Friday, March 20, 2009

من ينقذ هؤلاء يا مسلمين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد

الأخوة الأفاضل عندما ينظر المسلم الى النس من حوله في البلاد الإسلامية يجد الشرك منتشر بصور مختلفة بالمظاهر متفقة في انها مخرجة عن الإسلام (انظر نماذج قليلة مما اجاب عليها العلماء) تذكروا ان الله لن يغفر للمشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }  وهذا يعني ان هؤلاء من المشركين الخالدين في جهنم {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}
ويعني ان الجنة حرام عليهم {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}

ان اتباع النبي الكريم حقا هم من يدعون الى الله مثلما دعاء صلى الله عليه وسلم قال تعالى
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وان اهم ما دعاء اليه النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}

فيا اخي هذا عمل لك اليوم متاح وقد يكون غير متاح في يوم اخر فبادر بالدعوة الى التوحيد اما ان كنت ترغب في معرفة شيء من  فضل التوحيد فهذا نقل من كلام الشيخ عبد الرحمن بن سعدي فيه ما تطلب فبادر رحمك الله الى تبصير الناس بهذا الفضل واعلم ان الدال على الخير كفاعله     (( فإن مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب من بعض فضائله وآثاره  كما ذكر شواهد ذلك في الترجمة .
   ومن فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع  عقوباتهما .
  
 ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى  مثقال حبة خردل وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية ومنها أنه  يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة ومنها أنه السبب  الوحيد لنيل رضا الله وثوابه وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله  إلا الله خالصا من قلبه .
  
 ومن أعظم فضائله أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة  في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد . فكلما قوي  التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت .
  
 ومن فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن  المصيبات : فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من  ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى  من سخطه وعقابه .
  
 ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه  في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين , ومنها أنه  يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الآلام , فبحسب تكميل العبد للتوحيد  والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح , ونفس مطمئنة , وتسليم ورضى  يأقدار الله المؤلمة .
  
 ومن أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم ,   وخوفهم ورجائهم , والعمل لأجلهم , وهذا هو العز الحقيقي , والشرف  العالي , ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ,   ولا ينيب إلا إليه , وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه .
  
 ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب  وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرا وتضاعف  أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد  بحيث لا تقابلها السماوات والأرض , وعمارها من جميع خلق الله كما في  حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله  إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب , كل سجل يبلغ مد  البصر , وذلك لكمال إخلاص قائلها , وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ ,   لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام  بقلب هذا العبد .
  
 ومن فضائل التوحيد أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز  والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى , وإصلاح الأحوال , والتسديد في  الأقوال والأفعال .
  
 ومنها أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ,   ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره , وشواهد هذه  الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم  ))
انتهى

اما اذا جزمت وعزمت على الدعوة الى التوحيد واقتفى اثر المرسلين فباب الإنترنت مفتوح ووسائله كثيره وقد ضمن الله  للمخلص  الذي اجتهد هدايته لما يحب من طرق الخير قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} فمن وسائل الإنتر نت
* المنتديات العربية والإٌسلامية انقل اليها الفتاوى الموثوقة التي تدعوا للتوحيد وتحذر من الشرك واحرص ان تكون فيها الأدلة من الكتاب والسنة
* المجموعات البريدية مثل الأولى
* مراسلة المواقع العربية وخصوصا الإسلامية بالفتاوى الموثوقة
* اذا وجدت من يلقى الشبهات فغالبا لا تخرج عن شبهات الأولين وستجد كشفها في كتاب كشف الشبهات
واذا كنت لا تريد ان تدخل في نقاش شبهات ستضرك ان كنت قليل العلم فانسخ رابط هذا الكتاب او احد شروحه وضعه واترك النقاش فمن اراد الخير فسيجد كشف معظم الشبهات
وآخير تذكر (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)
وتذكر قول الرب تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
 

 

من نماذج الفتاوى التي تجد فيها بعض صور الشرك المنتشرة في بلاد المسلمين وقد نص اهل العلم على كفر المتلبس بتلك الصور من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
 
 
س 1‏:‏ ما حكم طالب المدد من شخص ميت بان يقول‏:‏ مدد يا فلان‏,‏ وما الحكم في طلبه ايضا من الاحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد‏؟‏

ج 1‏:‏ اولا‏:‏ طالب المدد من شخص ميت بان يقول‏:‏ مدد يا فلان‏,‏ يجب نصحه وتنبيهه بان هذا امر محرم‏,‏ بل هو شرك‏,‏ فان اصر على ذلك فهو مشرك كافر‏;‏ لانه طلب من غير الله ما لا يقدر عليه الا الله‏,‏ فقد صرف حق الله الى المخلوق‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار‏}‏ الاية‏.‏

ثانيا‏:‏ طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز‏;‏ لانه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه الا الله تعالى‏,‏ وهو شرك ايضا‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا‏}‏ ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة‏,‏ فمن فعل ذلك نصح‏,‏ فان لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

 

س‏:‏ ارجو ان تفتونا في جماعة يحلقون في المساجد ويذكرون الله ويذكرون رسوله وياتون في اذكارهم ببعض الاشياء المنافية للتوحيد مثل قولهم بصوت واحد‏:‏ وخذ بيدي يا رسول الله‏,‏ يرددون ذلك ويقودهم احدهم قائلا‏:‏ يا مفتاحا لكنوز الله - يا كعبة لتجلي الله - ايا عرشا لاستواء الله - يا كرسيا لتدلي الله - فاغننا يا رسول الله‏,‏ انت المقصود يا حبيب الله - انت انت يا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏ الى غير ذلك من هذا النوع المملوء بالشركيات‏.‏

ج‏:‏ اولا‏:‏ ان ذكر الله جماعة بصوت واحد على طريقة الصوفية بدعة‏,‏ وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال‏:‏ من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏.‏

ثانيا‏:‏ ان دعاء غير الله والاستغاثة به لتفريج كربة او كشف غمة شرك اكبر لا يجوز فعله‏;‏ لان الدعاء والاستغاثة عبادة وقربة لله وحده‏,‏ فصرفها لغيره شرك اكبر يخرج من الاسلام والعياذ بالله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون‏}‏ الى غير ذلك من الايات الدالة على وجوب صرف العبادة لله وحده‏.‏ وثبت في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ اذا سالت فاسال الله‏,‏ واذا استعنت فاستعن بالله الحديث‏,‏ وقال عليه السلام‏:‏ الدعاء هو العبادة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود


السؤال الرابع من الفتوى رقم ‏(‏5476‏)‏‏:‏

س 4‏:‏ عندنا فيه رجل يدعى صالح او من الصالحين وهو حي على وجه الارض والناس يكرمونه غاية الاكرام‏,‏ وكل سنة او على الحول يعملون له الوليمة خاصة من كل رجال القبائل فياتيه الرجل ويقول له‏:‏ انت يا سيدي فلان عشاك عندي على سبيل التبرك‏,‏ والاخر يقول له‏:‏ يا سيدي فلان غداك عندي‏,‏ واما الوليمة فهي تكون من ذبيحة او ذبيحتين ويجمع على الوليمة من الرجال حوالي 50 او 60 رجلا في نفس الليلة او اليوم ويلقى الذكر اذا كانت الوليمة في الليل‏,‏ والحاصل‏:‏ يبلغ تكاليف الوليمة عند الرجل صاحب الوليمة حوالي 100 جنيه‏,‏ وبعد انصراف الرجل الولي يلحق به الرجل صاحب الوليمة ويعطيه ما لا يقل عن 50 او 20 جنيه‏,‏ هذا كل سنة عند الناس الاغنياء‏,‏ وهو يعلم من يطلب بخاطره او جاهه عند الله في المغيب‏,‏ واليك هذا المثل عندما يمشي الرجل الذي في قلبه عقيدة انه رجل صالح وياتي في ظروف كربة فيقول‏:‏ يا سيدي فلان خاطر بركتك وجاهك عند الله ان تفك لي كرب من كروب الدنيا كمثل مرض او خوف من طريق او في ظلام من الليل وهكذا‏,‏ ويقول له بعد الدعاء‏:‏ لك مني يا سيدي فلان خمسة جنيه اذا شفيت مرضي او فك عني خوفي من اي نوع كان‏,‏ وهذا كله في المغيب‏,‏ وبعد ان لقى الرجل الصالح قال له‏:‏ خذ جنيه‏,‏ فيقول الرجل الصالح‏:‏ هات الخمسة الذي قلتها لي في ساعة كربك‏,‏ فيتعجب الرجل المكروب من هذا الامر وهذا كله في المغيب‏,‏ فهل هذا الامر يدل على بشرى عمل الصالح في الرجل المذكور‏؟‏ ام هو من عمل العرافين من الغيب والمنهي عنه‏,‏ ونريد منكم ايضا تفسيرا على هذا الامر الدال على الصلاح،او المنهي عنه‏.‏

ج 4‏:‏ اولا‏:‏ دعاء غير الله من الاولياء والصالحين لكشف ضر او شفاء مريض او تامين طريق مخوف - شرك اكبر يخرج من الاسلام‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين‏}‏

ثانيا‏:‏ ادعاء علم الغيب كفر‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله‏}‏

ثالثا‏:‏ اما الذبح لغير الله لقصد بركة هذا الولي فهذا لا يجوز‏,‏ وفاعله ملعون‏;‏ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال‏:‏ لعن الله من ذبح لغير الله وقال تعالى‏:‏ قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين واما ان كان الذبح لقصد تكريم الاخوان واطعامهم وفعل المعروف فهذا لا شيء فيه‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

س 6‏:‏ ابي يعتقد في الشيخ المتوفى‏,‏ ويعرف عندنا بالولي فيتوسل به ويشركه في الدعاء مع الله‏,‏ فيقول مثلا‏:‏ ‏(‏يا رب يا سيدي عبد السلام‏)‏ ما حكم الاسلام في ذلك مع انه يصلي ويصوم ويزكي‏؟‏

ج 6‏:‏ دعاء الاموات والغائبين من الانبياء والاولياء وغيرهم وحدهم او مع الله شرك اكبر‏,‏ ولو صام وصلى وزكى‏;‏ لقول الله سبحانه‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ والايات في هذا المعنى كثيرة‏.‏


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود


س 1‏:‏ رجل امي لا يقرا ولا يكتب ويقول‏:‏ لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ ولكن يتوسل بغير الله ويقول‏:‏ المدد يا بدوي ويا حسين‏,‏ او ينذر لغير الله عز وجل ويتمسح بالقبور‏,‏ ووقع في الشرك الاكبر وليس الاصغر‏,‏ فهل يجوز ان نقول عنه‏:‏ انه مشرك‏؟‏ او نقول‏:‏ انه جاهل بالتوحيد‏,‏ ولا نحكم عليه بالكفر‏,‏ وهل يجوز الصلاة خلفه ومناكحته واكل ذبيحته‏;‏ لانه يسمي ويذكر اسم الله عليها‏؟‏ نرجو من فضيلتكم الاجابة وفقكم الله‏.‏

ج 1‏:‏ دعاء غير الله شرك اكبر‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون‏}‏ وقال جل شانه‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين‏}‏ والتوسل‏:‏ منه ما هو شرك‏,‏ ومنه ما هو محرم وبدعة‏,‏ وكلها ممنوعة‏,‏ واما التمسح بالقبور فمحرم وشرك‏,‏ ومن وقع في شيء من الشرك فانه يبين له الحكم ويقرن بالدليل‏,‏ فان تاب ورجع فالحمد لله‏,‏ وان اصر على ما هو عليه من الشرك فانه يحكم بكفره‏,‏ ولا تجوز الصلاة خلف المشرك ولا مناكحته ولا اكل ذبيحته وان سمى وذكر اسم الله‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

 


السؤال الثاني والخامس من الفتوى رقم ‏(‏9027‏)‏‏:‏

س 2‏:‏ يقول الناس عند النوازل والشدائد‏:‏ يا رسول الله‏,‏ وغيره من الاولياء‏,‏ ويذهبون الى مقابر الصالحين في حالة المرض ويستغيثون بهم‏,‏ ويقولون‏:‏ ان الله يدفع البلاء بهم‏,‏ نحن نستمدهم لكن نيتنا الى الله‏;‏ لان المؤثر هو الله‏,‏ هل هذا شرك ام لا‏,‏ وهل يقال لهم‏:‏ انهم مشركون‏؟‏ والحال انهم يصلون ويقراون القران وغيره من العمل الصالح‏.‏

ج 2‏:‏ ما يفعله هؤلاء هو الشرك الذي كان عليه اهل الجاهلية الاولى‏,‏ فانهم كانوا يدعون اللات والعزى ومناة وغيرهم ويستغيثون بهم‏;‏ تعظيما لهم‏,‏ ورجاء ان يقربوهم الى الله‏,‏ ويقولون‏:‏ ‏{‏ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى‏}‏ ويقولون ايضا‏:‏ ‏{‏هؤلاء شفعاؤنا عند الله‏}‏ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الدعاء عبادة‏,‏ وانها لا تكون الا لله‏,‏ ونهى الله تعالى عن دعاء غيره‏,‏ فقال‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏ وعلى المسلمين ان يقولوا‏:‏ اياك نعبد واياك نستعين في كل ركعة من صلواتهم‏;‏ ارشادا لهم الى ان العبادة لا تكون الا له‏,‏ وان الاستعانة لا تكون الا به دون الاموات من الانبياء وسائر الصالحين‏,‏ ولا يغرنك مع ذلك كثرة صلاة هؤلاء وصيامهم وقراءتهم‏,‏ فانهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا‏;‏ وذلك انها لم تبن على اساس التوحيد الخالص‏,‏ فكانت هباء منثورا‏,‏ والادلة من الكتاب والسنة على شركهم واحباط عملهم كثيرة‏,‏ فراجع في ذلك ايات القران والسنة الصحيحة وكتب اهل السنة‏,‏ نسال الله لنا ولك الهداية‏.‏

 

فتوى رقم ‏(‏6773‏)‏‏:‏

س‏:‏ ان في بلادي التي انا فيها مشايخ كثير وهم يفعلون الاشياء التالية‏:‏ هم يضربون الدفوف ويذهبون الى القبور ويذبحون عليها الاغنام والابل والبقر ويطبخون الطعام هل هذا شيء حرام ام لا‏؟‏ هم يبنون قبة خارج المدينة ويضربون فيه الدفوف والطبل وهناك ترتفع اصواتهم وهم قائلون‏:‏ اغثنا يا شيخنا جيلاني‏,‏ وغيرهم من المشائخ الاخرين‏,‏ ويمشون بين الناس وياخذون المال ويقولون‏:‏ زيارة شيخ بن فلان الى اخره‏,‏ واذا مرض احد من الناس ياخذونه اليهم ويقراون عليه الايات ويقولون‏:‏ تاتي بكبش او ثور او ناقة وغيره من المواشي‏,‏ وفي السنة يدفع الناس مالا كثيرا ويذهبون اليهم فهل هذا شيء محرم في ديننا‏؟‏

ج‏:‏ اولا‏:‏ لا يجوز ذبحهم الابل والبقر والغنم ونحوها على القبور‏,‏ بل هو شرك يخرج من ملة الاسلام اذا قصدوا التقرب اليها رجاء بركتها‏;‏ لان التقرب بذلك لا يكون الا لله‏,‏ قال تعالى‏:‏ قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وكذا لا يجوز الضرب بالدفوف للرجال مطلقا‏,‏ ويجوز الضرب عليها للنساء في النكاح لاعلانه‏.‏

ثانيا‏:‏ الاستغاثة بالاموات والغائبين من الاحياء من جن وملائكة وانس ودعاؤهم لجلب نفع او دفع ضر شرك اكبر يخرج من الملة‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده‏}‏ اما الضرب على الطبول فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء‏.‏

ثالثا‏:‏ زيارة مشايخ الطرق الصوفية لمريديهم لاخذ اموال منهم تسول واكل للمال بالباطل‏,‏ وينبغي لمن يقدر على نصحهم والاخذ على ايديهم ان يقوم بذلك وان يقوم بنصح المريدين حتى لا يدفعوا لهم الاموال الا بحقها الشرعي‏.‏

رابعا‏:‏ رقية المريض بقراءة القران والاذكار والدعوات النبوية الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام مشروعة‏,‏ اما الذهاب الى من ذكرت ليقرا عليه ابياتا ويامره بذبح كبش او ثور مثلا فهذا لا يجوز‏;‏ لان ذلك رقية بدعية واكل للمال بالباطل‏,‏ وقد يكون شركا اذا ذبح ما ذكر للجن او للاموات ونحو ذلك‏;‏ لدفع شر او جلب نفع منهم‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود


فتوى رقم ‏(‏433‏)‏‏:‏


س‏:‏ ما حكم المناذير،وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها‏,‏ كان يقال‏:‏ خذوه اذهبوا به‏,‏ انفروا به بقصد او بغير قصد‏,‏ وما حكم من دعا بهذا القول‏,‏ حيث سمعت قول احدهم‏:‏ انه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين،ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه اذا مات‏؟‏

ج‏:‏ الاستعانة بالجن واللجوء اليهم في قضاء الحاجات من الاضرار باحد او نفعه - شرك في العبادة‏;‏ لانه نوع من الاستمتاع بالجني باجابته سؤاله،وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الانسي له ولجوئه اليه واستعانته به في تحقيق رغبته‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا‏}‏ فاستعانة الانسي بالجني في انزال ضرر بغيره، واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك‏.‏

ومن كان هذا شانه فلا صلاة له ولا صيام‏;‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين‏}‏ ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه اذا مات‏,‏ ولا تتبع جنازته‏,‏ ولا يدفن في مقابر المسلمين‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء


س 2‏:‏ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله‏,‏ ويقول عند قيامه او قعوده‏:‏ يا رسول الله‏,‏ او‏:‏ يا ابا القاسم‏,‏ او‏:‏ يا شيخ عبد القادر‏,‏ ونحو ذلك من الاستعانة فما الحكم‏؟‏

ج 2‏:‏ نداء الانسان رسول الله صلى الله عليه وسلم او غيره كعبد القادر الجيلاني او احمد التيجاني عند القيام او القعود والاستعانة بهم في ذلك او نحوه لجلب نفع او دفع ضر - نوع من انواع الشرك الاكبر الذي كان منتشرا في الجاهلية الاولى‏,‏ وبعث الله رسله عليهم الصلاة والسلام ليقضوا عليه وينقذوا الناس منه ويرشدوهم الى توحيد الله سبحانه،وافراده بالعبادة والدعاء‏,‏ وذلك ان الاستعانة فيما وراء الاسباب العادية لا تكون الا بالله تعالى‏;‏ لانها عبادة فمن صرفها لغيره تعالى فهو مشرك‏,‏ وقد ارشد الله عباده الى ذلك فعلمهم ان يقولوا‏:‏ اياك نعبد واياك نستعين وقال‏:‏ وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وبين لهم انه وحده بيده دفع الضر وكشفه واسباغ النعمة وافاضة الخير على عباده وحفظ ذلك عليهم‏,‏ لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون‏}‏ فسمى تعالى دعاء غيره في هذه الايات‏:‏ كفرا وشركا به‏,‏ واخبر انه لا اضل ممن يدعو غيره سبحانه‏,‏ وثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ اذا سالت فاسال الله‏,‏ واذا استعنت فاستعن بالله وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ الدعاء هو العبادة‏.‏

س 3‏:‏ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول اذا راى شيئا ساقطا ويحب ان هذا الشيء لا يصبه ضرر اذا وقع يقول‏:‏ يا رسول الله‏,‏ او يا شيخ احمد التيجاني‏,‏ فهل هذا اللفظ يعد شركا بالله‏؟‏ او انها الفاظ لا تضر صاحبها ويجب على المسلم ان يتلفظ بها،ولا يعد من المشركين ولا يحبط عمله‏؟‏ نرجو منكم افتاءنا كتابة مع الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ج3‏:‏ ان الله تعالى وحده هو الحفيظ العليم‏,‏ فمن احب الا يصيبه ضرر اذا سقط‏,‏ او خاف ان ينزل به او باحد من خواصه واقربائه بلاء في اي حال من الاحوال فليلجا الى الله الذي بيده ملكوت كل شيء والذي يعلم السر واخفى‏,‏ فيرفع الي حاجته ويدعوه تضرعا وخفية‏;‏ ليحفظه من البلاء عند سقوطه وفي نومه ويقظته وفي كل حال من احواله ويكشف عنه السوء وكل ما اصابه من الباساء والضراء‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال‏:‏ ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين وقال‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏}‏ ومن استهواه الشيطان فصرفه عن دعاء الله الى دعاء غيره من الانبياء وسائر الصالحين او الجن والشياطين لحفظه من شر يخشاه على نفسه او على خواصه واقربائه فقد اشرك مع الله الها اخر يرجو نفعه ويخشى باسه ويركن اليه في تحقيق رغباته وحاجاته وماواه جهنم وبئس المصير‏,‏ ومع ذلك لا يستطيعون ان يدفعوا عنه ضرا او يقضوا له حاجة او يحققوا له غاية‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا‏}‏ وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون‏}‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
 
 
 
 
 

السؤال الاول من الفتوى رقم ‏(‏2251‏)‏‏:‏

س 1‏:‏ هناك فرقتان‏:‏ فرقة تقول‏:‏ ان الاستعانة بالانبياء والاولياء كفر وشرك مستدلين بالقران والسنة‏,‏ وفرقة تقول‏:‏ ان الاستعانة بهم حق‏;‏ لانهم احباء الله تعالى وعباده المصطفون الاخيار‏,‏ فاي الفريقين على الحق‏؟‏

ج 1‏:‏ الاستعانة بغير الله في شفاء مريض او انزال غيث او اطالة عمر،وامثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الاكبر الذي يخرج من فعله من ملة الاسلام‏,‏ وكذا الاستعانة بالاموات او الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة او جن او انس في جلب نفع او دفع ضر نوع من الشرك الاكبر الذي لا يغفر الله الا لمن تاب منه‏;‏ لان هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة‏,‏ وهي لا تجوز الا لله خالصة لوجهه الكريم‏,‏ ومن ادلة ذلك ما علم الله عباده ان يقولوه في اية اياك نعبد واياك نستعين اي‏:‏ لا نعبد الا اياك ولا نستعين الا بك‏,‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء‏}‏ الاية‏,‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا‏}‏ وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما‏:‏ اذا سالت فاسال الله،واذا استعنت فاستعن بالله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ‏:‏ وحق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار اما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الاسباب العادية التي جعلها الله الى الخلق واقدرهم على فعلها‏;‏ كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره‏,‏ واطعام جائع‏,‏ وسقي عطشان‏,‏ واعطاء غني مالا لفقير‏,‏ وامثال ذلك فليس بشرك‏,‏ بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة‏,‏ وهكذا لو استعان بالاحياء الغائبين بالطرق الحسية‏;‏ كالكتابة‏,‏ والابراق‏,‏ والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك‏.‏

واما حياة الانبياء والشهداء وسائر الاولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها الا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا‏,‏ وبهذا يتبين ان الحق مع الفرقة الاولى التي قالت‏:‏ ان الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏1644‏)‏‏:‏

س 3‏:‏ اذا كان الاب محافظا على الصلوات الخمس واركان الاسلام ولكنه يعتقد جواز النذر والذبح للمقبورين في الاضرحة والمشاهد‏,‏ فهل لابنه الموجود ان ياخذ من ماله ما يبني به مستقبله او ان يرثه بعد موته ام لا‏؟‏

ج 3‏:‏ من اعتقد من المكلفين المسلمين جواز النذر والذبح للمقبورين فاعتقاده هذا شرك اكبر مخرج من الملة يستتاب صاحبه ثلاثة ايام ويضيق عليه فان تاب والا قتل‏.‏ اما اخذ ابنه من ماله ما يبني به مستقبله وكونه يرثه بعد موته في نفس المسالة المسئول عنها فان هذا مبني على معرفة حقيقة واقع الاب ومعرفة الحال التي يموت عليها‏,‏ فاذا كان ابوه مات على هذه العقيدة لا يعلم انه تاب فانه لا يرثه‏;‏ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يرث المسلم الكافر‏,‏ ولا الكافر المسلم متفق على صحته‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

 
 
السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏4042‏)‏‏:‏

س 5‏:‏ عندنا اناس كثير ينذرون الذبائح لغير الله من الاموات‏,‏ وفي نفس الوقت يقولون‏:‏ يا رب -مثلا- يا رب‏,‏ لو نجح ربنا ابني او بنتي ساذبح لك يا شيخ فلان خروفا‏؟‏

ج 5‏:‏ النذر لغير الله شرك‏,‏ والذبح لغير الله شرك‏;‏ لقول الله سبحانه‏:‏ وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه وقال تعالى‏:‏ قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الاية‏,‏ وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لعن الله من ذبح لغير الله‏.‏ والنذر داخل في قوله تعالى‏:‏ ونسكي

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ واله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

 
 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وسلم

--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment