Sunday, May 8, 2011

هاوية التعاسة و التمزق و الشتات




نحن لم نوهب الشهوة لنشبعها أكلاً و شرباً و مضاجعة و تكديساً للمطامع و الثروات ..

 و إنما وهبنا الشهوة لنقمعها و نكبحها و نصعد عليها كما نصعد على درج السلم ...

فالجسد هو الضد الذي تؤكد الروح وجودها بقمعه و كبحه و ردعه و التسلق عليه
...

و بقمع الجسد و ردعه و كبحه تسترد الروح هويتها كأميرة حاكمة

 و تعبر عن وجودها و تثبت نفسها و تستخلص ذاتها من قبضة الطين و تصبح جديرة بجنتها و ميراثها ..

و ميراثها السماء كلها ، و مقعد الصدق إلى جوار الله .. و هذه هي السعادة الحقة ...



أما إذا غلب حكم الطين و انتصرت الجبلة الحيوانية و قرن الإنسان ذاته الشريفة بالمادة الطبيعية

 فقد هبط بنفسه إلى سجن الضرورات و إلى غلظة الآلية و إلى نار الطبيعة

 التي تأكل بعضها بعضاً و أصبح منها و فيها و لها ..

و تلك هاوية التعاسة و التمزق و الشتات ...

■ ■ ■

د. مصطفي محمود - رحمه الله
من كتاب : الروح و الجسد



--

إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، و لئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.


No comments:

Post a Comment