Tuesday, April 26, 2011

حــــــــادث غريــب

ليس هناك أغرب من الموت ..

إنه حادث غريب ..

أن يصبح الشيء .. لا شيء ..

ثياب الحِداد .. و السرادق .. و الموسيقى .. و المباخر ..
و الفراشون بملابسهم المسرحية ,, و نحن كأننا نتفرج على رواية و لا نصدق .. و لا أحد يبدو عليه أن يصدق ..

حتى المشيعين الذين يسيرون خلف الميت لا يفكرون إلا في المشوار ..
و أولاد الميت لا يفكرون إلا في الميراث .. و الحانوتية لا يفكرون إلا في حسابهم .. و المقرءون لا يفكرون إلا في أجورهم ..
و كل واحد يبدو أنه قلق على وقته أو صحته أو فلوسه ..
 
و كل واحد يتعجل شيئاَ يخشى أن يفوته شيئاً ليس الموت أبداً ..

إن عملية القلق على الموت بالرغم من كل هذا المسرح التأثيري هي مجرد قلق على الحياة ..

لا أحد يبدو أنه يصدق أو يعبأ بالموت .. حتى الذي يحمل النعش على أكتافه ..

الخشبة تغوص في لحم أكتافه .. و عقله سارح في اللحظة المقبلة و كيف يعيشها ..

الموت لا يعني أحداً .. و إنما الحياة هي التي تعني الكل ..

نكتة !!

من الذي يموت إذن ؟

الميت ؟

و حتى هذا لا أحد يدري مصيره ..

إن الجنازة لا تساوي إلا مقدار الدقائق القليلة التي تعطل فيها المرور و هي تعبر الشارع ..
 و هي عَطلة تتراكم فيها العربات على الجانبين .. كل عربة تنفخ في نفيرها في قلق ..
 لتؤكد مرة أخرى أنها تتعجل الوصول إلى هدفها .. و أنها لا تفهم .. هذا الشيء الذي اسمه الموت ...


■ ■ ■

د. مصطفـى محمـــود
من كتاب : لغز الموت


--

إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، و لئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.


No comments:

Post a Comment