التي يكرهها من نفسه. كذلك نرى القاضي الذي تعتلج في نفسه ميول إجرامية يميل إلى الصرامة في أحكامه. ومتى رأينا عيوبنا في الناس ملنا إلى وعظهم واشتددنا في محاسبتهم على عيوب نتسم بها ولا ندري. فيكون الوعظ في هذه الحالة مظهراً للإسقاط. من هنا نرى أن أحكامنا على الغير كثيراً ما تكون أحكاماً على أنفسنا، فهي اعترافات أكثر من أن تكون اتهامات. ولكن أكثر الناس لا يشعرون)
[1]. مما يؤيد ما ذهبت إليه، أن (مهدي الشيعة) حين يظهر يصب انتقامه على قريش، فلا يبقي منها إلا ما خرج عن طاقته، وأفلت عن طوقه! وما (أهل البيت) إلا من لبة قريش؛ فهذا القتل الذريع سيشملهم حتماً، لو وقع الأمر كما تتخيل النفوس المريضة التي وضعت الروايات التالية في ذلك تنفيساً عن أحقادها: روى المجلسي عن أبي عبد الله ع أنه قال: (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، ما يأخذ منها إلا السيف)
([2]). وروى محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه (الغيبة) عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فما يأخذ منهـا إلا السيف)
([3]). تأمل تخصيص قريش بالحقد، وقصدها بالانتقام! ويروي النعماني عن محمد الباقر ع أنه قال: (لو يعلم الناس مـا يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس. أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يقبل منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم)([4]).
(1) أصول علم النفس ، ص460-461 ، الدكتور عزت راجح.
(2) بحار الأنوار ، 52/355.
(3)الغيبة ، ص234.
(4)الغيبة ، ص233.
--
-- د. طه حامد الدليمي
7. شفاعة أهل البيت
يعول الشيعة كثيراً على مبدأ شفاعة (أهل البيت)، ويعتقدون أن من آمن بـ(ولايتهم) وإن كثرت ذنوبه، وإن لم يعمل عملاً صالحاً لن تمسه النار أبداً. وقد أدت هذه العقيدة بهم إلى الاستغراق في الذنوب والآثام ، مع الانتماء الاسمي للدين والتعصب للطائفة، والتمسك بالشعائر القشرية والتعويل عليها في النجاة من النار والفوز بالجنة. فتجد أفسد الناس وأشدهم تهتكاً، وأكثرهم انحداراً، وأجرأهم على المعصية وأكل أموال الناس بالباطل، واستباحة دمائهم وأعراضهم حين يقبل محرم ينبري ليستعرض عضلاته في اللطم والنواح، ويظهر أمام الناس بمظهر الحريص على المذهب من خلال قيامه بطبخ الهريس في الشارع، والسهر ليلة عاشوراء حتى مطلع الفجر، ونصب قُلل الماء عند باب داره أو محله. هذا كل حظه من الدين حتى إذا تقضت الأيام العشرة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. لكنه يحسب أنه يحسن صنعاً، ويعمل صنيعاً سينجيه يوم القيامة بما ينيله من شفاعة (أهل البيت)! وعند التحليل النفسي تجد مبدأ (الشفاعة) نابعاً من (عقدة الذنب) الفارسية. وقد ذكرت في موضوع العصمة أن عقدة الذنب تؤدي إلى اليأس من الخلاص الذاتي من تبعات الذنوب عند الله تعالى، لا سيما إذا كان صاحبها في الواقع لا يقدر أو لا يريد تركها أو التخلص منها؛ فيدفعه ذلك إلى التعلق بوسائط يستشفع بها عند الله عساها تحقق له الخلاص المطلوب.
8. الغلو في أهل البيت
يعتقد الشيعة في أهل البيت العلوي عقائد غالية تخرجهم عن رتبة البشر، وترفعهم إلى مرتبة الألوهية، وينسبون إليهم خوارق ومقدرات أسطورية خارجة عن الذوق والعقل. وعقيدتهم هذه في (أهل البيت) ما هي إلا انعكاس وامتداد لعقيدة الفرس في ملوكهم و(أهل بيت النار) عندهم. وهي ناشئة عن (عقدة النقص) التي تؤدي بأصحابها إلى ردود فعل خرافية، ومبالغة في الادعاء لا تستند إلى أي أساس تعويضاً عن الشعور الشديد بالنقص، بحيث يكون الادعاء الخارجي مكافئاً للشعور الداخلي بالنقص. وهذا هو منشأ الخرافة في العقلية الفارسية، وكل الخرافات والأساطير والتصورات الهُذائية التي ألصقت بـ(أهل البيت) والتشيع عموماً، والتي تمتلئ بها كافة المؤلفات الشيعية بلا استثناء.
9. سب الصحابة
سب الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم ، وإنزالهم في الشق المناوئ لـ(أهل البيت) ، يشكل الركيزة الثانية – بعد الإمامة - من ركائز االاعتقاد عند الشيعة. وهو ناشئ من عدة عقد فارسية أولها (عقدة الحقد) على العرب المتجذرة في نفوس الفرس منذ الجاهلية، حتى إذا جاء الإسلام زادها حدة وأواراً؛ إذ ارتبط مجيئه بزوال دولة الفرس وملكهم وسلطانهم، وانطفاء نيرانهم، وخفوت بريق عقائدهم ودينهم. وكان ذلك كله قد تحقق على يد الصحابة؛ فحقد الفرس عليهم أشد الحقد وأعمقه – لا سيما الفاروق عمر بن الخطاب مبيد الأكاسرة ومزلزل عروش القياصرة رضي الله عنه وأرضاه – وسعوا في الكيد لهم والنيل منهم بكل وسيلة، وسلكوا إليه كل سبيل. وقد تضافرت على ترسيخ هذه العقيدة القذرة مع عقدة الحقد (عقدة الشعور بالاضطهاد): إذ اعتبر الشيعة أن تاريخ اضطهادهم بدأ - بزعمهم - من يوم تآمر الصحابة على علي واغتصبوا الخلافة منه (السقيفة). ومن يوم منعوا الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الكتاب الذي لو كتب لما اختلفت الأمة من بعده أبداً. ولولا تلك المؤامرة لاستقام الأمر لعلي وشيعته، ولم يخرج من يدهم إلى غيرهم. وقد عملت عقدة (الوقاحة أو الصفاقة) الفارسية عملها في نشر عقيدة تكفير الصحابة، وإشهار سبهم دون حياء أو خجل من أهل السنة، أو مداراة لهم، ولا خجل من الأكاذيب المفضوحة والتهم الواضحة البطلان التي يلصقونها بخير جيل لخير أمة أخرجت للناس! وبينما ترى أهل السنة يحاولون بكل السبل دفع تهمة كره (أهل البيت) عن أنفسهم؛ فيمدحونهم ويغلون في حبهم ومدحهم، ترى الشيعة وبكل وقاحة يجهرون بسب الصحابة وقذفهم بكل تهمة مهما كانت مكشوفة الزيف وواضحة البطلان! وقد تأملت تهم الشيعة التي يوجهونها إلى الصحابة رضي الله عنهم فوجدتها نقائص شائعة بينهم يحولونها لاشعورياً بواسطة حيلة (الإسقاط) النفسية إلى الصحابة. وبواسطة التكرار والإشاعة على طريقة: (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) صدقوها هم، ورسخت عندهم حتى صارت عقيدة لا يتطرق إليها الشك بحال. خذ مثلاً (الأُبنة) التي يتهمون بها كل من تسمى بأمير المؤمنين من خلفاء المسلمين بدءاً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما هي إلا رذيلة مشتهرة ومنتشرة في الأوساط الدينية الفارسية وما قرب أو تقرب منها وتأثر بها وسار على هديها منهم. ثم تغلغل هذا الوباء ليتركز في البلاد المجاورة حيثما حل (رجال الدين) الفرس، وانتشر من هناك إلى ما حولهم من المناطق. ولهذا تجد أكثر المدن شهرة بهذه الرذيلة هي مدينة النجف لكثرة الحوزات الدينية فيها! وقس على ذلك.
10. اتهام أهل السنة بكره (أهل البيت)
يصر جمهور الشيعة إصراراً سمجاً على اتهام أهل السنة بكره (أهل البيت) ومناصبتهم العداء، ويطلقون عليهم لقب (النواصب). ورغم أن هذه الدعوى لا تجد لها أي سند من الواقع لكن الشيعة لا يحاولون عنها فكاكاً، ولا ينون في إشاعتها والتباكي بها! والتحليل النفسي يكشف عن نشأتها من جملة عقد يعاني منها الفرس، وخصال يتصفون بها، منها. أولها الكذب، وقد ظلوا يشيعونه حتى صدقوه! وحتى وصل بهم الأمر إلى حد عقدة الوهم ووهم الاضطهاد (= البارانويا). فدعوى كره (أهل البيت) منعكسة عن سب الشيعة للصحابة قاموا عن طريق عملية (الإسقاط) بتحويلها إلى أهل السنة متهمين إياهم بكره (أهل البيت). وقد فعلت (عقدة الاضطهاد) فعلها في تسهيل هذا التحويل من حيث أن المصاب بها يتصور أن الآخر هو الذي يضطهده ويعتدي عليه وليس العكس. وأرى أن هذه التهمة تعبر أيضاً عن شعور دفين بكره (أهل البيت) في النفسية الفارسية، يتحول عن طريق (الإسقاط) إلى أهل السنة. ولهذا الفعل أمثلة كثيرة يسوقها علماء النفس. (فالكاذب أو الجحود أو الأناني أو المتعصب الذي لا يفطن إلى وجود هذه الخصال في نفسه، ينسب الكذب والجحود والأنانية والتعصب إلى غيره. ومن هذا الباب لا يصدق الكذاب ما يقوله الناس؛ لأنه يرى فيهم نفسه المطبوعة على الكذب. ومن أمثلة ذلك: الزوج الذي تنطوي نفسه على رغبة مكبوتة في خيانة زوجته يميل إلى اتهامها بالخيانة. والأب الفاشل في عمله يميل إلى اتهام ابنه بالإهمال في دراسته. والمدرس الكسول لا يغفر لتلاميذه الكسل؛ لأنهم يصورون له الناحية التي يكرهها من نفسه. كذلك نرى القاضي الذي تعتلج في نفسه ميول إجرامية يميل إلى الصرامة في أحكامه. ومتى رأينا عيوبنا في الناس ملنا إلى وعظهم واشتددنا في محاسبتهم على عيوب نتسم بها ولا ندري. فيكون الوعظ في هذه الحالة مظهراً للإسقاط. من هنا نرى أن أحكامنا على الغير كثيراً ما تكون أحكاماً على أنفسنا، فهي اعترافات أكثر من أن تكون اتهامات. ولكن أكثر الناس لا يشعرون)
[1]. مما يؤيد ما ذهبت إليه، أن (مهدي الشيعة) حين يظهر يصب انتقامه على قريش، فلا يبقي منها إلا ما خرج عن طاقته، وأفلت عن طوقه! وما (أهل البيت) إلا من لبة قريش؛ فهذا القتل الذريع سيشملهم حتماً، لو وقع الأمر كما تتخيل النفوس المريضة التي وضعت الروايات التالية في ذلك تنفيساً عن أحقادها: روى المجلسي عن أبي عبد الله ع أنه قال: (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، ما يأخذ منها إلا السيف)
([2]). وروى محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه (الغيبة) عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فما يأخذ منهـا إلا السيف)
([3]). تأمل تخصيص قريش بالحقد، وقصدها بالانتقام! ويروي النعماني عن محمد الباقر ع أنه قال: (لو يعلم الناس مـا يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس. أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يقبل منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم)([4]).
(1) أصول علم النفس ، ص460-461 ، الدكتور عزت راجح.
(2) بحار الأنوار ، 52/355.
(3)الغيبة ، ص234.
(4)الغيبة ، ص233.
--
قال أبو نواس في آخر عمره:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فمن الذي يدعو إليه المجرم
أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا ً *** فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا *** وجميل ظني ثم أنِّي مسلم
۩۞۩ مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي۩۞۩
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com
No comments:
Post a Comment