Thursday, May 21, 2009

بر الوالدين

 

   بر الوالدين

 

يشمل هذا الموضوع العناوين الآتية:

 

1- القرآن وبر الوالدين.   

2- أمر الرسول ببر الوالدين.

3- مكانة بر الوالدين في الإسلام.            

4- جزاء بر الوالدين.

5- تحريم عقوق الوالدين.                            

6- عقوبة عقوق الوالدين.

 

1- القرآن وبر الوالدين:

1- بر الوالدين بعد توحيد الله:

~ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ(83) البقرة.

~ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا(36) النساء.

~ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151) الأنعام.

~  وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24) الإسراء.

2- بر الوالدين من أخلاق كل الأنبياء:

- بر إبراهيم عليه السلام:

~  رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ(41) إبراهيم.

~ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ(84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ(85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ(86) الشعراء.

- بر إسماعيل عليه السلام:

~  فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ(102) الصافات.

- بر نوح عليه السلام:

~ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا(28) نوح.

- بر يوسف عليه السلام:

~ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ(99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(100) يوسف.

- بر سليمان عليه السلام:

~ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ(19) النمل.

- بر عيسى عليه السلام:

~ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32) مريم.

- بر يحي عليه السلام:

~ يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا(14) مريم.

3- الوصية بالوالدين لأنهم أصحاب الفضل بعد الله تبارك وتعالى:

~  وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ(15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ(16) الأحقاف.  

4- من بر الوالدين الإنفاق عليهما:

~ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ(215) البقرة.

5-  الخسارة وسوء العاقبة والطرد من رحمة الله لقاطع الرحم:

~ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(27) البقرة.  

 ~وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(25) الرعد.

6- المصاحبة بالمعروف والإحسان للوالدين المشركين:

~ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(15) لقمان.

~ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(8) العنكبوت.

7- المصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين لا تعنى حبهم أو اتخاذهم أولياء :

~  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ(23) التوبة.

~ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(22) المجادلة.

2- أمر الرسول r ببر الوالدين:

الوالدين هم أحق الناس بحسن الصحبة:

~  جاء رجل إلى رسول الله r فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: " أمك" قال: ثم من؟" قال: " أمك" قال: ثم من؟ قال: " أمك" قال: ثم من؟ قال: " أبوك" متفق عليه.

~ " إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب" أحمد والبخاري وابن ماجة والحاكم والبيهقي.

صلة الرحم وبر الوالدين من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر:

~ " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه.

صلة الرحم وبر الوالدين من خصال الخير:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي r بخصال من الخير: أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة. الطبراني وابن حبان.

الوالدين هم أولى الناس بالصلة والصدقة:

~ عن كليب بن منفعة رضي الله عنه قال: قال جدي يا رسول الله من أبر؟ قال: " أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك، حق واجب ورحم موصولة" البخاري وأبو داود والبيهقي.

~ " يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك" ابن حبان والنسائي والبيهقي. ~ " اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك" الطبراني والحاكم وابن حبان. ~ عن عبد الله بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي r  فقال: يا رسول الله إن لي أهلا وأما وأبا فأيهم أحق بصلتي؟ قال: " أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك" الطبراني والبيهقي.

~ " يد المعطي العليا ويد السائل السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك فأدناك" ابن أبي شيبة.

من البر صلة الرجل أهل ود أبيه:

~ " إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل وُد أبيه بعد أن يولي" مسلم.

~ عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه قال ابن دينار فقلنا له: أصلحك الله فإنهم الأعراب وهم يرضون باليسير فقال عبد الله بن عمر: إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب وإني سمعت رسول الله r يقول: " إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه" مسلم.

~ عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة وعمامة يشد بها رأسه فبينا هو يوما على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي فقال: ألست بن فلان بن فلان؟ قال: بلى فأعطاه الحمار وقال اركب هذا والعمامة قال اشدد بها رأسك فقال له بعض أصحابه: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه وعمامة كنت تشد بها رأسك، فقال: إني سمعت رسول الله  r يقول: " إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى" وإن أباه كان صديقا لعمر. مسلم.

~  عن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لم أتيتك؟ قال: قلت لا، قال: سمعت رسول الله r يقول: " من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده" وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك" ابن حبان.

أعظم الناس حقا علي الرجل أمه:

 ~سألت عائشة النبي r أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: " زوجها" قالت: فعلى الرجل؟ قال: " أمه" أحمد والنسائي وللحاكم.

أنت ومالك لأبيك:

~ عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتى رسول الله r يخاصم أباه في دين عليه فقال نبي الله r : " أنت ومالك لأبيك" ابن حبان.

~ عن بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي r يستعدي على والده قال: إنه أخذ من مالي، فقال له رسول الله r :" أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك" الطبراني.  

~ جاء رجل إلى النبي r  فقال: يا رسول الله إن لي مالا وإن لي عيالا ولأبي مال وله عيال وإن أبي يأخذ مالي، قال: " أنت ومالك لأبيك" عبد بن حميد.

~ قال رجل للنبي r : يا رسول الله إن لي مالا وولدا وإن والدي يجتاح مالي، قال: " أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم" البيهقي.

~ جاء رجل إلى النبي  فقال: إن أبي اجتاح مالي؟ فقال: " أنت ومالك لأبيك" ابن ماجه.

~ " إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم" ابن ماجه.

~ " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه" أبو يعلى والبيهقي.

~ " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه" أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجه.

بر الوالدين بعد موتهما:

~  جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: " نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" أبو داود وابن ماجه وابن حبان .(وفي رواية: قال الرجل: ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه، قال: " فاعمل به")

~ قال رجل من الأنصار: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: "نعم خصال أربعة: الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما"  أحمد.

~ " سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره وهو بعد موته: من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" البزار وأبو نعيم والبيهقي.

~ " من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب بارا" ابن أبي الدنيا والبيهقي.

~ " إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين" البيهقي.

~ " إن العبد يموت والداه أو أحدهما وإنه لهما عاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا" البيهقي.

~ " إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هذا فيقال باستغفار ولدك لك" ابن ماجة وابن أبي شيبة والطبراني وأحمد.

~ " يتبع الرجل من الحسنات يوم القيامة أمثال الجبال فيقول: أنى هذا؟ فيقال باستغفار ولدك لك" الطبراني.

بر الوالد في الزواج والطلاق:

~ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي: طلقها فأبيت، فأتى عمر رضي الله عنه النبي r فذكر ذلك له فقال النبي r : " طلقها" أبو داود والترمذي.

 ~ قال ابن عباس: قال النبي r : جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل زوجته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه، قال: إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألني عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته إنا في جهد وشدة قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم أمرني أن أقرىء عليك السلام ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك، فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد ذلك فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه؟ فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ فقالت: الماء، فقال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء – ثم قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته إنا بخير قال: أما أوصاك بشيء؟ قالت: نعم وهو يقرأ السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة فأمرني أن أمسكك" البخاري والسيوطي.

~ تزوج رجل فكرهت أمه ذلك فجاء يسأل أبا الدرداء فقال: طلق المرأة وأطع أمك فإني سمعت رسول الله r يقول: " الوالدة أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك أو أحفظه" الحاكم.(أضع: من أضاع أي أهمل وترك)

~ أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال: إن أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها، قال: ما أنا بالذي آمرك أن تعق والديك ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك، غير أنك إن شئت حدثتك ما سمعت من رسول الله r  سمعته يقول: " الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ على ذلك إن شئت أو دع" ابن حبان.

 لا يجوز عقوق الوالدين وإن طلبا منه التخلي عن كل ما يملك:

~ قال رجل لرسول الله r : أوصني؟ فقال: "لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت، ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخلي من أهلك ودنياك فتخل، ولا تشربن خمرا فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن صلاة متعمدا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله ورسوله، ولا تفرن من الزحف فمن فعل ذلك باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، ولا تزدادن في تخوم أرضك فمن فعل ذلك يأتي به يوم القيامة على رقبته من مقدار سبع أرضين، وأنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله" الطبراني.

~ عن معاذ بن جبل قال أوصاني رسول الله  r بعشر كلمات:" قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإنه من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن الخمر فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن المعصية جل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإن أصاب الناس موت فاثبت، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم في الله" أحمد والطبراني.

 لا يستطيع أحد أن يؤدي حق الوالدين:

~ عن بريدة أن رجلا كان في الطواف حاملا أمه يطوف بها فسأل النبي r هل أديت حقها؟ قال: " لا ولا بزفرة واحدة" البزار.(زفرة أي طلقة من طلقات الولادة)

~ " لا يجزئ ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيعتقه" الطبراني وأبو يعلى.

 التأدب مع الوالدين:

~ عن عائشة قالت: أتى رسول الله r رجل ومعه شيخ فقال له:" يا فلان من هذا منك؟" قال: أبي، قال: " فلا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تدْعه باسمه، ولا تستسب له" الطبراني.(تستسب له أي لا تكون سببا في سبه)

~ عن أبي غسان الضبي قال خرجت أمشي مع أبي فلقيني أبو هريرة فقال لي: من هذا؟ قلت: أبي، قال: لا تمش بين يدي أبيك ولكن امش خلفه أو إلى جانبه، ولا تدع أحدا يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق أجار أبيك تحته، ولا تأكل ما قد نظر أبوك إليه لعله قد اشتهاه" الطبراني.

بر الوالدين المشركين:

~ عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله  فاستفتيت رسول الله r  قلت: قدمت علي أمي وهى راغبة أفأصل أمي؟ قال: " نعم صلي أمك" البخاري ومسلم وأبو داود.( راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها، وقيل كانت أمها من النسب وقيل من الرضاعة، وفي رواية: راغمة أي ساخطة وكارهة للإسلام )

 

3- مكانة بر الوالدين في الإسلام:

أ- أحب الأعمال إلي الله:

~ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله r أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: " الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: " بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله" البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

ب- السعي علي الوالدين الكبيرين كالجهاد في سبيل الله:

~ عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: مر على النبي r رجل فرأى أصحاب رسول الله r من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله r : " إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان" الطبراني.

ج- بر الوالدين مقدم علي الجهاد في سبيل الله:

~ عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة أتى النبي r فقال: إني أردت أن أغزو وجئت أستشيرك، فقال: " ألك والدة؟" قال: نعم، قال: " اذهب فالزمها فإن الجنة عند رجليها" الحاكم.

~ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى نبي الله r فاستأذنه في الجهاد فقال: " أحي والداك؟" قال: " نعم" قال: " فيهما فجاهد" البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

~ أقبل رجل إلى رسول الله r فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال: " فهل من والديك أحد حي؟" قال: نعم بل كلاهما حي، قال: " فتبتغي الأجر من الله؟" قال:  نعم قال: " فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما" مسلم.

~ جاء رجل إلى النبي r فقال: إني جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان، قال: " فأرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما" الحاكم وابن حبان والنسائي وأبو داود.

د- بر الوالدين مقدم على صلاة التطوع :

~ كما يفهم من قصة جريج: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلى فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته، فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلى فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته، فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وكانت امرأة بغى يتمثل بحسنها فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم قال فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك، فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به فقال: دعوني حتى أصلى فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا، وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع، قال ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: مر رجل حسن الهيئة فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت فقلت اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها؟ قال: إن ذاك الرجل كان جبارا فقلت اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها" متفق عليه.

ه- الجنة للبار بوالديه والنار لمن يعقهما:

~ عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: " هما جنتك ونارك" ابن ماجه.

4- جزاء بر الوالدين:

1- البسط في الرزق والمد في العمر ودفع ميتة السوء ودفع المكروه :

~ " بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء" الأصبهاني.

~ " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" متفق عليه. (ينسأ له في أثره أي يؤخر له في أجله وعمره)

~ " من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" البخاري والترمذي.

~ " من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه" البزار والحاكم.

~ " مكتوب في التوراة من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه فليصل رحمه" البزار والحاكم.

~ " إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور" أبو يعلى.

~ " من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره" البخاري والحاكم وأبو يعلى والطبراني.

2- عمارة البيوت وكثرة الأموال لواصل الرحم ولو كان عاصيا :

~ " إن الله عز وجل ليعمر للقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا" قيل: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: " بصلتهم أرحامهم" الطبراني والحاكم والبيهقي.

~" إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم" قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: " بصلتهم أرحامهم" الطبراني والحاكم.

~ " إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن عز وجل" البيهقي وابن عساكر.

~ " إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فجارا فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم، وإن أعجل المعصية عقابا البغي واليمين الفاجرة، تذهب المال وتعقم الرحم وتدع الديار بلاقع" البيهقي وابن جرير والخرائطي.( بلاقع أي خالي من كل خير)

~ " إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار" أحمد.

3- أسرع الخير ثوابا هي صلة الرحم:

~ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله r ونحن مجتمعون فقال: " يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم" الطبراني.

~ " أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم" ابن ماجه.

4- تفريج الكرب وإجابة الدعاء:

~ " بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر فمالوا إلى غار في الجبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي وإنه نأى بي الشجر يوما فما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء، وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فسعيت حتى جمعت مائة دينار فلقيتها بها فلما قعدت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها، اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها، ففرج لهم فرجة، وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال أعطني حقي فعرضت عليه حقه فتركه ورغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها، فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي، فقلت اذهب إلى تلك البقر وراعيها، فقال اتق الله ولا تهزأ بي، فقلت إني لا أهزأ بك فخذ تلك البقر وراعيها، فأخذه فانطلق بها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقى ففرج الله عنهم" البخاري ومسلم وابن حبان.

~ كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله r يقول: " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي. مسلم والحاكم.

5- من يبر والديه يبره أبناءه:

~ " بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم" الطبراني.

~ " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض"  الحاكم.

6- رضا الرب في رضا الوالدين:

~ " رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد" الترمذي (مرفوعا، وعند غيره موقوفا علي ابن عمر). ~ " رضا الرب من رضا الوالدين وسخطه من سخطهما" الترمذي والحاكم.

~ " رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين" الترمذي.(والحاكم والطبراني موقوفا علي ابن عمر)

~ " رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" الترمذي وابن حبان والحاكم والطبراني.

7- من وصل والديه وصله الله :

~ " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" متفق عليه. ( وليس هناك رحما أقرب من الوالدين)

~ " الرحم شجنة (مشتقة) من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله" البخاري والترمذي والبيهقي أبو داود. 

~ " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك" ثم قال رسول الله r : "اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم" متفق عليه. (وفي رواية: فقال الله تعالى من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته)

8- تكفير الذنوب العظام:

~ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبي r رجل فقال: إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال: " هل لك من أم؟" قال: لا قال: " فهل لك من خالة؟" قال: نعم قال: " فبرها" الترمذي وابن حبان والحاكم.( وفي رواية: هل لك والدان؟)

9- الجنة عند أرجل الأمهات:

~ جاء رجل إلي النبي r فقال: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: " أمك حية" فقال: نعم، فقال النبي r : " الزم رجلها فثم الجنة" الطبراني وابن أبي شيبة. (وفي رواية: رجليها)  

~ جاء رجل إلي النبي r فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال: " هل لك من أم؟" قال: نعم، فقال: إلزمها فإن الجنة عند رجلها" ابن ماجه والنسائي والحاكم.  

10- البار بوالدته له أجر الحاج والمعتمر والمجاهد:

~ أتى رجل رسول الله r فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، قال: " هل بقي من والديك أحد؟" قال: أمي، قال: " قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد" أبو يعلى والطبراني.

11- دعوات الوالدين مستجابة لولديهما:

~ "  ثلاث دعوات مستجابات: دعاء الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" البيهقي.

~ " ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده" ابن حبان والترمذي وأبو داود وأحمد.

12- الحياة الطيبة والجزاء الحسن:

~ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(97) النحل.

~ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ(60) الرحمن.

5- تحريم عقوق الوالدين:

+ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23) الإسراء

+ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(25) الرعد.

+ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ(23) محمد.

+ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله r بعشر كلمات قال: " لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن (تعص) والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإن أصاب الناس موت فاثبت، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم في الله" أحمد والطبراني.

+ " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"  البخاري ومسلم وابن حبان وابن خزيمة والبيهقي. (منعا معناه منع ما وجب عليه، وهات طلب ما ليس له، وقيل وقال معناه الحديث بكل ما يسمعه، وكثرة السؤال الإلحاح فيما لا حاجة إليه)

+ " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر(فقد كفر)" البخاري ومسلم والحاكم.

6- عقوبة عقوق الوالدين:

1- لا يدخل الجنة ولا يذوق نعيمها:

~ " ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث" أحمد والنسائي والبزار والحاكم.

 ~" ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر" ابن حبان.

~ " أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه" الحاكم.

~ " لا يلج حظيرة القدس مدمن خمر ولا العاق لوالديه ولا المنان عطاءه" الطبراني.

~ "لا يلج حائط القدس مدمن خمر ولا العاق لوالديه ولا المنان عطاءه" أحمد.

~ " لا يدخل الجنة قاطع" البخاري ومسلم والترمذي. (يعني قاطع رحم)

~ "لا يدخل الجنة قاطع رحم" مسلم

2- لا ينظر الله إليه ولا يشم رائحة الجنة:

~ " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث والرجلة" النسائي والبزار والحاكم.(الرجلة هي المترجلة المتشبهة بالرجال)

~ " يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها منان بعمله ولا عاق ولا مدمن خمر" الطبراني.

3- يأتي بأكبر الكبائر :

  ~" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ( ثلاثا) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال: " ألا وقول الزور وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. البخاري ومسلم والترمذي.

~ " الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس" البخاري. ( اليمين الغموس التي يحلفها كاذبا عامدا وسميت غموسا لأنها تغمس الحالف في الإثم)

~ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله r الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال: " الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، إلا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور (أو قال شهادة الزور)" البخاري.

~ " إن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة: الإشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير الحق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم" ابن حبان.

~ " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه" قيل: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: " يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه" البخاري ومسلم.

~ " من الكبائر شتم الرجل والديه" قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: " نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه" البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.

4- ملعون من عق والديه :

~ " لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته وردد اللعنة على واحد منهم ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه، قال: ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من أتى شيئا من البهائم، ملعون من عق والديه، ملعون من جمع بين امرأة وابنتها، ملعون من غير حدود الأرض، ملعون من ادعى إلي غير مواليه" الطبراني والحاكم.

 ~ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ(23) محمد.

~ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(25) الرعد.

5- يُحرم صحبة النبيين والصديقين والشهداء:

~ جاء رجل إلى النبي r  فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان، فقال النبي r : " من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا (ونصب إصبعيه) ما لم يعق والديه" أحمد والطبراني وابن خزيمة وابن حبان.

6- رغم أنفه وأبعده الله من أدرك أبويه ولم يُدخلاه الجنة:

~ " رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه" قيل: من يا رسول الله؟ قال: " من أدرك والديه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" مسلم.

~ عن أنس أن النبي r لما صعد المنبر قال: " آمين، آمين، آمين" قيل: يا رسول الله علام أمنت؟ قال: " أتاني جبريل فقال يا محمد رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل آمين فقلت آمين، ثم قال رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج فلم يغفر له، قل آمين فقلت آمين، ثم قال رغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قل آمين فقلت آمين" الحاكم وابن حبان والبزار والطبراني والبيهقي.

~ " من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله" أحمد.

~ " من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه" أحمد.

7- حلول البلاء:

~ " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء" فقيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا" الترمذي والطبراني.

~ "إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع" الترمذي.

8- من ضرب والديه لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ويدخله النار مع الداخلين:

~ " سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النار مع الداخلين إلا أن يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه: الناكح يديه، والفاعل والمفعول به، ومدمن الخمر، والضارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره" (زاد بن عمر وناكح البهيمة) الديلمي والبيهقي وابن كثير.

9- المتبرئ من والديه لا يكلمه الله ولا ينظر إليه ولا يزكيه ولا يطهره:

~ " من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم" قال: من أولئك يا رسول الله؟ قال: " المتبريء من والديه رغبة عنهما، والمتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم" البيهقي.

10- العاق لواديه يصعب عليه نطق الشهادة وقت الاحتضار:

~ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنا عند النبي r  فأتاه آت فقال: شاب يجود بنفسه فقيل له قل لا إله إلا الله فلم يستطع فقال: " كان يصلي؟" فقال: نعم، فنهض رسول الله r ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له: " قل لا إله إلا الله" فقال: لا أستطيع، قال: " لم؟" قال: كان يعق والدته، فقال النبي r : " أحية والدته؟" قالوا: نعم، قال: " ادعوها" فدعوها فجاءت فقال: " هذا ابنك؟" قالت: نعم فقال لها: " أرأيت لو أججت نار ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له؟" قالت: يا رسول الله إذا أشفع له، قال: " فأشهدي الله وأشهديني قد رضيت عنه" قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال له رسول الله r : " يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" فقالها فقال رسول الله r : " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" الطبراني وأحمد والبيهقي.

11- العاق لواديه لا يقبل الله منه عملا:

~ " ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف" الطبراني.

~ " ثلاثة لا يقبل الله عز وجل منهم صرفا ولا عدلا : عاق ولا منان ومكذب بقدر" ابن أبي عاصم. (صرفا: توبة، عدلا: فداءً)

~ " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم" أحمد والبيهقي.

~ " تعرض الأعمال عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يرفع فيها قاطع رحم" البيهقي.

~ " أتاني جبريل عليه السلام فقال: هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك، ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى مدمن خمر" البيهقي.

12- العاق لواديه يعجل له العقوبة في الدنيا مع ما ينتظره من عقاب في الآخرة:

~ " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات" الحاكم والأصبهاني.

~ " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" ابن ماجه والترمذي والحاكم.

 ~" أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم" ابن ماجه.

13- قاطع الرحم يقطعه الله :

~ " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" متفق عليه. ( وليس هناك رحما أقرب من الوالدين)

~ " الرحم شجنة (مشتقة) من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله" البخاري والترمذي والبيهقي أبو داود.

~ " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك" ثم قال رسول الله r : "اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم" متفق عليه. (وفي رواية: فقال الله تعالى من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته)

~ " ثلاث متعلقات بالعرش: الرحم تقول اللهم إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول اللهم إني بك فلا أخان، والنعمة تقول اللهم إني بك فلا أكفر" البزار.

~ " قال الله عز وجل أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته (أو قال بتته)" أبو داود والترمذي.

14- قاطع الرحم يُطبع علي قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا:

~ " الطابع معلق بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترىء على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا" البزار والبيهقي.

15- لا تنزل الرحمة ولا الملائكة علي قاطع رحم:

~ " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم" الأصبهاني.

~ " إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم" الطبراني.

مواقف مفيدة من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف:

- عن علي رضي الله عنه : لو علم الله شيئا في العقوق أدنى من أف لحرمه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار.

- كان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوما على أخوته فسألوه فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وبلغنا أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة فكان آخر كلامه يا رب أوصيني؟ قال: أوصيتك بأمك حسنا- قال له سبع مرات- قال: حسبي، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي، وسخطها سخطي.

- قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لابن مهران: لا تأتين أبواب السلاطين وإن أمرتهم بمعروف أو نهيتهم عن منكر، ولا تخلون بامرأة وإن علمتها سورة من القرآن، ولا تصحبن عاقا فإنه لن يقبلك وقد عق والديه. - قال المأمون: لم أر أحدا أبر من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ على بره له إنه كان لا يتوضأ إلا بماء سخن فمنعهم السجان من الوقود في ليلة باردة، فلما أخذ يحيى مضجعه قام الفضل إلى قمقم نحاس فملأه ماء وأدناه من المصباح فلم يزل قائما وهو في يده إلى المصباح حتى استيقظ يحيى من منامه.

- قيل طلب بعضهم من ولده أن يسقيه ماء فلما أتاه بالشربة نام أبوه، فما زال الولد واقفا بالشربة في يده إلى الصباح حتى استيقظ أبوه من منامه.

- قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن لي أما بلغ منها الكبر إنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟ قال: لا لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها.

- قال ابن المنكدر: بت أكبس رجل أبي وبات آخر يصلي ولا يسرني ليلته بليلتي.

- قيل لعلي ابن الحسين رضي الله عنه: إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك في صحفة، فقال: نخاف أن تسبق يدي يدها ما تسبق عيناها إليه فأكون قد عققتها.  

 



--
        mohamed chehata  
           
http://groups.yahoo.com/group/awlea2allh/


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات جوجل "بيانات و أخبار دورية من النور" مجموعة.
 لتقوم بارسال رسائل لهذه المجموعة ، قم بارسال بريد الكترونى الى bayanatalnor@googlegroups.com

-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment