Saturday, May 28, 2011

السباق لم يبدأ بعد - فمن سيفوز

ألن تتعجب إن رأيت المتسابقين على خط البداية يتشاجرون من كسب منهم السباق ! ألن تتعجب إن رأيت اللاعبين قبل صفارة البداية يشتكون من ظلم الحكام ! وستضرب كفا على كف إن رأيت المشجعيين في المدرجات يتشاجرون وينضم كل منهم لفريقه مع شكواه والمباراة لم تبدأ بعد ! وألن تتعجب إن علمت أن المدربين الأجانب الذين لا يفقهون كلمة مما يحدث ويقومون بتغييرات وهم لا يعلمون ما يحدث حقا ! وستضحك إلى أن يغمى عليك وأنت ترى فريقا ثالثا يدخل الملعب يؤكد فوزه في مباراة هو لم يلعبها وليس طرفا فيها !


هكذا أرى مصر الآن وقد أصبح الأخوة (الأعداء) كل منهم ينسب الفضل لنفسه فيما حدث ونحن مازلنا في بداية السباق ولازلنا نتحسس طريقنا ، وكل يرمي الإتهامات على الآخر والشعب منحاز بين مؤيد ومعارض ومحتار ، ومعظم رسائل الفتنة والفرقة ودعوات التظاهر والإعتصام تبث من أطراف ليس لها علاقة بالموضوع ولا يؤثر فيها ما ستؤول إليه الأحداث في مصر – الحقيقة أن في وسط هذه الزخم الإعلامي الشعبي لن يفوز إلا من نأى بنفسه عن الصغائر وعلم أن المصري - وقد رضيّ بالذل والهوان معظم تاريخه من قوى خارجية أو من ادعوا البطولة من أبناء وطنه في وقت ما - هو من أبسط شعوب العالم ، فنسمة هواء باردة في الصيف هي كل مبتغاه وسط هذا السعير فهل من مجيب.

الثورة ليست المظاهرات والاعتصامات والمحاكم الثورية وإقصاء الآخرين وليست سباقا ليفوز بها فريق دون الآخر – الثورة كالبركان وسيلة للتجديد ، لتخرج الحمم والصهارة من باطن الأرض لتنشأ أرضا جديدة نبدأ عليها ، والحقيقة أن ما خرج من باطن الأرض هو من نفس الأرض التي نحيا عليها ، وقد سبق لأجدادكم وآبائكم المرور بهذا الأمر مئات المرات ولكن لا أحد يقرأ التاريخ ، إنه دعوة للتجديد وليس دعوة للتهديد ، دعوة للتعديل وإيجاد البديل إنها سنة الحياة : التغيير
إنها سنة الله في الأرض ولن تجدوا لسنة الله تبديلا


--

قال أبو نواس في آخر عمره:

 

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم

   إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فمن الذي يدعو إليه المجرم

  أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا ً *** فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا *** وجميل ظني ثم أنِّي مسلم    


۩۞۩ مع تحيـــــ Ashraf Taha ـــــــاتي۩۞۩

No comments:

Post a Comment